22 نوفمبر، 2024 1:08 م
Search
Close this search box.

أساليب وتقنيات الـ (CG) و(subtitle) و(breaking news ) في القنوات الفضائية

أساليب وتقنيات الـ (CG) و(subtitle) و(breaking news ) في القنوات الفضائية

إستخدمت القنوات الإخبارية التلفزيونية ، في عصر التقنيات الألكترونية السريعة والمثيرة ، ممن لديها متابعون ، يعدون بالملايين ، ولها شهرة واسعة بين جمهورها ، أساليبا وتقنيات وأنماطا وأحجام حروف أكثر حداثة ولفتا للأنظار في عناوين الأخبار، شملت تقنيات السي جي ( CG ) و السبتايتل (subtitle ) وكذلك الاخبار العاجلة أو المستعجلة (breaking news ) أو ما يسمى أحيانا بـ (news flash ) ، في نشراتها وتقاريرها الإخبارية ، وفي بعض برامجها وحواراتها التلفزيونية ، بهدف لفت أنظار المشاهدين ، وكسب أكبر عدد ممكن من المشاهدين ، ومن ثم إرغامهم على مشاهدة نشراتها الإخبارية والإعلانات التي تدر عليها أموالا طائلة.
ولم يجد الكثير من الإعلاميين في القنوات الفضائية العراقية وحتى العربية ، بحوثا نظرية أو أكاديمية ضمن المكتبات ، تعينهم على ولوج هذا الميدان الحيوي من ميادين العمل الإعلامي في القنوات الفضائية ، كما أن الكتب المنهجية والبحوث الإعلامية في كليات الإعلام وأقسامه في الجامعات، قلما تحدثت بالتفصيل عن مفاهيم مثل : السي جي ( CG ) أو السبتايتل (subtitle) والأخبار العاجلة (breaking news ) ، وأهتمت بالتركيز على كيفية صياغة الأخبار وأساليب ونظريات إعدادها وعناوين الأخبار والتحقيقات والمقالة الصحفية، دون أن يكون بمقدورها الخوض في علوم من هذا النوع، حيث تعد حديثة الإستخدام في عالم الفضائيات، ولم يجد الشباب الجدد ممن ولجوا عالم الإعلام والإتصال في القنوات الفضائية ، مصادر عنها للإطلاع عليها ، وهو ما شجعنا على إعداد تلك الملاحظات والمفاهيم ، ضمن بحثنا الإعلامي هذا ، الذي يكاد يكون الأول من نوعه ، ليكون ( خارطة طريق ) نحو سلوك أغوار هذه المصطلحات والمفاهيم، والإطلاع على أسرارها وأطرها النظرية والتطبيقية ، خدمة لمن يعملون في إختصاصات من هذا النوع ، في قنواتنا الفضائية.
وقد سعت معظم القنوات الفضائية التي حظيت بشهرة واسعة من متابعيها أن تتجاوز الأساليب القديمة التي تستخدم عناوين عادية لأخبارها ، تقترب في الغالب من أسلوب عناوين الصحف اليومية ، التي كانت تستخدم عادة في السبعينات والثمانينات وما بعدها، بل وحتى الى ما بعد عام 2020 ، والتي لم يعد إستخدامها يواكب السرعة المذهلة في نقل الأخبار وكثرة القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية التي غزت الفضاء الإعلامي ، وراح كل واحد منها يسعى لأن ترغم أكبر عدد ممكن من المشاهدين لإخبارها وتقاريرها بطرق أكثر حداثة.
ويلاحظ أنه من خلال متابعتنا للتطور الكبير الذي شهدته القنوات الفضائية الكبرى ، في ميدان بث الأخبار والتقارير الإخبارية والبرامج المختلفة، وفي مجالات بث عناوين السي جي على وجه التحديد، وكذلك بث العواجل والسبتايتل ، وهو موضوع ينال قسطا كبيرا من إهتمامنا في البحث الاعلامي ، يمكن أن نوضح النقاط الإيجابية المهمة في التطور التقني ، وأساليب الصياغة لتلك المجالات في العمل التلفزيوني في مجال إستخدام السي جي ( CG ) لعناوين الأخبار والتقرار الإخبارية للمراسلين ، وكذلك في مجال إعداد الـسبتايتل ( subtitle ) ، أو الأخبار المستعجلة او الهامة ، من حيث حجم وحداثة الحرف الطباعي ونوعية العناوين ودلالاتها على مضامين مختصرة للأخبار، أدرجها كملاحظات على الشكل التالي:
1. لقد شهدت معظم القنوات التلفزيونية ، التي لديها جمهور واسع من مشاهديها ، تطورا متسارعا ، وربما يكون نوعيا ومحدثا ، في إختيار عناوين الـسي جي ( CG ) ، التي تعتمدها تلك القنوات عند بث نشراتها الإخبارية ، ويعني مصطلح السي جي إستخدام شاشة القنوات التلفزيونية لعناوين أخبار أو أنشطة مهمة أو تقارير إخبارية، تكون بسطرين في الغالب ، بهدف لفت أنظار المشاهدين الى الحدث الأبرز الهام ، الذي ترغم فيه المشاهد على متابعة تطورات الأحداث ، وهي تدرك إنه لم يعد لدى المشاهد الوقت الكافي لمتابعة تفاصيل أخبارها، وإن هناك فضائيات أخرى تحوز على إهتمام المشاهدين، ولهذا تحرص على تقديم ما هو الأهم عبر السي جي لمشاهديها ، لكي ترضي غرورهم أو تشبع نهمهم من المعلومة المفيدة، أو تلك التي تحظى بإهتمام أكبر لديهم، ضمن نشرات تلك القناة التي يتابعونها .
2. يتم إختيار حجم الحرف الطباعي للسي جي (CG)، وبطريقة فنية وجمالية مريحة للنظر وبسطرين، أحدهما : عنوان فرعي ( head) ، وبكلمات أقل ، والآخر تحته، تفصيلي head line) ) بكلمات أكثر عددا بقليل وبحرف متميز، تعطي تفاصيل أو ( فلاشات) عن موضوعة الخبر او التقرير ، بطريقة صياغة مبتكرة ومختصرة ومفهومة، وقد إعتمدتها قنوات فضائية عربية في بعض الأحيان، كقناة العربية والعربية الحدث والجزيرة ، وقناة الشرقية نيوز مؤخرا ، حيث إختطت لنفسها مؤخرا حرفا طباعيا محدثا، ذا ذائقة جمالية راقية ، وبنوعين من الحروف كبيرة الحجم ، وبكلمات مختصرة، يختلف نوعيا عن أغلب الفضائيات العراقية ، بهدف إيصال المعلومة الى المشاهد بسرعة أكبر ، وقدرة أكبر على إرغام المشاهد على متابعة بقية أخبار النشرة الإخبارية ، وما تبثه من (عواجل) في الأحداث المثيرة والهامة، التي تتطلب سرعة إطلاع الرأي العام على مجرياتها، ومثال على إحدى عناوين السي جي إستخدمته قناة الشرقية وهو كمثال وليس للحصر:
السوداني يجتمع مع لجنة الأمن والدفاع
رئيس الوزراء يشدد على إبعاد المؤسسات الأمنية عن الإستثمار الحزبي أو السياسي
لقد كان الإسلوب الذي تم إستخدامه أعلاه هو صيغة مستخدمة في بعض عناوين الصحف العراقية ، حيث كان مستخدما في جريدة الجمهورية منذ السبعينات، ولكن الجديد في الأغلب هو في نوع الحرف الطباعي الأكثر حداثة الذي تستخدمه تقنيات الفضائيات بإسلوب جمالي مثير للإنتباه ، إضافة الى أن عنوان السي جي هذا ، أعطى للخبر شرحا موجزا لمضمونه يمكن للمشاهد الذي لاوقت لديه أن يكتفي بهذا القدر، أما المتابعون الآخرون فهم مستمرون بمتابعة كل تفاصيل الخبر ، لمعرفة مايخطط له السوداني في المستقبل من توجهات للحكم ، فيما إذا كانت توجيهاته تنطبق على الواقع، أم إنه مجرد كلام نظري على شاكلة من سبقوه في كرسي الحكم، وتختلف صياغات عناوين السي جي بين فضائية وأخرى، كما تختلف أساليب إستخدامه بين صحيفة وأخرى ، لكن الأصل يبقى واحدا في أغلب الأحيان.
3. إن من الملاحظات المهمة التي نود الإشارة اليها ، في موضوعة عنوان السي جي ( CG) في القنوات الفضائية واسعة الإنتشار، أننا وجدنا أنها تبالغ كثيرا ، أحيانا ، في حجم الحرف لعناوين السي جي عن أحداث تقع ، وتتناقلها عبر شاشاتها ، قد لاتستحق كل هذا التضخيم في حجم الحرف الطباعي، حتى لاتخرج عن المسار المعقول لأهمية الحدث ، والإعتماد على حجم حرف منسق متداول لديها ، يكون أكثر مقبولية ، أو لنقل لايخرج كثيرا عن الحجوم التي تستخدمها تلك القناة لعناوينها الإخبارية في السي جي (CG ) ، فمثل تلك المبالغة ، من وجهة نظري ، كمتخصص وباحث إعلامي وكاتب صحفي طيلة 45 عاما من العمل الصحفي والتلفزيوني ، ليس لها مايبررها ، من حيث إعطاء حجم كبير ومضخم للحرف ، يصل ربما الى حد تشويه (جمالية الحرف) الفنية والطباعية ، عندما يتم تهويل ونفخ عنوان السي جي أو حتى العاجل، بطريقة غير معقولة وتدعو للإستغراب، في وقت لا يستحق الحدث ، ربما ، أن يمنح إهتماما أكثر مما يستحقه .
4. الحرف الطباعي الأكثر حداثة ولفتا للأنظار لعناوين السي جي ( CG ) ، والذي إستخدمته قنوات عربية فضائية كبرى وأخرى عراقية ، هو تطور نوعي كبير وإيجابي ، وينبغي أن يكون سياقا يلفت نظر المشاهد لأخبار قنواتهم في المستقبل، وهو يغطي مضمونا مختصرا لمن يتابع تلك الفضائيات ، وتشده الى نشراتها الإخبارية بهذه الطريقة المبتكرة تصميما فنيا وتنفيذا إخراجيا ، على تقديمها للمشاهد في مجال التقدم المتسارع في نشرات الأخبار وفي تغطيتها للأحداث المهمة.
5. يعد السبتايتل ( subtitle ) أحد الواجهات المهمة لأية فضائية تحترم نفسها وجمهورها ، فهو يزود المشاهدين بالأحداث المهمة بصورة مختصرة في المجالات السياسية والأمنية والداخلية والأقليمية والدولية والاقتصادية وأخبار الرياضة والمنوعات ، ويكون أسفل أخبار الشاشة بإطار محدد ، وهو يحتاج الى محرر متخصص أو مجموعة محررين على وجبات يحدثون أخباره ، وهم غالبا من ذوي الخبرة والممارسة لسنوات ، يقومون بمهمة إختيار الأخبار المهمة ، ويصيغونها بطريقة تبعدها عن الغموض والرتابة بأقصر الكلمات وأسهلها قدرة على الفهم والإستيعاب ، ويتابع من يختص بالسبتايتل تطورات أي حدث مهم أولا باول ، حتى ينال إهتمام المشاهد ، وفي كل الأحوال يعبر السبتايتل عن توجهات سياسة القناة أزاء مشاهديها.
6. ينبغي إعتماد المصداقية في أختيار أخبار السبتايتل، حتى وإن تم نقلها من خلال وكالات إخبارية أو مواقع ألكترونية ، لأن الأخبار الضعيفة المصداقية أو التي تعتمد إسلوب ( تسريب الأخبار) بكثرة في الفضائيات ، أو حتى في المواقع الإخبارية ، تقلل مصداقية ووثوق المشاهدين بها، وقد تفقد الكثير منهم في مراحل لاحقة.
7. يتطلب ممن يعمل على السبتايتل في الفضائيات إحترافا ومهارة فائقتين في إختيار عناوينه، وفي متابعة مستمرة لتحديث معلوماته بين ساعة وأخرى ، أو حتى بين دقائق بعينها ، في حالات حدوث إنفجارات أو أحداث أمنية أو سياسية مهمة للغاية ، تتطلب سرعة في تحديث تلك المعلومات بين آونة وأخرى ، ليكون المشاهد على بينة من تلك التطورات أولا بأول ، كما أن سبتايتل (subtitle)بعض القنوات الإخبارية ذات المشاهدة العالية زود متابعيه بتطوات الأخبار المختلفة ، وبحسب الحرف الطباعي المتميز والخلفية المحاط بها وبجمالية مساره أسفل أخبار القناة، وبألوان مريحة ومثيرة للإهتمام .
8. راحت بعض القنوت الفضائية الواسعة الإنتشار تستخدم حرفا طباعيا مثيرا للإنتباه في موضوعة (الإخبار العاجلة) أو (الفلاش) ، باللون الأحمر ، حيث أن المشهود لتلك القنوات ، أنها سباقة دوما في بث الأخبار المستعجلة لحظة وقوعها، وتتابع تفاصيلها عن كثب ، ولديها من المراسلين ومن يغطون الأحداث المهمة بمعلومات سريعة، ما يمنح القناة التميز الإخباري ، وحصد أكبر عدد من المشاهدين لبرامجها ونشراتها الإخبارية.
9. عملت القنوات الفضائية ذات السمعة العالية ، وتلك التي تستحوذ على قطاع واسع وكبير من مشاهديها ، على توفير كل وسائل الدعم والتقنيات الحديثة ، ووفرت لها مذيعي نشرات ومقدمي البرامج الناجحين والمحررين الكفوئين ، وهم يعتلون منصات الشاشات الفضائية بكفائتهم المعهودة ، ليظهروا قنواتهم بأساليب مبتكرة وأكثر إثارة، في عصر يتطلب السرعة والحداثة والتقنيات المحدثة المتسارعة ، كي يكون بمقدورها ان تحافظ على جمهورها الذي إستطاعت ان تشده الى برامجها وأخبارها عبر سنوات من العمل الاعلامي الناجح والمدعاة للمصداقية.
10. تشهد أساليب وتقنيات تقديم عناوين النشرات والسي جي والسبتايتل تطورات دراماتيكية بين فترة وأخرى ، وهي تختلف في صياغتها بين السي جي والسبتايتل والعاجل، والهدف من هذا التطوير في الأساليب والمضامين بين فترة وأخرى هو التشويق والإغراء والإثارة ، بما يرضي أذواق المشاهدين ، وما يتطلبه عصر السرعة الفائق من تطوير للقدرات ، وبما يواكب التطور العالمي، مع الحفاظ على الخطوط العامة للصياغة الصحفية واسسها الفنية والتحريرية ، إضافة الى الاهتمام بالخصوصية العربية ، التي ينبغي على الفضائيات المحافظة على قيمها الجمالية الأصيلة ، لكي لاتضطر لمسايرة تطورات قنوات دول خرجت عن كل المعقول، وأصبح الجنس والإغراء والمال ومشاهد القتل والجريمة والاثارة الصارخة هي الطاغية على أساليبها، ولهذا ينبغي عدم مسايرة توجهات من هذا النوع ، لكونها تلحق أضرارا كبيرة بقيم مجتمعنا وأعرافه الأصيلة، مع التركيز على الإستفادة من التقنيات المحدثة لأغراض كسب ود المشاهدين بأساليب مقبولة ولا تخرج عن الذوق العام.
وفي خاتمة هذا البحث الإعلامي ، في مجال حيوي من مجالات العمل الإعلامي في القنوات الفضائية ، كان سعينا ينصب ، من خلال إستعراض تلك الملاحظات المهمة ، أن نطرق بابا غاية في الأهمية من أبواب العمل الإعلامي في تلك القنوات ، في البحث الأكايمي التجريبي ، قلما وجدت له أطر ومفاهيم مؤطرة نظريا أو حتى تطبيقيا ، في كليات الإعلام العراقية أو أقسام الإعلام ، ضمن الجامعات ، حكومية كانت أم أهلية، بهدف لفت أنظار القائمين على القنوات الفضائية ، ذات المشاهدة العالية ، على إتباعها ضمن عملهم ، وربما حتى الدورات الخاصة التي تقيمها بعض الجهات والمراكز التدريبية الإعلامية ، يكون من الصعب عليها إعطائها حقا مما تستحقه من إهتمام ، وربما تمر عليها مرور الكرام، كتعريف مبسط للمصطلحات ، وليس شرحا للاساليب التقنية الحديثة ، وهي ملاحظات تكونت لدينا عبر سنوات من الممارسة الطويلة والخبرات المتراكمة والعمل الإعلامي المضني، لتكون معينا وشاهدا لهم ، للأجيال الإعلامية ، وهي تؤكد لمن يعملون ضمن مساراتها، أنهم يسيرون على الدوام ، في طريق التميز والإبداع ، وأنهم يشقون طريق التقنيات الحديثة المبتكرة، ويوفرونها لها، كلما إستدعت الحاجة لذلك، خدمة لمتابعيها ، ولتشبع نهم قطاعات من الرأي العام الى ما يحتاجون من معلومات وأخبار تزيد وعيهم وثقافتهم وإطلاعهم على الأحداث بحرفية ومصداقية وإتقان، عندها سيحصلون على إحترام متابعيهم ، ويكونون قد أدوا واجبهم الإعلامي على أكمل وجه.

المصادر:
1.حامد شهاب / بحث عن وظائف ومهام خاصة بالعمل التلفزيوني / المركز الديمقراطي العربي / 1 / حزيران / 2021 ونشر في مجلة المنار الثقافية الدولية ، وكتابات وصوت العراق، ومركز النور ،بنفس الشهر
2. حامد شهاب / مقالة بعنوان : قناة الشرقية نيوز..تطور مذهل في عنوان السي جي في بث الاخبار والتقارير العاجلة / 7 / 11 / 2022 / مواقع مجلة المنار الثقافية الدولية وكتابات وصوت العراق ووكالة آشور الاخبارية وجريدة دنيا الوطن الفلسطينية
[email protected]

أحدث المقالات