عاش الأكراد مع هاجس تكوين الدولة الكردية، في المنطقة الواقعة جنوب تركيا وغرب أيران، وشمال العراق وشرق سوريا، في أواخر القرن التاسع عشر حين أصبح مقاتل الجبل، “محمود الحفيد” زعيم للمقاتلين الاكراد.
وتجذر في عقولهم هذا الحلم، حين ساعدهم ألاتحاد السوفيتي بتأسيس جمهورية مهاباد، في أقصى شمال غرب أيران التي لم تستمر أكثر من أحد عشر شهرأ، ومن ثم هرب قادتها وأعدم أحدهم في مهاباد كأعلان لنهاية دولتهم.
نصت معاهدة “سيفر” في عام “١٩٢٠ ” على استعادة جميع الأراضي، التي تسيطر عليها الأمبراطورية العثمانية، وأن يستقل الأكراد، وتكون ولاية الموصل تحت حكمهم، ما أن يتقدم الأكراد بطلب الى عصبة ألأمم، ينص على أن غالبية السكان يرومون ألانفصال عن تركيا، ويبقى القرار الى مجلس ألامن في أعتبارهم قادرين على تكوين دوله أو لا.
تنص معاهدة “سيفر” فيما يخص كردستان، بأستخدام حق تقرير المصير، الذي أستخدمة ألاكراد في وقتها حين خيروهم بالبقاء مع تركيا، أو الانضمام للعراق وأختاروا العراق، وذلك سبب مطالبة تركيا بالموصل لحد ألان، أذ أن هذا الحق أستخدم بعد توقيع المعاهدة بأيام قليلة، وهم ألان جزء من العراق بأختيارهم.
نجاح الاكراد في أقامة دولة كردية، ستكون دولة محاطة بألاعداء من أربعة جوانب، أذ يحدها من الجنوب العراق ومن الشمال تركيا والشرق أيران والغرب سوريا، ستكون دولة ضعيفة، وليس غريب اذا لم تصمد وتنهار بمدة بسيطة ، مثلها مثل جمعورية مهاباد، أذا ما كانت فريسة سهلة لدولة من دول الجوار، خصوصا أن وجودها يهدد ألامن القومي لهذه الدول.
المأزق الكبير الذي سقط فيه كل من القادة ألاكراد والحكومة العراقية، حيث أن قادة ألاكراد لم يكون جادين أبدا في أقامة دولة كردية، لعلمهم بأستحالة أستمرارها وعدم وجود مئهلات هذه الدولة، لكن حشر أنفسهم في زاوية، بعدما كان يريدون الضغط على الحكومة بالتلويح بورقة الانفصال.
ألاستفتاء ورقة لاتقل خطورة عن ورقة الانفصال، فهي تحول من مطلب كيانات سياسية الى مطلب جماهيري، وبذلك يستطيع أن يكسب زخم أعلاميا عالميا، ويزداد تأثيرة في مجلس ألامن الدولي، ويدول المشروع ويكسب مساندين ومتعاطفين، وذلك يكون حق مشروع ويبوب بحق تقرير المصير.
نجاح هذا الاستفتاء يعني وضع المشروع الانفصالي على أول السلم، وهذا يجعلنا في أحتمالات ظهور مشاريع أخرى، مدعومة أقليميا مثل أنفصال البصرة وأنفصال الغربية والعمارة، ويتحول العراق الى عدة أجزاء وهذا يعتبر تحطيم للمشروع العراقي الواحد، وخلاف ما تتبناه العملية السياسية والدستور العراقي والمرجعية الدينية.
التغير الكردستانية وباقي الكيانات العربية شيعية أو سنية ترفض تماما هذا ألاستفتاء، وتقف أمام تنفيذة وتلوح بورقة، أذا أرادت كردستان أن تستفتئ يجب أن ترجع لحدود” ٢٠٠٣ “،وليس لها الحق في مس أي أرض عراقية في نينوى أو كركوك، وهذا بحد ذاتة يعتبر شيء مرعب للأكراد، أذ أنهم مؤمنون بعدم أمكانية فعل ذلك بدون كركوك، وبعض مناطق نينوى.
نترقب تغير ألاسلوب الكردي خصوصا بعد رفض دولي كبير للاستفتاء، حيث أن كردستان لم تجد أذن صاغية سوى أسرائيل، التي من مصلحتها تحطيم المشروع العراقي الوحدوي، كي لاتبنى دولة ذات سيادة وقوة أقتصادية في المنطقة، ممكن أن تؤثر على القرار السياسي والعسكري وتساهم في تغير المعادلة.