قال معلم حكيم ذات يوم، متأملاً فتاة عشرينية، أفنت عمرها الزوجي في العصيان لخالقها، مدعية التطور والحداثة، في زمن الرذيلة والإنحراف الإجتماعي ،في أسرتها العاقة بكل الوجوه، وبات فيه مَنْ لا يسمع الغناء، ويرتدي الفاضح في ملابسه رجعياً، رامياً كل دينه في طي النسيان، بشياطنيه الخناسة التي لا تهدأ أبداً، وقد تحدث الشيخ الحكيم بقوله: (بعض الحروف تبكيك، ليس وجعاً، بل لأنها تلمس شيئاً إستوطن روحك)، على أن تلك الفتاة كانت أبنة أخيه!
الحرية بين العهد القديم والعهد الجديد، موضوع ثرٌ يأخذنا، الى حيث التواصل مع الأخرين، لنعطي إنطباعاً عن تربيتنا الإسلامية الآن، لأننا نعيش زمن الإنفلات الأسري، بشكل لا يصدق، فجل ما تهتم به بعض الفتيات ذوات العشرين عاماً، هو الفضائيات الملوثة، ومظاهر الديمقراطية المبتذلة، ووصفات التنحيف، ونوع كماشات الشعر (القراصات)، التي تجعل الرأس، يناطح كل مَنْ يتحدث اليها، وتعدها منقبة لوقاحتها وزيفها، الذي تفضي الى سوء خُلقها ومنطقها، وضعف سيطرة الأسرة عليها.
نصوص المساومة السوداء، لفتاة في العشرين، حينما تبدأ مشوارها مع أهل الزوج، هو ساعة الإستيقاظ، فمعظمهن ينهضن الساعة العاشرة وأكثر، فملاحم حريم السلطان، وجنون المسلسلات التركية، تأخذ وقتاً مقدساً لا رجعة فيه، فينعزل الشاب عن أسرته تباعاً، ليعيش عاصفة من الخيال الفوضوي، ويبتعد شيئاً فشيئاً، عن المصير الجمعي للعائلة، التي أفرحها يوم عرسه، لكن المياه المتصحرة (الزوجة العشرينية)، جعلته يتصلب كالحجارة المتزحلقة، فوق منحني الإنعزال والكآبة.
هناك سر أخر لوقاحة فتيات العشرين، اللواتي يتزوجن للعيش في عالم مستقل، عن سيطرة أهل الزوج، وبأقدس الأمور الشرعية، فتراها تراهن تواجدها في البيت الثاني، بمدى ما تخدم به العائلة، لتتمكن فيما بعد، سحب الشاب المرتهن بعقد الزوجية، الى واحة بعيدة عن أهله، فالنظام والإلتزام لا يعجبها، لأنه ببساطة بعيد عن وقاحتها المعهودة، فهي لم تتربَ أصلاً على مفهوم الأسرة الملتزمة، فالإنحلال ديدن عائلتها، فكيف بها؟
ثقافة الإعتذار هي الأخرى علامة فارقة، لعدم وجودها في قاموس هذه الفتاة، علماً بأن الأم لو بذلت جهدها، لتربية إبنتها على مفاهيم التواضع، والإحترام، والإعتذار لسويت مشاكل كثيرة، تقض مضاجع العوائل، وباتت بذرة تنذر بقضية، يهتز لها العرش وهي الطلاقن أما العائلة المسالمة، فلا ترى بداً من فصل إبنها،مع زوجته المتخاذلة، عن أداء واجباتها الأسرية، لتنعم بالراحة والهدوء، اللذين ذهبا بمجيء الشيطانة، ذات العشرين عاماً.
المعلم الحكيم متألم جداً، من وضع إبنه المزري، حيث يبكي ألماً عليه، لأن زوجته العاصية، إمتلكت زمام الأمور، وإقتطعت الغصن الطري من جذوره، بغية إمتلاكه، ولتثبت وقاحتها، قامت بالتأثير على تصرفات زوجها، وتم إخراج والده من حياته للأبد، والعيش منفرداً في بيت منفصل، فقرر المعلم الحكيم التوقف، والإحتجاج على عصر الإنحطاط، الذي تعيشه فتاة العشرين، صارخاً بوجهها الزائف: أنت وقحة، ولن يكون لك مكان في عائلتنا!