23 ديسمبر، 2024 12:21 م

أسباب السقوط ما تزال قائمة

أسباب السقوط ما تزال قائمة

تكاد تكون أحداث بيجي والرمادي؛ صادمة بعد إنتصارات تكريت، وبعد يوم واحد من إحالة 300 ضابط للتقاعد.
لا شك بوجود قوات أمنية شجاعة أبية، لا ينكرها القاصي والداني، وفيها رجال شجعان ضربوا مثلاً بالتضحية الى حد التفاني، ووقفوا في مقدمة جنودهم؛ حتى سقطوا ضحية بيد الإرهابيين، وهناك ثلة قليلة، تتلاعب بالمقدرات وتعتاش على فساد بيع الوطن؟!
تحدث عشرات السياسيون والخبراء الأمنيون، خلال سنوات قبل العاشر من حزيران 2014م، بل حتى المواطن بدأ يُطالب بإعادة هيكلية المؤسسة العسكرية، وقد إجتاحها الفساد والفضائيين، وتمرغ بعضهم بالخيانة، لفسح المجال واسعاً لدخول الإرهاب؛ بعد الحصول على حفنة دولارات، وبيع وطن وجنود شباب، أكل وشرب معهم، وتحدث العقلاء والمثقفون والوطنيون، عن أهمية مأسسة التحالف الوطني، وقيادة الدولة بعقلية جمعية، مبنية على المهنية وأصالة المناصب.
لا يمكن نسيان سقوط الموصل ودراماتيكية الأحداث، ودعوات الحكومة السابقة لإعلان حالة الطواريء، التي تتلخص بإيقاف الدستور، ومنع تشكيل حكومة جديدة، و نفس الأصوات إرتفعت ضد قرار إحالة 300 ضابط للتقاعد، بذريعة خطأ التوقيت وحالة الحرب، بينما يمر العراق بمرحلة، لا تقبل المجاملة وبقاء قيادات، تشكل هرم منحدر الأحداث الهزيلة.
يقابل الأصوات التي تُصر على بقاء الحكومة على حالها، وتكرار منهجية الوكالة، هنالك أصوات ماتزال تتبنى مواقفها على واقع موهوم، وتسير خلف سراب لم ينتج مطراً في شهر نيسان، وتعتقد أن الدوحة والرياض، أكثر حرصاً على الرمادي؛ من النجف البصرة والناصرية.
رغم حرص حكومة العراق الحالية،على إدامة العلاقات العربية، وتبني سياسة متوازنة إقليمياً وعالمياً، مازال العرب متوجسون من حكومته وشعبه، ومازال بعض ممثلي الأنبار في البرلمان والحكومة، يتمنون دعوة الجامعة العربية عند إنعقادها في شرم الشيخ، الى التدخل لتحرير الأنبار تزامناً مع (عاصفة الحزم)؟! فيما ذهب شيخ عشيرة يجلس خارج مدينة الأنبار التي تذبح يومياً، الى إستعداده لجمع أبناء الرمادي من المخيمات، ومشاركة التحالف السعودي على اليمن؟!
زاد الطين وحلاً؛ الإعتراض على دخول الحشد الشعبي الى الأنبار، وبعضهم مستعد للدخول إذا سمي الحشد الوطني، ومن الظاهر أنه لا يفرق بين الشعب والمواطن؟! أما طه اللهيبي، فقد اعتبره أخطر من داعش، وصار ناطقاً رسمياً للعصابات الإجرامية، وينكر جرائم تُصر داعش على نشرها، ولم يعرف كم عدد النساء الحوامل، و ويتغافل عن جريمة إغتصاب فتاة تسعة بعدد سنوات عمرها، وأمرأة تهرب من هول مداهمة الإرهابيين، وتترك طفلها الرضيع في البيت، وهذه تكفي أن يُرمى العقال، ويشق الرجال ثيابهم المترفة، ويقاتلون حد الموت عن شرفهم؟! وغرد بعيداً نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، بدعوة المجتمع الدولي.
لا نعرف الى هذه اللحظة ما يجري في بيجي والرمادي،والبرامج الإعلامية مكررة، وفي منتصف الليل ينقل لنا جلسة مجلس النواب، التي تم عقدها ظهراً، وكما ورد من الدائرة الإعلامية، بعد تقطيعها وإختيار ما يناسب لهم منها؟!
تراكمت أسباب كثيرة؛ وبالنتيجة أدت الى سقوط مدينة الموصل، ومدن لم نتوقعها، ولم تذكرها الحكومة في بياناتها.
الأسباب تتلخص: بالهوة بين الحكومة والتحالف الوطني، وكذب القادة على رئيسهم وشعبهم، للتغطية على أخطائهم، وتغاضيه لقربهم منه؟! وعدم منهجية الإعلام الحكومي، ومتجارة ممثلي مناطق غرب العراق بدماء من إنتخبهم.