19 ديسمبر، 2024 3:24 ص

” أستاذ رحم الله والديك ،إذا ما انجح أهلي يزوجوني”

” أستاذ رحم الله والديك ،إذا ما انجح أهلي يزوجوني”

عادة ما يلجأ بعض الطلبة لكتابة عبارات استعطافية في دفاترهم الامتحانية ؛لأجل كسب ود المدرس أو المعلم المصحح في عدم القسوة على الطلبة ومراعاة ظروفهم . العبارات متنوعة ؛ ولكنها تحمل غاية واحدة وهي المساعدة عند وضع الدرجات. من قبيل هذه العبارات التي تحمل صيغة الدعاء والرجاء إن يوفق الله الأستاذ في حياته ، وطلب لوالديه الرحمة والغفران . من اغرب ما كُتب كما نقلها احد الأخوة المصححين عبارة كتبتها أحدى الطالبات ترجو فيها المعلم المصحح مراعاتها في الدرجات ،لان أهلها سيزوجونها في حالة رسوبها هذه السنة .
وجرت العادة – طبعا في السابق – عند بعض الأسر العراقية تزويج بناتها في حالة الفشل الدراسي ، لان الحصول على زوج في ظل هذه الظروف الصعبة فرصة لا تنالها إلا بنت ذات حظ عظيم . ولكن ماذا لو حصل العكس ؟ عندما تتعمد بعض البنات الرسوب في الامتحانات كي يكون مصرهن البيت العدل . عندها ستحل الكارثة وتكون نسب النجاح متدنية جداً، لان اغلب البنات اللاتي يملكن هذه الرغبة سيعطن الدفاتر الامتحانية بيضاء كي نسبة الرسوب 100% عندها تحقق عبارة ” ما اريد الدراسة بالعجل زوجوني “!
ومن اجل الحيلولة دون كتابة عبارات استعطافية ، وعدم أعطاء الدفاتر بيضاء ،ورفع نسب النجاح في الامتحانات خصوصا ” البكلوريا ” ؛ لابد من وضع محفزات تشجيعية من قبيل ،تزويج البنت التي تنجح . بهذا نضمن وجود منافسة قوية بين البنات غير المباليات دراسيا وتحسين مستواهن العلمي . طبعا غاية هؤلاء ليست الدراسة بقدر الحصول على زوج المستقبل خصوصا إن هناك مقولة ترددها بعض الأسر العراقية ” البنت مهما كانت مستواها العلمي مصيرها بيت وزجها ” . لعل بعض البنات الشاطرات اختصرن الزمن وابتعدن عن اللف والدوران واخترن التزويج على الدراسة طبعا بحجة أن هذه رغبة الأهل – والله اعلم ما في النفوس -!.
ربما تنتقل حوافز عدوى الزواج إلى البنين ،ولكن المشكلة ماذا يكتب هؤلاء للمصحح ؟ ” رحم الله أبوك ، إذا ما انجح يزوجوني أهلي ” . قد يجد هؤلاء الفتية خصوصا نحن في زمن “النت” والإبداع المختلف أنواعه ، طريقة معينة “تحنن ” قلب المصحح في مراعاة الظروف وتحقيق المساعدة بنسبة مقبولة .
أما المتزوجون – الرجال – من أصحاب الخبرة فالحلم يراودهم في العودة إلى أيام الدراسة وأوقات الامتحانات كي يكتبوا عبارات ” تحنن” القلوب القاسية عند بعض المعلمين والمدرسين ،ولكن ” إلا ليت الشباب يعود يوما “!.

أحدث المقالات

أحدث المقالات