18 ديسمبر، 2024 6:51 م

أساليب صارت أکثر من مکشوفة

أساليب صارت أکثر من مکشوفة

مع إعلان النظام الايراني عن إستعداده لحل جميع “المشاكل التي واجهته” مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معربا عن “خيبة أمله الشديدة” بعد تقرير المنظمة الأخير الذي أشار إلى رفض النظام الايراني السماح لها بمعاينة موقعين نوويين. فإن ذلك يعني بأن المواقف التي إتخذها هذا النظام فيما يتعلق ببرنامجه النووي وتحدياته وتهديداته التي أطلقها وأعلن من خلالها عزمه على مواصلة عمليات التخصيب، لم تکن بتلك الصورة التي فسرها البعض وتصور بأن هذا النظام قد قطع کل الخطوط مع المجتمع الدولي، فهذا النظام متمرس بهکذا أساليب وطرق يتمادى فيها تشددا وتطرفا ثم يعدل مساره ويعلن أتجاها مختلف عن ذلك.
النظام الايراني الذي أشار في مذکرة وجهها الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتاريخ 8 حزيران/يونيو وأعلنت عنها بعثتها في فيينا الخميس، إلى أنه جرى التطرق إلى هذا الموضوع خلال الاجتماعات التي عقدت في 29 نيسان/أبريل و 16أيار/مايو في عاصمتها وأعقبتها مراسلات. وأضافت هذه المذکرة أن النظام”واصل التزاماته البناءة (خلال المناقشات) مع الوكالة في الشهرين الماضيين، بهدف التوصل إلى تفاهم متبادل” من أجل “حل المشاكل التي واجهتها”، لکن الذي يبدو واضحا وحتى مألوفا لدى الاوساط الغربية بشکل خاص، إنه لم تعد هناك مصداقية لمواقف هذا النظام وليست هناك ثقة بما يدعيه، خصوصا وإنه معروف بکونه يقول ويعلن شيئا ويعمل ويطبق نقيضه على الارض، ولذلك فإن هذه الاساليب لايمکن أن تنطلي على البلدان الغربية خصوصا والمجتمع الدولي عموما کما کان حالها في الاعوام السابقة.
هذه المواقف”اللينة”التي أعلنها النظام الايراني تأتي متزامنة مع إشتداد أزمته الخانقة ومع تزاڕيد مشاعر الرفض والکراهية ضده ليس من جانب الشعب الايراني فقط بل ومن جانب شعوب المنطقة أيضا، کما إنها تأتي متزامنة مع قرب إنعقاد التجمع السنوي للمقاومة الايرانية من أجل التضامن مع نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والذي يعقد في شهر حزيران من کل سنة ويتخوف النظام منها کثيرا لتأثيراتها الکبيرة على الناحية المعنوية للشعب الايراني وتحفيزه وحثه على مواصلة النظام والمواجهة بوجه النظام، ولاسيما إذا ماإنتبهنا الى أن تجمعات الاعوام الماضية قد دفعت بالنظام الى إصدار بيانات شديدة اللهجة ضد الدول التي شارکت في التجمعات السنوية ولذلك فإنه من المنتظر أن يبادر النظام الى إبداء المزيد من الخضوع والخنوع تجاه المجتمع الدولي فيما يتعلق بلمفه النووي لأنه يعلم جيدا بأنه وببساطة لايملك سبيلا وخيارا آخرا!