خلال السنوات الماضية نلاحظ ان الكثير من القراء يتفاعلون مع ما يكتب من اخبار منقولة في وسائل الاعلام العراقية ، بعض هذه الاخبار واقعية وبعضها وهمية ، وخصوصا الاخبار الصادرة باللغة الإنكليزية والتي تخص العراق شعبا وحكومة ، بل وانها تقتبس وتترجم ما يحلو لها من الخبر او تأخذ بعض الاسطر منه ، وتبدء التحليلات و التجاذبات السياسية ، هذا بالإضافة الى انعدام الثقة التي هي أصلا موجودة بين الكتل البرلمانية.
ان ما يدور من حديث هذه حول مشروع قرار الكونغرس الأمريكي بتزويد الاكراد والعشائر السنية بالأسلحة لمحاربة داعش ، والذي رد عليه البرلمان العراقي بوقت قياسي بالرفض واعتباره تدخلا بالشأن الداخلي العراقي ، ان شر البلية ما يضحك ، والمضحك هنا ان وسائل الاعلام العراقية تغاضت عن الأسباب الموجبة لمشروع هذا القرار ، فقد كتب جوليان بيكيه مراسل الكونغرس لصحيفة مونيتور في موضوعه حول أسباب اصدار الكونغرس لهذا القرار ، وهو بسبب التدخل الإيراني في العراق والمنطقة وما تشكله من تهديد لمصالح الولايات المتحدة الامريكية، وهذا لم يتم الإشارة اليه من قبل وسائل الاعلام ، اما السبب الأهم لإصدار هذا القرار ، هو إعطاء مهلة تسعين يوما الى الحكومة العراقية لكي تسمح بمشاركة جميع مكونات الشعب العراقي في إدارة الحكومة وتشكيل الحرس الوطني والعمل على محاربة داعش ، وقي حالة عدم التزام الحكومة بذلك خلال فترة التسعين يوما ، سيتم التعامل مع الاكراد والعشائر السنية كدولتين حسب تعبير القرار.
اما اذا اردنا تفسير القرار باختصار ، فأنه يقول يا أيها السياسيين العراقيين اذا لم تكونوا شركاء حقيقيين في إدارة الدولة وتتحدوا فيما بينكم وتكونوا يدا واحدة في محارية الإرهاب، سوف نتعامل معكم على أساس دويلات ، والظاهر ان سرعة رفض القرار من قبل البرلمان العراقي يدعوا الولايات المتحدة الامريكية الى التعامل مع العراق على أساس ثلاث اطراف او دول او أقاليم .
