ما أستوقفني للكتابة مرة أخرى عن موضوع ازدواجية رئيس الوزراء نوري المالكي في التعامل مع الأحداث وانتقائية العمل مع الشركاء السياسيين بأهداف متعددة , وشخصية المالكي غريبة الأطوار والتوجهات , فتصرفاته عبارة عن مجموعة تناقضات يسعى فيها للوصول إلى الهدف ومهما كانت الوسائل والنتائج فالغاية عنده تبرر الوسيلة فالمفارقة التي اعتمدها المالكي وكتلته دولة القانون بالانفتاح “المغرض”على سياسيين كانوا بالأمس من دعاة المظلومين فمنهم من اجتث و أقصى وهمش ففضلوا التحايل بحجة التقرب من المالكي للضغط عليه كي لا ينفرد بأتخاذ القرارات المهمة . وهؤلاء اليوم انجرفوا وراء أغوائهم ومصالحهم وتنازلوا عن حق المشروع الوطني متملصين واحد تلو الأخر وعن دراية تامة متمسكين بالراية المضللة التي رفعها المالكي وكتلة دولة القانون ووعدهم بالاصلاح كشعار كان يشبه تصرفات النظام السابق”عدو عدوي صديقي”فهذه الانتهازية التي يسلكها المالكي وأتباعه تدل على شيء محوره الرئيسي ان يضمن سيطرته على خصومة الأوائل أمثال النجيفي والمطلك والتنازلات التي قدمها اخيرا للكرد بغية أسقاط أصحاب المشروع الوطني الحقيقيين وتصفيتهم سياسيا وحتى جسديا وذلك حتما بصفقة متفق عليها بين الجانبين,فالمراقب للتحركات السياسية الاخيرة يدرك جيدا ما الذي يريده المالكي في سياسته المتزعزعة,مغضي النظرعن تاريخه أو توجهاته أو مبادئه المهم إن يضمن ولائهم المطلق له وان يساعده على جني أكثر قدر ممكن من التودد والكسب ليقطف ثمارها التواجد في الانتخابات القادمة.
أن هذا التمثيل والتنويع هو خداع سياسي ابتدعه المالكي لتغيير مفهوم الحقيقة يعني في الوقت نفسه تغييراً في مفهوم الحرية التي لطالما بحث عنها هؤلاء , وإن من أسوء ماسيكتبه التاريخ عن عهد حكومة المالكي هو استعانته ببعض أعدائه من القائمة العراقية استمالهم لضرب خصومه الحاليين وكذلك من أوصله لدكه الحكم , فقد التف حول المالكي خليط من المستشارين وهم زمرة من كبار العبثيين العسكريين والمدنيين , والخصوصية التي جعلت المالكي يقرب مثل هؤلاء مع مايعرفه من ماضيهم الأسود لانهم يقدمون له الولاء والسمع والطاعة وهو يمسك عليهم سوط ماضيهم ويحميهم من قبضة العدالة القانونية وقد أوحى لهم إن مصريهم مرهون بمصيره وهي الحقيقة لذلك يعتقد أنهم سيدافعون عنه لأنهم يدافعون عن أنفسهم , ويبدو إن المالكي نسى أو تناسى إن هؤلاء خذلوا سيدهم من قبل وتركوه يواجه مابدء به لوحده ,السيد أياد علاوي مع كل هذه المؤامرات التي تحاك ضده نراه ماض بمشروعه الوطني حتى تحقيقة,فالضحك على الذقون والاغرائات التي يقدمها أعضاء دولة القانون بتوجيهه المالكي هدفه زعزعة الثقة بين أعضاء القائمة العراقية لتفكيكها وبالتالي تكون الاستراجية التي أعدت لها مستقبلا قد حققت مآربها ,والتخلي عن المبدأ فهذه وصمة عار على من وعد وخل, وهذا ما هو متوقع إن يحصل للسيد رئيس الوزراء فلابد من إن يأتي اليوم الذي سيزداد فيه وعي العراقيين السياسي ويصبح بإمكانهم التمييز بين الصالح والطالح ,وبالمقابل فان الفساد الإداري والمالي الذي خلفته سياسة المالكي في الاعتماد على الفاشلين وأيتام النظام السابق لأجل الثبات وبسط سلطته وتربعه على العرش هذا مطلبه الأول والأخير الى أن تأتي الاصابع الاسفنجية وتقرر من الاصلح وحينها ستكشف الاوراق ويحاكم رأس الهرم في الحكومة الحالية بمحاكمة لا تختلف كثيرا عن محاكمة صدام والهاشمي ولاشك سيكون لهذه الحادثة حديث.