تحت عنوان (المهدي الموعود والمذاهب)
ان الضغط الطائفي والتعصب المذهبي والخلاف العقائدي كان سببا في تحريف اجزاء عديدة من قضية الامام المهدي عليه السلام وذلك كما وضحت لكم في حلقات سابقة كان لأجل اهداف تاريخية وحتى آنية معروفة .
فالولاية كانت سببا لتحريف قضية الامام في غير الشيعة حيث حاولت المذاهب الاخرى تقويم قضية الامام وانتزاع خصائل وجودها من قبيل ادعائهم بولادة الامام في اخر الزمان لان الاعتراف ببقائه حيا عليه السلام يسلبهم كل حجة ودليل وبقاء لمذاهبهم القائمة على نفي الولاية .كان الامام الصادق عليه السلام مرجعا فكريا عقائديا حتى للذين اختلفوا معه فقد تلمذ على يديه ابرز ائمة المذاهب السنية واخذوا العلوم والدروس من فم الامام عليه السلام وقد قال قولته المشهورة ( لولا السنتان لهلك النعمان ) وقد سبقه في ذلك الخليفة الثاني رضي الله عنه بقوله ( لولا علي لهلك عمر) ولدينا الكثير من الشواهد التاريخية التي توثق وتدل بدلالة واضحة ان نشوء المذهبية كانت اكبر بكثير من اختلاف آراء الفقهاء في الفتوى بقدر ما كانت حالة عملت على ايجادها عدة جهات من اجل المحافظة على المصالح الشخصية في الخلافة والحكم فضلا عن دسائس ومكائد المريدين بالإسلام وأهله الشر والضياع ، ومع كل ذلك فان قضية الامام عليه السلام في الفكر السني تحتل مكانة لا تتباين في الفكر الشيعي بسبب الارث العقائدي والاخلاقي والعاطفي الذي يحمله إخواننا السنة لإمامهم الغائب عليه السلام
وسوف اكمل هذا البحث بالخصوص حيث سوف اذكر لكم حالة التوازن بين الاعتقاد الشيعي والسني في الاعتقاد بالامام عليه السلام والان سوف استشهد بما جاء به حضرة سماحة المرجع الصرخي الحسني في المحاضرة الاولى من بحث (الدولة… المارقة…في عصر الظهور… منذ عهد الرسول) حيث قال في احد مواردها التكفيريّون و النواصب والمارقة ينكرون المهدي رغم تواتر الأحاديث برهن فيها بطلان معتقدات داعش ودولتهم المزمعة واكد سماحته ان قضية الامام المهدي المولود أو المهدي الذي سيولد، كل هذه المحتملات تكشف بطلان ما هم فيه وأن كل ما يقومون به لا يمثل طريق الحق والهداية والاهتداء والصلاح، لأنه على الطريق القويم طريق الله ورسوله الكريم وأئمته الراشدين المهديين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وتساءل المرجع الصرخي بقوله ” سؤال بديهي يرد على ذهن كل إنسان وهو أنّ من يدعي أننا في آخر الزمان، وأن الجهاد وتأسيس الدولة واجب (كما يقول أصحاب الدولة، كما يفعل أصحاب الدولة، كما يشيع أصحاب الدولة) والالتحاق بها واجب وفرض عين، لأنها دولة الخلافة، دولة العدل التي وعدنا بها الرسول الأمين عليه وعلى آله الصلاة والتسليم”
واضاف ” فلماذا نجد هؤلاء قد قطعت ألسنتهم وصمت آذانهم وعميت أعينهم عن اسم وعنوان المهدي؟ فهل ينفون المهدي جملة وتفصيلًا ويرفضون ويبطلون كل ما جاء عن المهدي من أحاديث وروايات وآثار وتاريخ أم إنه نفاق وبغض لخاتم النبيين وآله الطاهرين وصحبه المرضيين ومخالفة لسنتهم وسيرتهم ونهجهم القويم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؟ له تتمة ……….