{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
دل إستشهاد أسامة محمد علي عبد الكريم محمد الشاوي، وهو من عشيرة العبيد.. العربية الأصيلة، أن حزب “الدعوة” الإسلامية، حزب يعنى بمنهجة النفحات الإيمانية، وتوظيفها مدنيا وليس دينيا، بحيث يؤكد الرحمة العظمى التي أسبغها الله، على المؤمنين، بثورية الاسلام، مستنهضا.. المذاهب كافة، في الجهاد ضد الباطل.
وأسامة الشاوي.. إستشهد وله من العمر، 29 عاما فقط، اي في ريعان شباب لم يعب من الحياة، مباهجها، ولم يتشبع برفاهها: “شبابنا تريد الهوى وصدام ما خلاها”.
فهو من مواليد العام 1953، أعدم بموجب القرار ذي الرقم 2695 / 4، لسنة 1982.. غير متزوج، يسكن في حي “البلدية” جوار سيد الشهداء، ابي عبد الله الحسين.. عليه السلام.
يعمل الشهيد الشاوي، مدرسا.. حاصل على درجة البكالوريوس، موظفا تحصيله العلمي وعمله المهني، في توعية عقول الطلاب الى حقيقة القدر الفظيع الذي يسوقهم اليه البعثيون، بقيادة الطاغية المقبور صدام حسين.
بان تأثيره على طلبته، خالقا جيلا من شباب يافعين، يتفكرون بحقيقة مآل وطن بقوة ثراء العراق.. دينيا وماليا وإجتماعيا، فهو جمجمة العرب ومستقر الاسلام، يوم ظهور الحجة المهدي.. عجل الله فرجه وجعلنا من أتباعه.
دولة بهذا القدر، من الأهمية الدينية، يطرز ثرها، عبق أضرحة الانبياء والائمة والأولياء الصالحين، لا تستكين للتجهيل المنظم الذي مارسه نظام البعث، إنعكاسا لنزوعه نحو الخواء الفكري، عاجزا عن التأمل.. معتمدا مبدأ العنف، على حساب بناء دولة، بقوة وفوراتها المالية، من الثروات المتنوعة، التي تهدر في الحروب وسوء الأداء الحكومي.
لذلك إنتمى الى حزب “الدعمة” الاسلامية، بغية العمل على انتشال الانسان العراقي من مخالب “البعث” ونزعات صدام حسين الهوجاء.
إعتقال بسبب مجاهرته بأن الله متم أمره، وهو مبير الظلمة، ولو بعد حين.
في المعتقل، واظب على أداء الفرائض، متخطيا وسائل الارهاب، التي يمارسها النظام.. آنذاك، على المؤمنين، لخللة رصانة البنية الفكرية الواعية، في المجتمع، والتي تستفز جهل الحاكمين.
أعدم شنقاً، في جهاز الامن الخاص حتى الموت، ليطوف فائزا بين الارض والسماء، معرضا عائلته واقرباءه لخطر المتطفلين على مجتمعهم، بالعمل تحت إمرة جلاوزة النظام، ذاهبين بخيرة الشباب، ومنهم أسامة الشاوي، الذي ضحى بالدر النفيس، في سبيل الجهاد ضد الباطل ملحقين أضرار بعائلته نظريا وعمليا:وملئية بإختيارات حقيقية،
ضيق تنظيم حزب “البعث” الخناق، من حول عائلته، مغرقا اياهم بمتاعب، معظمها دار في فلك الوظيفة، التي يفصلون منها، والمصاهرات التي يجبر طرفاها.. أب وأم، على الطلاق، مشتتين شمل العائلة الملتم.
مباركة الشهادة للشاوي.. سليل أسلاف مشهود لهم برفعة المقام وعلو الجانب، وساء ما إنتهى اليه البعثيون.