23 ديسمبر، 2024 3:12 م

في الواقع انتشرت ظاهرة غريبة  في المجتمع العراقي  تسبب آلم  لكثير من الناس وهي الرمي العشوائي الذي يقوم به ثلة من السفهاء الخارجين عن الآداب المسببين الآلام للناس والمصائب على العوائل المسكينة التي يقع عليهم نتائج فرح المستهترين , فما هو السبب في الرمي العشوائي …؟ رغم علم الجميع ” دواعش الداخل ” بفتوى المرجعية بتحريم الرمي العشوائي , وان كل إطلاقه على راميها دفع دية .. رغم ذلك لم يتم الاستجابة لرأي المرجعية, إضافة لمعرفة الجميع إننا بحاجة إلى الطلقة الواحدة في هذه الفترة .. فما هو السبب..؟

 الأسباب نفسية تربوية تأتي أولا  من سوء التربية البيتية والاجتماعية وقلة الأدب والذوق العام .. فقد لوحظ كثير من الأشخاص أنهم  يفرقون بين هذه المنطقة والمنطقة الأخرى , أو المحافظة , هذه وأكثر مكان منتشرة فيه هي الدواوين العشائرية  والمدارس والمناطق الشعبية … في الجامعة الآن توسعت هذه الظاهرة , وهي أبناء المحافظة الفلانية يسمون أنفسهم ” أبناء ولاية علي” وهذا يتبجح بحمل لقب كربلائي ويعتبر ذلك امتياز ودرجة على الآخرين ..!

أبناء المنطقة الغربية حين يتكلمون تشعر بتعاليهم على الآخرين ,يتكلمون من فضاء فمهم { أبناء الانبببببببار }  واغلب أبناء بغداد يسمون أبناء الجنوب ” شروكيه ” أي لا قيمة لهم { حتى وصفهم احد المذيعين أهل السبزي والصبور } على اعتبار انه مثقف يحف وجهه .. وأبناء الجنوب يفرقون بين أبناء العمارة والبصرة , وكل طرف لا يعترف بالأتقى والورع  ولو كان مجتهدا علميا وهو من أهل العمارة .. ناهيك عن الكلمات التي نسمعها عن الناصرية التي أشاعها النظام السابق , الشجرة الخبيثة.

من أين جاءت هذه التسميات والممارسات …؟ حتى الصغار يفعلون ويتكلمون بهذه الطريقة .. من المسؤل الأهل أو المجتمع بالنسبة إلى هذه الظاهرة البعيدة عن الإسلام …؟

 لو كانت هناك تربية إسلامية لتعلم الطفل ما قاله رسول الله{ص}  في هذا الحديث الشريف  : ( لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى ) هذا  موضوع حساس ومهم جدا… السبب عدم التوعية حسب مفهوم الحديث الشريف المشكلة هو أنك تتعامل مع عقول واتجاهات مختلفة لكل واحد رأي و وجهة نظر..

في الأصل سابقا  كان  يفرق بين البدو وبين أهل الحضر في مكان الاقامه وأهل الحضر من قديم الزمان  في المدن والحضر والمعمار وكان كل المتحضرين في الجزيرة العربية من القبائل التي استقرت في المناطق في عهد الجاهلية, فقريش قبيلة ولكنها من أهل الحضر والأوس والخزرج قبيلة حضريه , مستندا في كلامي على التقسيم الاجتماعي , أيام النبي{ص}  فقد كان النبي {ص} من اعرق وأعظم  القبائل انا ذاك وهي قريش وكان في يثرب الأوس والخزرج أنصار النبي{ص} أهل البادية هم الأعراب ، ويغلب فيهم الجهل والجفاء ، ولهذا جاء في الحديث : ( من بدا جفا ) والبادية والبدو بمعنًى : وهو ما عدا الحاضرة والعمران . والنسبة أليها بدوي ” …  فكان مدعي البداوة يحاول أن يفرق نفسه ويميزها عن باقي الأمة , قاصدا من هذا ألتفرقه انه من أهل الأصل والنسب العريق والكرم والشرف الرفيع والمعرفة بكل شيْ , والعكس للحضر …

نظرية  البدو تصب على أساس إن أهل المناطق الداخلية في المدن  هم الحضر  والمناطق الخارجية البدو آتي من باب إن التاريخ القديم جعل التجار يعيشون داخل السور والبدو خارجها , فيكون التجار يخافون على أموالهم وأنفسهم وإنهم ليسوا رجال ولا مشاية ليل ” حرامية ” , هذا قبل  أن نكون هناك الجنسية , وهذه نظرة التخوف التي انصبت على أبناء المدن الحضر لا زالت تأخذ مداها من أبناء القرى الزاحفين للمدن ,خاصة في مدينة البصرة ,  رغم أنهم حصلوا على فرص للاسترزاق إلا إن نظرتهم لا زالت  جامدة لم تتبدل ..  فالشرطي القروي والجندي القروي يرى نفسه اشرف وأفضل من ابن المدينة …والموظف حتى لو أصبح وزيرا فانه يحتقر ابن المدينة ويسميه حضري .. وهذا هو الذي يدفع كثير من أبناء القرى إلى استعمال الأسلحة وقت العراضة وتشييع ميت أو فوز فريق رياضي , باعتبار انه  ابن عشائر وصاحب سطوة يريد أن يحققها في ذاته انه رجل شجاع رغم معرفته بنفسه انه لا يمكن أن يحسب رجلا وقت الشدائد .. وان اغلبهم يتسترون بغرف بيوتهم بعيدا عن سوح الوغى , ولسان حالهم يقول .. انا في الحرب ما جربت نفسي , ولكن ……