عنوان أمسية الندوة العلمية الشهرية للنادي الشعبي بيت العائلات بستراسبورغ.
تمهيد:
بناء أسرة سعيدة من أساسيات ضرورة الحياة الزوجية في المجتمع منذ نشأتها، ويبقى على الطرفين المحافظة عليها لإستمرارية علاقتها بكل ما تحمله الكلمة من معنى ظاهري وباطني. كانت في السابق العلاقة بين الزوجين, علاقة حميمية, ودية محمية من الطرفين مصونة مقدسة برباطها الوثيق ,لا تشوبها شائبة بإحترام ووقار. وخصوصية كل طرف وقداسة حريته الشخصية وعدم تجاوز الحدود لكل منهما.
ولكن في الوقت الحاضر وقت الحرية الشخصية والفردية والحياة المنفصلة عن كيان الأسرة السابقة بات يخشى فيه العديد من الأزواج العيش معا بقوانين العشرة الزوجية المتعارف عليها والمتعامل بها منذ قرون خلت, لأنهم يعلمون أنه سيتعين عليهم في وقت من الأوقات التخلي عن بعض مساحة حريتهم الشخصية والتنازل عليها, سواء بإرادتهم الفردية أو المشتركة بإتفاق مسبق من جهة أو بالإكراه والإجبار من جهة أخرى. لكن ليس كل التعايش في رؤية البعض يجب أن يكون معقدا كما يعتقدوه ويراه هاته الفئة من الطرف الأخر في العصر الحالي.
تقديم وتنشيط:
أفتتحت الأمسية بكلمة ترحيبية للأستاذ محمد طاهري مرحبا بالحضور شاكرا إياهم على تلبية الدعوة, معرفا بالامسية ومضمونها ومنشطيها. وأستهلت المحاضرة بتقديم من طرف الأستاذة ديابو دياتا مدربة مكونة في المجال الاجتماعي بستراسبورغ، تطرفت إلى عناصر المحاضرة بعناوينها لتمكين جميع الحضور من المتابعة بكل أرحية عن بعد.وختام تعريفها أحالت الكلمة للأستاذ لكرانبي فؤاد مختص في العلاج بالتنويم المغناطيسي بستراسبورغ والذي شرع في الحديث عن أهمية العلاقة الأسرية والأزواج, متطرقا لأهم العناصر والنقاط المتعلقة بموضوع الأمسية.
مضمون المحاضرة: من أجل تعايش أحسن:
يجب على الطرف الأخر أن يمنح نفسه الإرادة من أجل حسن سير العمل للأفضل أو للأسوأ في العلاقة الزوجية حسب مفهوم لكل فئة وجيل بين المجتمع المسلم من وجهة شرعية والغربي من وجهة نظرة شخصية بحرية بما تحمل الكلمة.
ينص التعايش في سياق الزواج.على حقوق وواجبات الطرفين من الأزواج:
الحقوق:
من الحقوق لضمان أحسن تعايش ومعاشرة، يجب أن لا يكون العيش بين الأزواج تحت سقف واحد بإكراه أو مرتب, لكن ليعايش بين الطرفين جميعا في هدوء وطمأنينة وسكينة معا ليسهل لهم أحسن تعايش. مع إختيار مكان الإتصال والحديث للتخاطب بموضوعية. مع مراعاة حجم رفع الصوت وبتبين موقف الصراحة عند المحادثة والتخاطب في النقاش.
وتكون الواجبات شخصية، فردية, مشتركة ومتبادلة:
الواجبات الشخصية: إحترام رأي الطرف الأخر وعدم منعه ورفضه. تمتين الرابطة بالعواطف الجياشة لإحساس الطرف الأخر بمكانته وتواجده في كل الأوقات سواء الجيدة لإسعاده أو السيئة للأخذ بيده ومواساته ساعتها وقت الحاجة. والحرص على المودة لبعضهم البعض والمساعدة على الولاء والوفاء لتقوية الرابطة الزوجية.
ومن الواجبات الفردية:
يجب الحرص في الحضور ومراعاة التباعد بين مساحة الطرف الآخر عند اللقاء ولفت الإنتباه عند الحديث إليه والإصغاء. بتعاطف وإحترام متبادل.
الواجبات المشتركة:
الحرص والأخذ بإدراك في رعاية الأطفال وضمان تربيتهم جميعا معا. تحضير مستقبلهم والمشاركة في نشاطاتهم. دعم التعبير عن المشاعر والوعي بالعوامل الخارجية للتصدي للعنف الآتي من الخارج.
ومنع الحواجز النفسية الإجتماعية الناجمة عن المشاكل المالية المتراكمة والمؤثرة على الحياة الزوجية والعلاقة الأسرية، الديون والقروض كالإئتمان وحالات الفقر والعوز وما شابه ذلك. وعدم مقارنة المواقف ذات التأثير على حياة الزوجين كالتقاليد والعادات, ثقافة, الدين والأخلاق بمختلقها سواء الحميدة أو السيئة المسيئة.
الوجبات المتبادلة:
التعرف على مدى التوافق الزواجي من الواجبات المتبادلة بين الزوجين نحو أبعاد الحياة الأسرية، المستوى العلمي، الثقافي, الإجتماعي والإقتصادي, سلكويات الطرف الأخر من نوع الأسرة العائلية، مشاعر وأحاسيس الشريك والتعرف على طبيعة حياته وتأثيرها على الآخر كشريك للحياة.
ولضمان تعايش سليم ومعاشرة متينة بين الزوجان يجب الأخذ في الحسبان أن الحياة الزوجية في كلتي حالاتها مساحة محترمة ومقدسة. حيث يجب أن يشعر فيها الطرفين بالحرية التامة سواء الشخصية أو المشتركة. وأن يعبر كل بآرائه وعلى الطرف الأخر إحترامها, وعدم نقدها و رفضها و الإستهزاء بها. السماح بالتعبير عن مشاعره بكل حرية وبأسلوب حياته خاصة رغباته وميولاته وإحترام إستقلاليتها لعدم تقبل مزاج الطرف الأخر عند الرغبة الملحة والجامحة.
تفادي المعيقات المؤثرة في الحياة المشتركة بين الطرفين.
يجب التخلص منها وذلك بالسماح برحيل كل العوائق المسيطرة على كل طرف على أن يتم بقناعة شخصية وشجاعة تامة, ورغبة ملحة، بآلية بسيطة وفعالة يمكن من خلالها التخلص من معوقات التنوير لحماية العلاقة بين الطرفين، وذلك بالتحرر من السلبية المعيقة والمناعة، حيث إن الهدف من خلال الممارسة النفسية السريرية هو إيجاد الوسائل الأكثر فعالية في تخفيف معاناة البشر بجميع أشكالها، وقد وجدت الآلية الداخلية لتكون ذات منفعة عامة على حالات الوعي المتقدمة والتنوير، ومن خلالها يمكن إزالة هاته المعوقات للسعادة الزوجية والمعاشرتية بالفرح والحب والنجاح والتنوير المفيد المؤدي لحماية العلاقة وحياة الطرفين.
كبح الجماح ومنع الرغبات المحرمة والغير مرغوب فيها:
كثيرا ما يتعرض الطرف بل جسده ورغبته إلى أشياء غير محببة وغير مرغوب فيها من الطرف الأخر, مما يسبب إزعاج وعدم رضا وعدم السماح بالإتيان بها أو تطبيقها مما يولد عند الطرف الأخر كبث وشعور بالحرمان من حق مشروع من وجهة نظر وهذا ما يسبب إلى النفور والإستفزاز والدخول في مرحلة خصام و نشوز الخ…………
الفرق بين الزوجين رسميا بعقد والمتعاشرين بكل حرية بدون عقد رسيمي.
ومن خلال التخلص من العوائق والسماح برحيلها من حياة الطرفين و إزالتها كلية بل حذفها نهائيا من جذورها, بينت الدراسات أن مقارنة التعايش والمعاشرة بين الأزواج المتزوجين رسميا بعقد موثق وميثاق غليظ، وبين الأزواج العاديين بما يعرف بالتعايش بلا زواج أنهم أكثر سعادة وطمأنينة وراحة بال ولديهم ثقة بالنفس كبيرة وفي الذات.
الفرق بين العقد الشرعي الديني والمدني الرسمي:
وبكون المجتمع الغربي يبيح العلاقة الرسمية للزوجين أو للطرفين حسب مفهوم العلاقة, بما يعرف بالمعاشرة والتعايش يفرق بين الحالتين فالأولى علاقة شرعية دينيا وإداريا مدنية والثانية علاقة محرمة شرعا من حيث وجهة الشريعة الإسلامية وباقي الديانات ومباحة حسب مفهوم الحرية الشخصية ومفهوم العصرنة والتطور والحرية المطلقة أو باب ما بات يعرف جسدي ملكي وأنا حر وحرة فيه. أفعل فيه ما أشاء وما أريد حفظ الله شبابنا من الجيل الصاعد وجميع بناتنا من كل مخاطر وهلاك ما هو محرم وممنوع.
عرض نماذج وعينات:
قدمت الأستاذة ديابو دياتا مدربة مكونة في المجال الاجتماعي بعرض نمادج وعينات من عديد الحالات للأزواج والتي يستخلص منها عبر مفيدة للزواج حديثي العهد بالإرتياط سواء بالزواج الشرعي أو بالإرتباط الحر.
كما قدم الأستاذ فواد لكرانبي من خلال المناقشات بعض النماذج الحية والشهادات من خلال ممارسته حالات لزيجات ناجحة من كلتي الطرفين الإسلامية والغربية بكل المعايير والمقاييس المبنية من وجهة نظر الطرف الأخر وعدم معارضته ولا منعه. وحالات فاشلة موضحا أسباب فشلها بالتحليل والتعليل لكل منها على حدا.
رأي بخبرة وعشرة عمر:
صادف تواجد أشخاص مسنين بالأمسية ومن لهم خبرة في الحياة الزوجية بكل مفهومها ومقاييسها على خطى سلفنا رحمهم الله والذين كانت تجاربهم مكللة بالنجاح ما عدا واحدة بآت بالفشل وتركت أثاره السلبية.
تقول السيدة ن:
تربينا عل تعاليم ديننا الحنيف وعرف والدينا على خطى نهج أبائهم محافظين متمسكين بكل مقايس الحياة الزوجية من عرف وعادات وتقاليد راسخة لا تتبدل ولا تتغير ومن كلمة عيب حشومة إلخ… مما يعطي إحساس بالمسؤولية وبعدم تجاوز خطوطها الحمراء ووضع حد لأي تجاوز ومحاولة الخروج عن المألوف مما أعطى عمر طويل لحياتنا الزوجية بنجاح مثمر والحمد لله.
ويقول ن.ا.:
الحمد لله بحكم الخبرة والتجربة المكتسبة من سلفنا وأهالينا أحتفل اليوم بأربعينة 40 زواجي بكل ما تحمل سنين العقود الأربعة من حلوها ومروها ( صدفة تواجد العينة والحالة الفريدة ساعتها ) مصرحا بكل شموخ وإفتحار بحمد الله على نجاح زيجتتا, لقد تم تجاوز كل العقبات والسعي إلى التمسك بمبادئ أخلاقنا وتربيتنا الإسلامية الصحيحة والتي كللت بالنجاح والتوافق بالعشرة الطيبة والتعايش السلمي, حماية وحفاظا على الروابط المقدسة وأوصرها وثوابت مقوماتها بكل حذافيرها ورمتها.
قالوا عن المحاضرة:
الأستاذ محمد طاهري رئيس النادي:
قامة من قامات المجتمع الإسلامي العربي, رجل إستخدمه الله في خدمة وإعانة الأسر والعائلات, حتى يسعدوا بنجاح أبنائهم في مجتمع تملؤه التحديات والصعوبات وتحفه المخاطر. إطار جمعوي بعشق وغرام يلا زمه ليلا نهار, لا يهدأ له بال إلا وبرمج نشاط سواء أسبوعي أو شهري لفائدة الأسر والأهالي عامة لاسيما كبار السن من العجزة والشيوخ دون إسثتناء موفرا لهم كل سبل الراحة والأطفال والشباب خاصة جانب من النشاط والإهتمام بهم, متخصص في علم الإجتماع التربوي وفي هندسة التكوين المستمر والوسائل البيداغوجيا بستراسبورغ.
يقول محاضرتنا العلمية الشهرية تهدف بالأساس لتوعية وإرشاد الأباء في القيام بدورهم التربوي علي أحسن وجه ممكن. بتطعيم معلوماتهم وتغذيتيها بوسائل تربوية علمية بأسس وقواعد صحيحة, للحفاظ على هوية أبنائهم وحمايتها. وهي مفتوحة أمام كل أب أو أم يشعرون بثقل المسؤولية الإجتماعية والتربوية المناطة بهم لمساعدتهم.
الأخت س:
محاضرة علمية جد قيمة بينت عديد المفاهيم في حياة الآزواج من عدة جوانب, والتي غدت معلوماتي وشحنت رصيدي المعرفي بما قدم لنا من خلال العرض والشرح لفقرات و أليات الندوة.
وتقول الأنسة ع:
صراحة أول مرة في حياتي أحضر ندوة علمية بهذا الشكل في هاته الأمسية الرائعة, إنبهرت بكمية المعلومات والتي لم أكون على علم مسبق بها بحكم قلة خبرتي بالحياة الزوجية ومعلوماتي المحدودة نظرا لصغر سني , وبحكم أني من مجتمع محافظ ,لم أكون متخلية أنها هاته المعلومات تحدث في حياة الأزواج وما ينجم عن التعايش والمعاشرة بين الطرفين. صراحة محاضرة جد قيمة بكم المعلومات المفيدة والتي تخدم المصلحة الأسرية بالدرجة الأولى والأزواج الجدد خاصة.
ويقول ص.س:
شاب في مقبر العمر في عقده الثالث. لم أتزوج بعد ولم أرتبط ولا افكر في الزواج حاليا لكوني شاب غير مهيأ وغير مستعد. إنه الخوف غير المنطقي من الزواج في سن مبكرة
من وجهة نظري الشخصية أتزوج بين 40 و 50 سنة.
النادي الشعبي في ومضة:
النادي الشعبي، أو دار الأسر والعائلات كما يعرف. جمعية تأسست من طرف مجموعة من الآباء وعيا منهم بالتحديات والصعوبات التي يواجهها الآباء والأمهات سواء في تربية أولادهم في ديار الغربة بأرض المهجر. تاريخ تأسيسها كان يوم 20 مارس 2000 بستراسبورغ.
ختامها مسك كعادة النادي ترحيب حار وضيافة بإكراميات:
كعاته في كل مناسبة إلى ولا تجد إدارة النادي مرحبين بحفاوة على مائدته المزينة بخيرات أنامل حرائر مغربنا العربي من حلويات مختلفة متنوعة الأشكال والمذاق مرفوقة بكؤوس الشاي المعطر وفناجين القهوة بنكهة لا يستغنى عنها من سبق له وزار الدار. فتحية شكر لهم جميعا. وبختام الأمسية وتبادل الأرقام والصور الفتوغرافية أسدل الستار على نشاط الأمسية.
الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون ستراسبورغ فرنسا