حديث نبوي شريف ؛يضع لنا خارطة طريق لمعالجة أمور حياتنا دينيا ودنيويا ويترك لنا حرية ألأختيار بما يخدم مصالحنا ومايتطابق مع قناعتنا ورؤيتنا ؛وما يخدم ويسهل أمور حياتنا وتطويرها نحو ألأفضل .ولكن من ألمؤسف أن ألأنسان ألمسلم عموما وألعربي خاصة جبل على ألأعتماد على فتاوي علماء ألدين والمشايخ دون ألأعتماد على أستخدام ألعقل ألذي وهبنا ألله أياه وتقاعدنا عن حقنا بالتفكير ؛وتركنا لهم يسيروننا كما يشأون ويفرضون علينا مايرتأون معتمدين على نصوص جامدة وفكر يتمسك بالماضي على أعتباره هو ألأفضل وألأكمل في حل لغز ألدين وقواعده في حياتنا ألمعاشة وما بعد ألموت ؛معتمدين على ايات يفسرونا حسب أهوائهم مثل {وأسألوا أهل ألذكر أن كنتم لاتعلمون } بينما أهل ألذكر تشمل أهل ألمعرفة وألحل وألعقد فمثلا ؛لايجوز لعالم ألدين أن يفطر صائما دون أخذ رأي ألطبيب فهو صاحب ألأختصاص؛أي أنه من أهل ألذكر !! ودليل ذلك ألآية{سنريهم أياتنا في ألأفاق وفي أنفسهم } فألأفاق هي ألكواكب والمجرات وغيرها وهذه علوم يتخصص فيها الفلكيون والرياضيون والفيزيأون وعن طريق بحوثم وأكتشافاتهم يبينون للبشر عظمة الله في خلقه ؛أما في أنفسهم فهي ألعلوم ألنفسية والفسيلوجية والتشريحية ألتي تبين عظمة الخالق في بديع خلقه في عباده؛ وفي أية أخرى {أنما يخشى ألله من عباده ألعلماء} وألعلماء تعني كل ألتخصصات ألعلمية كالطب والفلك والهندسةوعلوم ألحساب ألمختلفة ألأخرى؛ وألعلوم ألدينية أحد هذه ألتخصصات ألتي توصل الى معرفة ألله وعبادته!!.وتناسوا حديث ألنبيٍ{صِ}:ماحدثتكم فيه من أمور ألدين {ألشريعة وألعقيدةِ} فهو من ألله وماحدثتكم به من أمور ألدنيا فأنتم أعرف به منيِ.
دعونا نستعرض بعجالة ماقام به ألنبيٍ{ ص }من أفعال لتغليب مصلحة ألمسلمين على ألنصوص ألدينية :1- في صلح الحديبية وافق النبي {ص} على مسح محمد رسول الله من معاهدة الصلح مع المشركين لأعتراضهم على هذه العبارة ؛كما وافق على أرجاع ألمسلمين الذين يهربون من مكة ألى ألمدينة ؛بينما لايرجع من يهرب من ألمدينة ألى مكة ؛وقد أعترض ألصحابة عليه ؛ولكنه قدم مصلحة ألأمة ألأسلامية ألفتية ألتي قامت في ألمدينة لحقن دماء ألمسلمين !!؛2-في معركة احد كان رأي ألنبي{ص} أن يتصدى ألمسلمين للمشركين في ألمدينة ولكن ألصحابة أعترضوا ؛لأنهم أحتجوا بأن ألمشركين لو أنتصروا فأنهم سيأخذون نسائهم سبايا حسب العرف القبلي ألمعمول به أنذاك ؛وأشاروا بوجوب منازلتهم خارج ألمدينة وهذا ماحصل وحدثت ألمعركة في أحد ؛وهناك أمور كثيرة وافق ألنبي فيها على أراء ألصحابة عندما شعر أنها تخدم ألأسلام وألمسلمين .
ألصحابة :ألخليفة أبوبكر أصر على محاربة ألقبائل ألتي أرتدت بعد وفاة ألرسول حتى ألذين أمتنعوا عن دفع ألزكاة مع أنهم لم يرتدوا عن ألأسلام؛رغم أعتراض ألكثير من ألصحابة على قتال ألرافضين لدفع الزكاة وعلى رأسهم ألأمام علي وألخليفة عمر ؛فقد أجتهد أن من مصلحة ألأسلام محاربتم جميعا دون أستثناء . ألخليفة عمر :عطل قطع يد السارق في في عام ألرمادة عندما حصلت ألمجاعة على ألرغم من وجود نص قرأني وكذلك ألغى عطاء ألمؤلفة قلوبهم ؛ ألأمام علي :وافق ألأمام علي على التحكيم على ألرغم من أحقيته كخليفة منتخب بأجماع ألمسلمين حفاظا على دمائهم وردأ للفتنة . أهل البيت :من أتخذ مواقف مختلفة فالأمام ألحسن تخلى عن خلافته لمعاوية لحفظ وحدة ألمسلمين وسمي بعام ألجامعة ؛بينما قاتل ألأمام ألحسين جيش يزيد بن معاوية لأجتهاده وقناعته بأن يزيد بن معاوية خرج عن تعاليم ألسماء وشرعة ألله ؛وفي ألحقيقة أن معاوية ويزيد وجهان لعملة واحدة .
من خلال هذه ألأطلالة السريعة أريد ألوصول الى أسباب؛ هذه الفوض ألخلاقة التي نعاني منها منذ قرون والتي أصبحت في ألوقت ألحاضر كابوسا يقض مضاجع المسلمين في مشارق ألأرض ومغاربها ؛بسبب فتاوي علماء الدين ومشايخهم ألتي نغض الطرف عنها ولا نعارضها لأننا أستسلمنا لما يقولون وأصبحنا أسرى لأفكارهم .
أليكم بعض أراء أئمة ألمذاهب ألأسلامية وتلامذتهم في أمور خطيرة تخص حياة ومستقبل ألأنسان ألمسلم :1- ألطلاق:حل رباط الزوجيه بالكلام شفويا{تعني عرفيا} ؛ألطلاق بالورق يكون بالورق؛80%من علماء الدين ألطلاق ألشفوي يتحقق شفويا ؛20%ألطلاق ألشفوي لايقع من تزوجت رسميا ؛ألطلاق ألشفوي لاعدة فيه!!2-دار ألعهد: كي تعرف ألمذاهب ألأسلامية دار الحرب ودار ألسلم؛ألشافعية أذا حاربك تعتبر دار حرب وأذا لم يحاربك فهي دار أسلام؛{أبو حنيفة} دار العهد حين يكون ألمسلم عهد بين ألمسلم وتلك الدولة ألتي لاتعمل بالدين ألأسلامي 3- ألقانون :هو قاعدة مجردة ملزمة ؛لايعتبر الدين كقانون لأن ألقرأن حمال وجوه ؛الحق هو ألعدل ؛دولة الحق هي التي تقيم العدل {وما كان ربك ليهلك القرى بظلم أهلها وهم مصلحون } ؛ألدولة ألأسلامية شعار تجاري ؛فالنبي {ص} لم يطلق على ألمدينة ألمنورة بالدولة ألأسلامية ؟وبالتالي مايبيحه بعض علماء الدين لبعض ألمجاميع ألأرهابية بأطلاق دولة أسلامية{مثل دولة العراق ألأسلامية في ألعراق أو في بلاد ألشام } يدخل في أطار ألتحايل على ألشريعة!!.4-ألفطرة تحلل وتحرم حسب ألظروف وتؤدي الى أصدار ألحكم ألصحيح ؛فمثلا تؤجل ألصلاة لوجود واجب ؛فمثلا في أثناء ألعمليةألجراحية؛ وحلول ميعاد ألصلاة تؤجل ألصلاة لأن حياة ألأنسان أهم من ألصلاة ؛فنحن نرى في السعودية مايطلق عليهم بالأمرين بالمعروف وألناهين عن ألمنكر يضربون ألناس لأرغامهم ألى ألذهاب ألى ألصلاة وترك أعمالهم بموجب فتاوى وهابية سلفية ؛بينما مذاهب أخرى تجيز ترك ألصلاة ألى وقت أخر .5- ألمرأة لها حق ألسعاية وهذا ما أقره ألخليفة عمر ؛لأنها كانت تساعده في خياطة ألملابس ؛بمعنى المشاركة في ألعمل ؛عند وفاته أعطى لها نصف التركة سعاية وألربع أرث؛بينما تحرم ألموظفة ألعاملة في بعض ألمذاهب من حق ألسعاية ؟!!بينما ألقوانين ألوضعية تعطيها حقوقها بالمناصفة .بتقدم ألبحوث ألطبية وظهور فحوصات ألبصمة ألوراثية ؛أشترط ألفقهاء أن يكون ألمشرف على ألبحث ذكرا وليس أنثى لأنه لايجوز شهادة ألمرأة في هذا المجال لأثبات ألنسب؛جهاز ألفحص غير محايد؛لأن ألمرأة ناقصة ألعقل وألدين!! 6- ألجماع :تحلل بعض ألمذاهب ألأسلامية وقسم من علماء ألجعفرية وألمالكية مواقعة ألمرأة من قبل ودبر ؛وبعضهم يقول مكروه وبعضهم يقول بالتراضي بين ألطرفين ؛بينما يقول أحمد بن حنبل نقلا عن أبوهريرة من واقع زوجته من دبرها ملعون ؛ويفتي بعضهم بكفره !!فهل يجوز أتهام ألناس بالكفر أعتمادا على فتوى رجل دين 7 – تقطع ألصلاة في حالة مرور ألمرأة أو الكلب أو ألحمار ٍجمهور رجال ألدينِ؛محمد ألغزالي أفتى بحرمة عمل ألمرأة ومهاجمة من يدعوا ألى ذلك؟!!. 8- ألبدعة ؛أختلف ألفقهاء في مفهوم ألبدعة فهي بدعة واجبة ؛بدعة مستحبة ؛بدعة مباحة ؛بدعة مقبولة ؛بدعة محدثة واجبة ؛صلاة ألتراويح بدعة مستحبة ؛محمد بن ألحسن ألشيباني ؛يجيز أقامة أكثر من جمعة في مكان واحد ؛بينما لايقر ذلك أخرين؟ 9-موقف رجال الدين من حلق اللحية ؛شيخا ن من الشافعية ألرفاعي وألأمام ألنووي ؛قالوا؛أرخوا أللحى ؛أعفوا أللحى ؛ألأمام أبوأسحاق ألأسرائيلي ؛وألأمام محمد ألجوني ألملقب بأمام ألحرمين ؛يقولون حلقها مكروه وليس أمرا واجبا ؛حلق أللحية ليس حرام.وأخيرا أحتفل ألمسلمون هذا ألعام في عيد ألفطر؛ ثلاثة أيام متفاوته ؛بعضهم ألخميس والبعض ألأخر ألجمعة وبعضهم جاءنا بنظرية جديدة{ وحدة ألأفق !!أحتفلوا ألسبت؟.
ألأمور أعلاه ذكرتها للتدليل على حالة ألتخبط ألتي سنصل أليها أذا وضعنا بنظر ألأعتبار مايفتي به علماء ألدين لأنهم يختلفون في كل شيئ ؛بينما ألعقل والمنطق يقول ٍتقدم ألحاجة ألأنسانية على ألنصِ؛فمثلا ألحديث ألنبوي ألتالي أتفق عليه أربعون صحابي ٍ ألأئمة من قريش؛ لازال هذا ألأمر في قريش حتى لوبقي أثنان من ألناس ؛لايمكننا ألألتزام بهذا الحديث لأن مصالح الناس ستضيع!!.؛عندما يتعارض ألنص وألقياس مع مصالح ألناس ؛فيجب ألرجوع ألى حاجة ألناس وليس ألى ألنص؛لا وجود لجماعات أسلامية بل يوجد مسلمون ؛فلا يحق لأحد أحتكار ألأسلام.وأن خير ألناس من نفع ألناس ؛في وقتنا ألحاضر تنطبق على ألفنانين وألفنانات بمختلف أختصاصتهم ورجال ألأعمال ولاتسري على علماء ألدين ؛فنحن نشاهد أهل ألفن يتبرعون بنصف أجورهم ألسنوية للفقراء في دول ألعالم كافة دون ألأخذ بنظر ألأعتبار ألدين أو ألقومية ويساهمون في بناء ألمستشفيات وألبيوت للفقراء وتأمين الغذاء وألدواء لهم وألرعاية ألصحية وألأجتماعية بينما يقوم رجال ألأعمال وألمليارديرية بالتبرع سنويا بمئات ألمليارات لصالح ألدول ألفقيرة ويقومون بزيارة هذه الدول ويشمل دولا أسلامية في أسيا وأفريقيا ؛فمتى لاحظنا علماء الدين يجوبون ألدول ألأفريقية لمد يد ألمساعدة للمحتاجين دع عنك ألدول ألتي يعيشون فيها ؛فهل شاهدتم علماء ألدين في العراق من ألشيعة والسنة يزورون ألمناطق ألفقيرة في شمال وجنوب ألعراق ؟!!وهل رأينا علماء الدين في ألسعودية يتفقدون الفقراء في ألسعودية أوفي أليمن ألمجاور لهم وقس على ذلك بقية رجال ألدين في العالم ألعربي وألأسلامي ؛ولكن عدد لابأس منهم يساهمون مساهمة فعالة بالتحريض على ألقتل وألأرهاب وألتدمير وألتفرقة بين أبناء ألشعب ألواحد ؛ويجب أن نؤكد أن بعضهم يحاول ألقيام بالأعمال ألخيرية ورأب ألصدع بين أبناء ألأمة ألأسلامية وألصلح بينهم ولكن جهودهم مع ألأسف هي نقطة في بحر ولاأحد يريد أن يستمع أليهم؛وكما قال ألأمام علي {لارأي لمن لايطاع}.