23 نوفمبر، 2024 5:33 ص
Search
Close this search box.

أسباب الفشل في الخطاب الديني .. الوعظي

أسباب الفشل في الخطاب الديني .. الوعظي

منذ ان انحرف الدين عن مساره السماوي الى العمق الارضي حيث التأريخ و الموت وانعطف الى حيث اللارجعة تشكلت وفق هذه الانعطافات الخطيرة محطات ايدلوجية تعتقد انها هي الدين الصحيح و تنتهج نهجاً مغايراً تماماً لما يريده الله و الانسانية .
اصبح الدين مزاجياً بامتياز و الفتاوى مجانية بدون ضمير و الحركة الفعلية لرجال الدين هي المصلحة النفعية او البراجماتية الذرائعية , وفق هذا الانحدار المؤسف و الوعي المفتَت انبثق الخطاب الوعظي عند المسلمين فهو لا يمارس الفعل و لا يعتمد الحقيقة بل يركن الى حيث ارادة الوعي البيئي , معتمداً هذا الخطاب على نقطتين هامتين في بقائه و ديمومته :
1- اللعب على عواطف الجماهير غير الواعية فهو (اي الخطاب الوعظي) يركز على العاطفة ولا يقترب من العقل و يستخدم آليات صدئة في نقل المعلومة الى العوام ويختنق الواعظ عندما تريد ان تناقشه وفق سياق العقل و المعرفة فهو سوف يحاول ان يسحبك الى مياهه الأسنة ويدفع بك الى حيث التأريخ النازف او يعزف لك جنجلوتيته من الروايات المزيفة و الاحاديث الملفقة .
2-
يعتمدهذا الخطاب على حفظ المأثور من الاحاديث و الاقوال التي رويت عن الرسول او اهل بيته او اصحابه , هذه المأثورات مرتفعة من حيث العمل و الخلق و الايثار لكنها تفتقر الى حيث التطبيق . قبل فترة وانا اسمع الى رجل منتحل صفة الدين روزخون ( قارئ تعزية ) وهو يخطب في الناس ويقول لهم الكلمة المعروفة عن الامام علي بن ابي طالب ( رقعت مدرعتي حتى استحييت من راقعها ) فنظرت اليه وقلت في نفسي أما يستحي هذا الرجل الذي لم ارى الترقيع في ملابسه او سيارته او بيته او ثروته , لكني اعترف انني وجدت الكثير من الترقيع في كلامه و طريقته و طرحه لموضوعه وافتقاره الى الثقافة بشكل عام .
مارس الخطاب الوعظي سلطة قاهرة فهو بين الخروج عن الواقع في حباكته و احداثه وبين عدم تقبله الى ارشادات الواعين و الناضجين وبين طرحه الهلامي لأحداث لم تتحقق من حيث الفعل الا في شعارت ليس فيها اي معنى الا ملء الفراغ الزمني فهم يقولون ما لا يطبقون ويطبقون عكس ما يقولون .
تعج ولاية مشغن الامريكية بالكثير من هؤلاء الوعاظ فهم يمارسون الوعظ و الخطابة للرزق و جلب المال و ليس للإصلاح و المنفعة ولذلك لم يغيروا بالواقع شيئاً فهم يتاجرون بالاقوال و الشعارات و لا يمارسون الفعل . إكتشفت عن طريق احد المتخصصين ان اغلب رجال الدين او الواعظين متقاعد بسبب حالته النفسية ( مجنون ) فتاكدت من ان سبب الفشل في المؤسسة الدينية عموما ان القائمين عليها يأمرون الناس بالبر و ينسون انفسهم . فهم يمسرحون انفسهم امام المسؤول في دائرة ( السوشل سكيورتي ) و يلبسوا الثياب الرثة و الحركات الموحية للجنون و احياناً يتكؤون على عصى مسمومة بسم الغش و الخيانة لكي يوهموا المسؤول بهبلهم و جنونهم , نفسهم هؤلاء من يقود حركة الوعي و الدين و الاخلاق في شارعنا العام !! يا الله ما هذه المهزلة التي ترتكب بأسمك ؟
فكيف نأمل من هؤلاء ان يقدموا لنا خطاباً واعياً ؟ او فعلاً نبيلاً او حركةً تقود الى التغيير ؟ لا يستطيع هؤلاء ان يغيروا مسار حركة الوعي ولا لمس جدار الصدق و الايمان و الاخلاص الذي جسدته رسالة الله .
ان سبب تأخر الامة التي ننتمي لها بالفطرة هم أولئك الذين تصدروا المشهد العام و تسيدوا على منابر المسلمين و بثوا حقدهم من خلال كلامهم و فتاواهم المحرضة على الكره .
لاشك اننا نحتاج الى خطاب واعي يدرس حالة الامة كل الامة و ينقب عن مكامن الخلل و النقص و يتحمل النقد ويرحب به لا ان يضيق بالنقد الى حيث التكفير و الاقصاء , و لاشك اننا نحتاج الى اناس صادقين في حركتهم وافعالهم و ثقافتهم لكي يدفعوا دفة المسار الاعوج الى حيث الاستقامة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات