ربما كان رئيس مجلس النواب السابق ورئيس تحالف متحدون أسامة النجيفي من أكثر الشخصيات الوطنية التي لم تظهر عليها شائبة أو ( مثلبة ) في مسيرتها الشخصية والسياسية ، منذ ان تحمل الرجل عبء قيادة تحديات المكون العربي، وما واجهه من مؤامرات كبيرة وفتن كادت تعصف بهذا المكون وتضعف من دوره ، أو تسعى للحط من قدره.
حتى تحالف اتحاد القوى العراقية ، وان كان قد دعمه من أجل نصرة هذا المكون ، الا ان النجيفي قد أيقن منذ بداية تأسيس هذا التحالف أن من سعوا للاعلان عنه كانت لهم أغراض سياسية ذاتية اكثر من اهتمامهم بمكونهم، وكان ( البعض ) أراد ان يسير به لتحقيق مآرب شخصية.
ولم يكن لهؤلاء ( البعض ) من اتحاد القوى العراقية شأن في موازين القوى من حيث قيمة المكانة بما يوازي حجمهم الذي ارادوا ان ينفخوا من خلاله ( البعض ) مكانتهم علها تكبر في نظر الجمهور، لكن الاخير لم تنطل عليه مواقف هذا البعض ولا ألاعيبهم ، فأنكشفت مواقف الكثيرين الذين حاولوا ان يتخذوا من هذا الاتحاد وسيلة للعبور على اكتاف مكونهم لتحقيق مكاسب شخصية، وتجاوز حقوق مكونهم بأي ثمن ، بل وسعى ( البعض ) لبيع هذه المطالب المشروعة في المزاد العلنيّ.
لم يترك الرجل فرصة تسعى الى اعلان شأن المكون العربي الا ووضعها في أعلى اهتماماته، وقد دافع عن حقوق هذا المكون بكل مايستطيع ، وكان الرائد في أن يعرض مطالب هذا المكون على القوى الدولية والمحلية وفي صد كل المحاولات الساعية لاضعاف دوره ومكانته، بل انه قد تحمل ربما مالا يتحمل البشر من ضغوط مورست عليه علها تتمكن من اقناعه بالتخفيف من مواقفه الصلبة ، الا انها اصطدمت بصخرة صموده الثابت من ان هذا المكون الذي تحمل عبء قيادة العراق لعقود ولسنوات طوال بشرف ومسؤولية تاريخية يستحق ان يحظى برجال يدافعون عنه بكل ما تعنيه المسؤولية من مواقف الرجال عندما يتطلب الامر الدفاع المستميت عن المباديء والقيم.
كانت هناك محاولات من جهات قيادية عليا في السلطة للتقليل من دوره او العمل على اضعاف مواقفه او محاولة استمالته بطرق مختلفة ومارست عليه ضغوطا مختلفة ومن جهات اقليمية ترتبط بأطراف السلطة الا انه أصر على ان يضحي من اجل تحقيق حقوق مكونه وفي ان يبعد شبح ما تعرض اليه من حملات عسكرية وعمليات اعتقال وانتهكات كثيرة لحقوق الانسان ، وتحمل من اجل ذلك الصعاب وواجه حملات تآمر شرسة كادت ان تطيح به، الا انها لم تحل دون ممارسته الموقف الرجولي الوطني المسؤول في الثبات على الموقف من اجل ان يتحقق للمكون العربي ما يصبو اليه من رفعة شأنه والدفاع عما يرى انه حقا يستوجب ان يقف الرجال الوقفة التي تستحق.
كان الرجل عروبيا صافي النبع ، لم ترغمه السلطة على الانجراف وراء تحقيق المكاسب الشخصية ولم تمنعه حجم المؤامرات التي تعرض لها من ان يبقى يحث الخطى للمطالبة بحقوق هذا المكون العربي وما تعرض له من ظلم صارخ ومن حرمان من حقوقه ومن حملات استهداف مختلفة، فاقت كل تصور.
وكان الرجل يقف بالمرصاد لمن تسول له نفسه ان ينحني او يركع من اطراف تحالفه او من اطراف ضاغطة عليه، وبقي يعتمد على اصوات الخيرين من اطراف مكونه ومن مكونات اخرى انتصرت له او رأت فيه ان يمثلها خير تمثيل، وهي من تشرفت بأن يتحمل الرجل عبء المسؤولية الثقيلة ، في الوقت الذي يرى في تحمله هذا الشرف مسؤولية اخلاقية عليا انيطت به، وعليه ان يمضي في الطريق المشرف الذي يرفع عن مكونه الظلم الكبير والحملات التي تعرض لها وأرادت ضياع دم ابنائه بين القبائل.
ولم يكن النجيفي طائفيا ولا سياسيا أنانيا مصلحيا ، بل عروبيا يحب العراق والعروبة ويسعى الى اعلاء شأنهما في كل المحافل التي تظهر معادن الرجال الاصيلة ، وكان يحظى بترحيب عربي ودولي لانظير له، لاته حفظ شرف شخصيته من ان يحاول البعض ثلمها او تشويه معالمها، ولم يعر اهتماما لكل المحاولات الكثيرة التي تعرض لها وكانت تستهدفه شخصيا ، اذنا صاغية لثنيه عن مواقفه، ولم تاخذه في الدفاع عن حقوق مكونه العادلة لومة لائم.
وهكذا تبقى مواقف الرجال المسؤولة محط اهتمام الخيرين الذين يرون فيه املا في خلاصهم، ومستقبلا يمكن ان يكون لهم معينا، يدفع عنهم الشر ومحاولات التآمر لكي لا تبلغ مرادها الآثم ومخططها القذر الرهيب.
وحتى قبوله بمنصب نائب رئيس الجمهورية، ماكان ليرضى به لولا نصيحة الخيرين من اطراف مكونه ومن قوى اقليمية ودولية، بأن وجوده في هذا المكان ضمانة لكي لايقع المكون العربي فريسة سهلة لمحاولات البعض تعريض مستقبله للخطر، وحفاظا على التوازن في مسؤولية القرار في السلطة الجديدة.
وكان الرجل هو أول من بادر للتنازل عن مسؤولية السلطة وهو قد كان رئيسا للبرلمان، لكي يتم اقناع الطرف الاخر بتقديم مبادرة مماثلة ، لكن الاخير رفض التنازل عنها لولا ضغوط داخلية وخارجية ارغمته بالقوة عن التنحي لصالح الدكتور حيدر العبادي، وهو اول من بارك للرجل تسنم مهمته الجديدة، للانتقال بالعراق الى الحالة الافضل،وهذه هي خصال من تحملوا عبء قيادة البلد.
وبالرغم من ان (البعض) سعى لسرقة الاضواء التي سلطت على النجيفي واشادت بدوره وبشخصيته المحورية من شخصيات عربية وعالمية كثيرة بضمنها شخصيات عليا في سلطة القرار في دول الغرب، الا ان هذا( البعض ) عجز عن ان يقف حائلا دون ان ينال الرجل هذه الحظوة الكبيرة وبقي مثار اهتمام اجهزة الاعلام والمحللين والمتابعين للشأن العراقي.
أما كل المحاولات التي تسعى لفبركة واختلاق الاكاذيب، بشأن مواقف الرجل، فهي لن تصمد أمام الواقع، لأن الزبد يذهب جفاء، أما مواقف الرجال ومعادنهم الأصيلة فستبقى نبراسا ينير للاجيال طريق نهوضهم وتقدمهم والسير بشعوبهم الى واحات الامن والامان والاستقرار وتحقيق الكرامة المنشودة.