وأنا اتحدث عن الغالبية العظمى من أصحاب المولدات ، ولست بصدد الحديث عن (الأقلية) من أصحاب الضمير ، فماذا أقول عن (دولة) ، وقد وضعتنا تحت رحمتهم ، فمعظمهم من أصحاب الأخلاق الحادة ، لا يتورع عن تهديدك بقطع الخط عنك عند أي شكوى ، لعلمهم انهم خارج المسائلة من أي جهة رسمية ، بل أن البعض منهم منتمِ لأحزاب وتيارات متنفذة ، لعلمه ان ذلك سيضعه خارج دائرة القانون في دولة اللاقانون ! ، هكذا أضافوا للمواطن أعباءً لا تحملها الجبال حتى دُفن تحتها! ، أنواع الغش هذه التي قال عنها الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : مَن غشّنا ليس مِنّا .منذ زمن بعيد ونحن نعاني من هذه الازمة المزمنة ، هذا يعني أن المولدات صارت متهالكة ، ويتم يتبديل اجزاء غير أصلية أو مستخدمة منها لغرض الصيانة ، حتى صار لها سوقا خاصة بها للأدوات الأحتياطية ، وأليكم بعض أساليبهم لأختلاق الاعذار ولتبرير التقصير لتجهيز المواطن:1. لا توجد تسعيرة موحّدة للأمبير ، وعندما تذكّره ان المنطقة المجاورة أرخص ، لا يلبث أن يقول (اذا مايعجبك مو لازم )! ،وذلك لغياب المراقبة ، ولأنعدام هيبة الدولة ، فيضطر المواطن الى تملقه !.2. تصل فترة الأنقطاعات كمعدل شهري الى ثلاثة أيام متواصلة ، بحجة الصيانة (الراديتر ، الووتر بمب ، الجوينات ، بمب الكاز ، الكَوَر، الخ) ، من الاعذار التي لا يفهم بها المواطن العادي ، حدث ذلك عدة مرات معي ، وعند مراجعته يقول لي (بسيطة ، ستصلك الكهرباء عند وصولك البيت) ، وعند وصولي لا تصل الكهرباء معي ، الا بعد ثلاثة أيام !.3. قيامهم يتقليل الفولتية من كارت المولّدة الى دون 220 فولت ، بشكل يجعل أجهزة الحماية تتوقف ، وعند مراجعته ، يتذرع من أن (الواير مو زين) ويسبب هبوط للفولتية ، ويقوم المواطن المسكين بشراء سلك جديد دون فائدة ، وعند مراجعته مرة ثانية يقول له صاحب المولدة (الواير طويل) ، عندها يشتري المواطن المسكين جهاز تثبيت الفولتية ، ليخسر أمبير أو أكثر من أجل اعادتها الى 220 فولت .4. قيامه بتقليل سرعة دوران المحرك ، ينتج عن ذلك انخفاض الذبذبة الى ما دون 50 هرتز ، يسبب ذلك قيام الأحمال بسحب تيار أعلى من التيار التصميمي لهذه الأجهزة ويسبب ارتفاع حرارة المحركات (بالذات ضواغط الثلاجات) ، كما يؤدي الى توقف العواكس أو الـ (UPS) الخاصة بالحاسبات عن استقبال هذه القدرة بدواعي الحماية .5. مفاتيح (جوزات) التوصيل الأوتوماتيكية للمستهلك ، مصنوعة من قبل معامل أهلية ، وبالمنازل ! ، وهي خارج المعايير وبلا سيطرة نوعية ، ويصل معدل الغش بها الى أكثر من 20 % ، اي انها ستفصل التيار قبل بلوغه الذروة التصميمية للتيار بمقدار 20% ! ، أي أن المشترك بخمسة أمبيرات ، ستفصل عند 4 أمبير !.6. أصلا عملية التوصيل مع أصحاب المولدات غير علمية الى درجة كارثية ، لأننا نستخدم السلك الحار فقط ، ويكون الأرضي (سلك البارد للمنزل) هو البارد ، خط الأرضي هذا خط مشترك وممر لتوصيل عدة مولدات ذات ذبذبات مختلفة ، تتداخل فيما بينها بشكل يؤدي الى صعود وهبوط القدرة الكهربائية وبالذات الأنارة الى درجة النرفزة وكأنك تعيش في أحد أقبية التعذيب ! ، الا اذا كان المستهلك قريب من المولدة ويشترك معها بنفس السلك البارد ، عدا الأضرار الكارثية لعدم توفر شروط الأمان ، مما دفع الكثير من الشباب الى الموت صعقا ، ناهيك عن المناظر القبيحة للأسلاك ، وكأنها خيوط عنكبوت عشعشت أمام بيوتنا ، وهي تروي قصة أهمال الحكومة لمواطنيها !.هل من الصعوبة ، أن ترسل دائرة الكهرباء كوادرا ، أو من ذوي الأختصاص ، لمراقبة هؤلاء ؟ ، أما كان الأجدر أن تتوحد هذه المولدات ، بدلا من كونها حكومية وأهلية ؟ ، لماذا لا يطرحون حلولا للقضاء على تذبذب الطاقة الكهربائية ، ومراقبة شروط الأمان ؟ لكن هذه تبدو تساؤلات في غير محلها ، فالدولة غير مسؤولة عن حياة المواطن ، فمعدل كل شهر ، يستشهد ما يقارب 3000 عراقي بسبب التقصير الأمني الهائل والغباء الشديد وقصر النظر المذهل في ادارة الملف الأمني ، فماذا عن الكهرباء !؟.