22 ديسمبر، 2024 7:39 م

أستر علينه لخاطر الله

أستر علينه لخاطر الله

جملة لطالما سمعناها وعليك بعد سماع هذه الكلمات وبلا وعي أن تتوقف عن قول الحقيقة والسكوت والرضوخ لرغبة الطرف المؤثر فيك نفسياً واحياناً سلطوياً بحكم التربية واحياناً سلطة الاعلى او سلطة العاطفة أو اياً تكن تلك الضغوط عليك في حينها التوقف والِجَزَع والاستسلام الكامل له وتبرير ذلك بأنه يؤثر فيك وعليك السكوت والتزام الصمت .

هذا الامر او هذا الرجاء ينعكس سلباً على حالتنا النفسية والسلوكية على حد سواء فأنت مبتلى وتناقض نفسك بالتصرف والتعايش مع حالة ترفضها او تستهجنها على الأقل.

ففي حال انتقدت شخصاً من باب ممارسة حقوقك ﮎ(ناقد حر) فان المقربين منك او المحبين سيرددون تلك الجملة المشهورة ” أسترعلينه لخاطر الله” بمعنى أنك لست نداً لهذا العملاق الفاسد أو المتجبر او الارعن او هذه العادة المقيتة المستديمة ..ألخ، الامر راجع بطبيعة الحال نتيجة للخوف وعوامل نفسية اخرى وبالتالي إِتِّقاء و خَشْيَة من ردة الفعل لمنتهج تلك السلوكيات او العادات السلبية.

وفي حياتنا اليومية الكثير من هذه الحالات وأنت حين تبدأ بالنهوض من فراشك صباحاً لغاية العودة اليه سيبدأ (جهازك المناعي التربوي) أن صح التعبير برفض كل ما هو مكرر وسلبي في حياتك وهو خطأ فادح في أنسانيتك وأنسانية غيرك ولكن عليك التأقلم والتعايش معه لكونك تٌقيم مدى العلاقة بينك وبين من يطلب منك السكوت والكف عن قول الحقيقة أو ممارسة النقد البناء لتصحيح مسار معوج في حياتك وحياة غيرك لتستقيم الحياة بشكل طبيعي دون منغصات او سلب للحقوق .

الكثير من الحقائق في حياتنا تحتاج للنقد وفي حال بقائها هو استمرار للفساد والعنف والعادات السلبية المتعشعشة في حياتنا السلوكية والمعيشية وبالتالي حياة دون أمل بالتطور ومواكبة المجتمعات المتمدنة والمتقدمة .

الاجابة على تسأولاتنا بطبيعة الحال ستكون جاهزة بالفعل وهي ( حالك حال الناس ) أو حاول ان تكون ( متفتح ) أو ( مرن ) وهلم جراَ.

برايي الشخصي المتواضع فأننا نحتاج الى عاملين رئيسيين لتصحيح مسارنا للمثل العليا والتعايش بشكل صحيح وايجابي وهي نُظم (التربية والقانون) والتي هي اساس السلوكيات

الصحيحة وقد قيل على لسان ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني إبان الحرب العالمية الثانية وبعد أن دمرت البنى التحتية لبريطانيا نتيجة الحرب “طالما أن القضاء والعدالة في البلد بخير فكل البلد بخير”.

لذلك عندما يأمن الشخص من العقاب والمسائلة سيقع في الفساد وسوء الخلق وبالتالي سيسوم المواطنين سوء العذاب ، ويقال قديماً (اتسع الخرق على الراتق) ويضرب في استشراء الفساد وتعذر الإصلاح .

ختاماً فأن كان التغيير المكروه في مقدورنا فالصبر عليه بلاده و الرضا به حمق ، ولنعلم بأن الاصلاح يبدأ من الادنى الى ألاعلى لذلك ابدأ بنفسك وشارك الاخرين الايجابيات وشخص السلبيات وأنصح برفق المسيئين لتغيير مفاهيمهم الحياتية والسلوكية .