19 ديسمبر، 2024 6:09 ص

أساطير وخرافات لا تتناقلها أصحاب الأديان السماوية فحسب،  بل تروجها أيضٌا، الآرامية نموذجٌا !

أساطير وخرافات لا تتناقلها أصحاب الأديان السماوية فحسب،  بل تروجها أيضٌا، الآرامية نموذجٌا !

ليس بخاف ، على أحد أن كل الديانات السماوية مع إحترامي الكبير لها تتمسك ببعض التقاليد والخرافات البالية،  فمثلا اليهود وفق التوراة،  هم ” شعب الله المختار ! ” والمسيحيون يفتخرون في الهلال الخصيب بالآرامية لأن السيد المسيح تحدث ببضع مفردات منها،  والاسلام يرى أن ” العرب خير أمة أخرجت للناس واللغة العربية لغة الجنة ! ” من كل هؤلاء،  المسيحية فقط ليس هناك أي تأكيد اطلاقا أن للغة الآرامية أي أهمية في الكتاب المقدس سواء في عهديه القديم أو الجديد،  بيمنا العبرانيون والمسلمون لهم براهينهم من كتبهم المقدسة على ما يقولونه ويروجونه .
ومن الطريف أن بعض العرب ينظرون حتى بالشماتة على اليهود لأنهم شعب الله المختار !

في أحد الأيام تلقيت خبرا من أحد الإخوة بأن هناك محاضرة قيمة في أحد الأندية الآشورية وطلب مني المثول إذ قال لي سأجده هناك، والمحاضرة هذه سيديرها أستاذ / دكتور آشوري مع بروفيسور آخر أميركي .
وهكذا وصلت هناك للأسف متأخرا ببضع دقائق، والمحاضران كانا قد باشرا في موضوعهما وهو عن اللغة الآرامية التي كثيرا من شعبنا يفتخرون بها عادة كونها اللغة الرسمية – على حد قول البعض بأن الأمبراطورية الآشورية اتخذتها اللغة الرسمية في البلاد وحتى في كل أرجاء أمبراطوريتهم – ومن الطريف أن المحاضرين وضعا أحد الأشرطة المصورة / فيديو كليب لجمهرة من أهالي ” معلولا – وهي بلدة قرب العاصمة السورية دمشق ” حيث هناك لا يزال قسما بسيطا من السكان ينطقون اللغة الآرامية القديمة هذه، ولكن الدكتور لآشوري هذا يعرف جيدا ما دمنا على حد زعمهما نحن معشر الشعب الآشوري من ناطقي هذه اللغة السماوية المقدسة ! ما كان عليه الاّ أن يجهز جمهرة كبيرة حية من شعبنا سكان العراق أوسوريا وحتى لبنان الموجودون في مدينة شيكاغو الأميركية من اللجوء الى فيديو كليب لهذه البلدة التي ليتهم كانوا بالفعل يتكلمون اللغة الآرامية،  بل كل المحادثات اجمالا لها الرطانة العربية . وهنا من أدب اللباقة لم أحب أن أحرج الدكتور الآشوري أمام زميله الأميركي الذي لا يستطع حتما التمييز ما بين اللغتين الساميتين الشقيقتين – الآرامية والعربية –  اللتان تتشابهان كثيرا .

وعندما شرع البروفيسور الأميركي التحدث حول الموضوع بأن السيد المسيح تحدث بها وعلى أساس أننا كآشوريين لا زلنا نستخدمها، عندها لم أستطع أن أتمالك نفسي وكما يقال ” لقد بلغ السيل الزبى ” بعد إنتهائه من الحديث،  إستأذنت وقلت له بهدوء مع كل إحترامي،  بأننا معشر الشعب الآشوري لا نتحدث باللغة الآرامية، بل لغتنا آشورية وتعرف اليوم ب ” لغة آشورية حديثة “ Modern Assyrian Language  حيث طرأ عليها التغييرات عبر القرون منذ سقوط الأمبراطورية الآشورية الى اليوم وهو شأن كل لغات العالم .

والشئ الطريف، كان بمقربتي آشوري آخر مع إبنته من إخوتنا طائفة السريان الأرثوذكس / يعاقبة،  رد عليّ بقوله أتيت هنا مع إبنتي لكي ترى عظمة لغتنا وأنت تقول بأننا لا نتحدث بالآرامية ! أجبته بهدوء وقلت له إن السيد المسيح بوسعه أن يتحدث بأي لغة ومن الجملة حتى اللغة الصينية !
شئ يبعث اليأس والقنوط أن البعض حتى في القرن الواحد والعشرين،  تصدق مثل هذه الأموروالأقاويل التي يمكن تصنيفها في خانة السخافات لا غير . إذ نرى شعبنا الآشوري المسيحي اليوم إجمالا يفتخر لأننا نتحدث اللغة التي نطق بها السيد المسيح على حساب شطب ومحو لغتنا الأصلية من الوجود . مع كل إحترامي للسيد المسيح وأي لغة يتكلم بها،  إذ لا أستسغ إطلاقا قبول مثل هذه الخرافة ! وطبعا إن الهدف من ورائه ليس إلا،  إذ الذين يروجونها ما هم الا من المعتقدين حتما بمجرد التحدث بهذه اللغة التي السيد المسيح إستخدمها في بعض الأحيان ربما لجلب الانتباه كما فسرها أحد اللاهوتيين، سيدخلون الجنة من بابها الواسع. وهذه خرافة أخرى يضيفونها للأسف الشديد،  لأن المسيحية كما هو معروف جليا إذ أعطت مفهوما واضحا والسبل في كيفية دخول الجنة وللأسف أن نخيب ظن منتحلي هذه النظرية السخيفة إذ في كل ذلك ليس للغة الآرامية مع احترامي الكبير أي شأن أو مقام يذكر !
والجدير بالذكر ، إن الأمة الآشورية اليوم في صراع ونزاع مستديمين وخصوصا في  الآونة الأخيرة مع إخوتنا من منتحلي ومتقمصي الكلدانية و الآرامية الذين يريدون حذف وشطب القومية الآشورية لا في بلاد آرام ( دمشق – سوريا ) أو في بلاد كلدو ( حول الخليج السومري ) حيث في تلك الأصقاع ليس لنا ناقة أو جمل ، بل حتى في عقر دارنا الآشورية بالذات شمالي العراق،  والطامة الكبرى أن الذين وراء هذه الحملة اليائسة ليس لهم دخل بآرام أو بكلدو لا من قريب أو من بعيد،  كونهم مجرد سكان ضواحي العاصمة الآشورية – نينوى – بالذات منذ أجيال سحيقة في القدم !
ليكن واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار بأننا لسنا ضد ” الكلدان أو بالأحرى الكلدان القدامى سكان الجنوب ” ولا ضد ” الآراميين – الآراميين القدامى سكان بادية الشام ودمشق ” بل ضد إخوتنا من منتحليها وهم أبناء بلاد آشور بالذات !
إن أي حديث عن القومية الكلدانية أو حتى الآرامية لا في بلاد آشور فحسب،  بل وحتى في بلادهم لهو خرافة،  لأن الآراميين والكلديين على الرغم من التضخيم والتعظيم الذي يريد البعض من ترويجه في يومنا هذا،  فهم لم يحققوا شيئا وما على القارئ اللبيب أن يراجع الكتب التاريخية،  إذ إلى هذه اللحظة لا يوجد كتاب خاص بهم ( أي كتاب عن تاريخ الكلدان أو الآراميين) ما عدا ما ينشرونه هم للتشويش أو ما تصدره الفاتيكان بخصوص الكلدان، أو ما يعلق عليه المؤرخون في سياق كلامهم عن الأمبراطورية الآشورية البابلية والسومرية ، الاّ كتاب واحد (George Smith, Chaldean Account of Genesis ) والذي في الحقيقة يتكلم عن البابليين والآشوريين . إذا الأسرة الكلدانية التي تبوأت لفترة جد وجيزة السلطة في قسم من بيث نهرين لم تكن الا سحابة ربيع كما قالها المؤرخون عموما ! أما الآراميون ، فهم قوم من البدو الرحل رغم انتشارهم الواسع في بادية الشام ( قلب الهلال الخصيب ) لم يكونوا الاّ مشيخات صغيرة مبثوثة هنا وهناك حيث ينصبون خيامهم طلبا للكلأ و المرعى.

إن النهضة القومية الآشورية لهي قديمة جداٌ بالمقارنة مع البعض اليسير من هاتين الطائفتين الكلدانية والسريانية اللتين استفاقتا من  السبات  Out of hibernationحديثا ليجدن أنفسهن بين عشية وضحاها قوميات أيضا ! والجدير بالذكر أن القومية الآشورية قامت وإنبعثت في أغلب الأحيان على سواعد هاتين الطائفتين مع أبناء الكنيسة المشرقية النسطورية، بحيث كانا يريان أنفسهن ( ما يسمى  الكلدان والسريان ) مجرد طوائف مذهبية..
والخلاصة، نحن لا ننكر بوجود الكلدان والآراميين كإثنيات إطلاقا،  بل نستنكر ونشجب طريقة تعاملهما مع الواقع التاريخي والعلمي، وبمعنى آخر،  إن وجود الكلدان القدماء ليس في بلاد آشور ، بل كما قلنا أعلاه في جنوبي بيث نهرين / العراق،  وكذلك السريان ليسوا بأمة،  بل مفردة السريان في الحقيقة تشمل كل الذين تنصروا في القرون الأولى  للمسيحية  في الهلال الخصيب من آشوريين بابليين، عموريين، آراميين، إبلويين / منطقة حلب،  كنعانيين وكلديين . والجدير بالذكر هناك جمهرة منهم قد وعوا هذه الحقيقة لذلك عمدوا في الآونة الآخيرة أن يعوضوا عنها بالآرامية التي موطنها الصحيح هو مدينة دمشق ، ولكن هناك حقيقة دامغة أن الكلدان والآراميين في موطنهما الأصلي قد أسلموا واستعربوا قبل القرن الحادي عشر الميلادي بإستثناء جيوب صغيرة في وسط سوريا بين دمشق وحماه من الآراميين .
.
إن تاريخنا الكنسي او بالتحديد كنيسة بابل،  يروي لنا انتقال مركز الكنيسة الى الشمال أي في بلاد آشور* وخصوصا بعد الإحتلال العربي الإسلامي ومنذ ذلك الحين كان هناك نوعان بارزان للمسيحية ضمن الكنيسة النسطورية الواحدة، إحداهن الكنيسة المحلية الآشورية،  ككنيسة شوفينية لهوية إقليمية آشورية،  والأخرى كنيسة فارس ( أنظر Hagarism , The Making of Islamic World , by Patricia crone and Michael Cook , page 57 )
والخلاصة ، لم يكن هناك يوما في تاريخنا المسيحي الكنسي ما يسمى بكنيسة الكلدان إطلاقا،  إلا بعد 1443 ميلادية حيث أطلق البابا يوجين الرابع Eugene IV على جمهرة من نساطرة قبرص** المنشقين عن الكنيسة الأم النسطورية لأول مرّة بكنيسة الكلدان لانضمامهم الى الكنيسة الكاثوليكية بغرض زرع الفرقة والانقسام – حيث تمّ لهم ما كانوا يريدون تحقيقه إثر مؤامراتهم المتكررة منذ مدة طويلة بالفعل – وهكذا تم تشكيل هذه الكنيسة في بلاد آشور من الشعب الآشوري جنسا ووطنا .
عندما كنت صغيرا،  أتذكر قراءة قصة عن شخص في أحد الأسواق الذي كان يدعو و يشير الناس للذهاب الى مكان معين حيث هناك يوزعون الحلوى وهو بالفعل كذبة . وبعد قضاء فترة في مكانه  وهو يدعو الناس لم يكن منه الاّ أن صدّق كذبته بنفسه،  حيث هرع  بدوره الى ذلك المكان!  هذا هو مع الأسف وضع بني جلدتنا في بلاد آشور/  ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ تماما من قبل إخوتنا الكلدان والسريان اليوم للأسف الشديد .
وختاما فيما يلي أضع بعد التعاريف للتسميات المتداولة في العراق اليوم لشعبنا̤،  لأن البعض للأسف يشوهون مفهومها الصحيح :

الكلدان:

يعتبر الكلدان آخر موجة دخلت بيث نهرين بلاد الرافدين في  الألف الأول قبل الميلاد حيث إستقرت في الجنوب، منطقة البصرة – فرات ميشان / ميسان – أو منطقة خليج سومر .
والجدير بالذكر،  ليس للكلدان القدامى أي صلة بشعبنا الآشوري والبابلي، عدا أنهم ساميون مثل باقي الشعوب السامية في الهلال الخصيب مثل الآراميين،  الابلويين، الكنعانيين، العبرانيين والآشوريين البابليين  حيث لهجتهم قريبة جدا لباقي اللهجات  الشعوب السامية المذكورة آنفا والتي كونت معا وخصوصا في العصور الأولى للمسيحية ما يسمى باللغة السريانية لاحقا .
إذن كلدان اليوم،  يمكن أن يقال بأنهم لا يمثلون الكلدان القدامى،  بل هم مجرد آشوريون قوميا وجغرافيا،  هذا ما أكده لنا أيضا الأخ غسان حنا شذايا – وهو كلداني الطائفة بنفسه – في مقال له في مجلة ” المنتدى ” لصاحبها الأخ فؤاد منا في مدينة ديترويت الأميركية *** وهم من الذين دخلوا المذهب الكاثوليكي في القرن الخامس عشر وما بعده.  وسميوا كلدانا من قبل روما كما ذكرنا أعلاه .
ومن الطريف أن البعض يصدق ويدعم بأنهم من الكلدان القدامى ومعظمهم سكان لا بلاد آشور فحسب،  بل حتى نينوى بالذات .  وفي الوقت ذاته لا تجد في الجنوب حتى قرية ذات ثلاثة بيوت من الكلدان القدامى، وهنا لا أعرف السرلماذا هم الغالبية في بلاد آشور !في وقت منعدمون في بلادهم الأصلية؟! أضف الى ذلك أن كل الكلدان الموزعين في العراق اليوم ترجع أصولهم الى الشمال الآشوري بكل تأكيد .

السريان واللغة السريانية  :

إن من أول الشعوب السامية التي تصادم اليونان معه في الهلال الخصيب،  كان الشعب الاشوري، لذلك سموا منطقة الهلال الخصيب كله ب – آشور  ASSYRIA  و بعد فترة إستطاع اليونان أن يروا نوعا من الاختلاف بين شعوب منطقة الهلال الخصيب لذلك أطلقوا بلاد آشور Assyria على المنطقة الواقعة شرقي نهر الفرات بينما سموا المنطقة غربي نهر الفرات ب (سورياSyria / ) ولكن يذكر البعض أن حتى اسم سوريا غدا اسما عاما لكل منطقة الهلال الخصيب وهذا ما جاء به آشوري من إيران وهو كيواركيس نسطورس في كتابه عن ” الأمة السورية ” وكذلك سار عليه مؤسس الحزب القومي السوري الاجتماعي – أنطون سعادة في حديثه عن الأمة السورية .
والبعض من إخوتنا السريان الأرثوذكس يحاول التشويه بأن ( سوريا / Syria  تعني آرام ( الأمة الارامية ) نقول صحيح بلاد آرام هي ضمن سوريا ولكن سوريا ليست ضمن بلاد آرام،  لأن سوريا سميت من قبل العرب ببلاد الشام أي اليوم تتكون من البلدان التالية – فلسطين ، لبنان ، الأردن وسوريا نفسها . وليكن واضحا في قولنا سواء سوريا أو آشور كتسمية للمنطقة ذلك لا يعني أنهم آشوريون وكذلك الشان في قولنا سوريا لا يعني كآشوريين أننا سوريون قوميا ، بل كل ما يقال أنه إسم لمنطقة جغرافية ليس الاّ كما تقول – الشرق الأوسط أو الهلال الخصيب الخ .
والحديث عن اللغة السريانية الذي يحدث كثيرا من الضجيج في هذه الأيام، وخاصة من قبل إخوتنا من السريان حيث يعتبرونها اللغة الآرامية أو امتدادا للغة الارامية وبذلك يكون من الممكن إحتكار الجنة ! ولكن من الطريف رغم كل هذا فإن قسما كبيرا منهم لا يفهمونها وقد تقدر أكثر من 85% من المجموع . .
إذ اللغة السريانية في الحقيقة،  هي اللغة التي تكونت من مجموع اللهجات السامية في الهلال الخصيب ومن هذه الزمرة : اللغة الاشورية البابلية ، الكنعانية ، الابلوية ، الارامية والكلدانية بفعل عاملين إثنين وهما : الأبجدية الكنعانية والديانة المسيحية التي وحدت كل هذه الشعوب تحت راية الشعب السوري والأدق السرياني Syriac وفق المؤرخ البريطاني Arnold J. Toynbee الذي إستخدم هذا التعبير لأول مرة تاريخيا.
وخلاصة القول ، يريد البعض أن يؤكد شرعية وجود الكلدان حديثا باستشهاده من أن مار توما أودو – مطران الطائفة الكلدانية – في قاموسه الشهير والمطبوع في مدينة الموصل في عام 1897 صفحة 465 أعطى تفسيرا ل – الكلدان : ” بأنهم من الذين لهم دراية و علم بالأفلاك والنجوم ، واسم لأمة قديمة واليوم هو اسم للسريان المشارقة .” وهنا فكر وامحص في تفسيره قليلا ! إذ لم يقل السريان المشارقة اليوم هم الكلدان،  بل هذا إسم لأمة قديمة ولكن اليوم يطلق على السريان المشارقة وهم آشوريون وإن لم يقلها كونهمم سكان نينوى، وهنا ليكن واضحا أن مار توما أودو ينتمي الى العشيرة التي أنتمي اليها شخصيا – أنا آشور بيث شليمون – وإن كان كلداني المذهب أما هو نسبا ينتمي الى عشيرة تخوما الآشورية والتي ترجع أصولها الى أربيل المدينة الآشورية العريقة والتي فيها نشأت آخر مملكة آشورية باسم ” خذياب / حدياب ” حتى قدوم العرب .

………………………………………………
*   إن الشعوب في الهلال الخصيب من آشوريين بابليين ، عموريين كنعانيين ، آراميين كلدانيين شملتهم التسمية السريانية وهي تسمية جغرافية وليست تسمية إثنية إطلاقا عندما دخلوا المسيحية طوعا وإختيارا وقد عرفو بهكذا تسمية ولكن بعد الإنقسام المذهبي عرفوا ببعض الحكام وعلى سبيل المثل – تحت حكم بدر الدين اللؤلؤ الأتابكي ( 1211- 1259 ميلادية ) بالنصارى أو المسيحيين وعند الرحالة ماركو بولو /Marco Polo ( من القرن الثالث عشر ) و ابن خلدون ( القرن الرابع عشر ) عرفوا بالنساطرة واليعاقبة أيضا .
هنا نريد أن نثبت جليا ليس كل نسطوري ويعقوبي آشوريا حيث المذهبين جمعا من مختلف الأجناس البشرية ولكن ليس هناك أدنى شك بأن سكان شمال بيث نهرين أو بلاد آشور هم آشوريون جنسا وأرضا وتاريخا .
خاب الذين يريدون أن يطبلوا ويزمروا ب” السريان والسريانية ” لكي تتحول تدريجيا الى الآرامية التي كما قلنا مرارا أن الآراميين لم يحققوا شيئا في كل تاريخهم الطويل وإن دمشق حاضرتهم الأولى تعتبر اليوم – قلب العروبة النابض – يرجى من مروجيها الاكادميين من أمثال الدكاترة أسعد صوما وبيدروس كيفا أن ينقذوها من مخالب العروبة من أن يحاولا الإنقضاض على آشور والآشورية وهذا المؤرخ البريطاني Toynbee يقول : ” وإذ اجتاح الاسلام هذه الأصقاع عصف بها حتى لم يبق منها اليوم إلا صور – متحجرة لمجتمع سرياني منقرض.

** إن الجالية هذه كانت شبه ارسالية نسطورية في جزيرة قبرص قوامها من شعبنا الآشوري أي من شمال ما يسمى العراق اليوم  ومن منطقة أرزن/ أرزون تحيدا أي بطلان ما يدعيه بعض المتكلدنين اليوم بأنهم كانوا من الكلدان.

*** يرجى الإطلاع – مجلة المنتدى / القسم الانكليزي من العدد 3 ( 33 ) لشهر أيار لعام 1998 وعلى الصفحات 50- 55

أحدث المقالات

أحدث المقالات