تركوا عوائلهم ومصالحهم وأعمالهم وكل شيء والتحقوا بنداء الوطن وعقيدتهم ، بنداء الواجب المقدس ، بنداء المرجعية المبارك ، وقدموا ما قدموا من مآثر سيكتبها التاريخ والأجيال والحاضر والمستقبل بحروف من نور.
ويوماً إثر يوم ، يثبت الرجال من الحشد الشعبي العقائدي وجيشنا الأبطال أنهم أساطير حقيقية على الأرض تقاتل بشرف وغيرة وإيمان لإعلاء كلمة الحق والخير والإنسانية ، أساطير من نور ضد أوباش الإرهاب والظلام الداعشي ،على أرض الوطن.
فما تحقق من انتصارات عسكرية ضد داعش المجرم في الموصل ، وقبلها في مدن عراقية أخرى طيلة 3 سنوات تقريبا ، بعد دعوة المرجعية المباركة للجهاد الكفائي من أجل تحرير الأرض من دنس الأشرار هؤلاء ، يدلل بما لا يقبل الشك أننا على الطريق الصحيح وأننا نؤسس لمنظومة حقيقية للدفاع عن البلد وحمايته من كل سوء وشر بفضل خيرة من الرجال الذين تركوا كل شيء وجاءوا ليذودوا عن القيم والشرف والأرض والعرض والكرامة ، بعد أن تكالبت كل دول الشر والإرهاب علينا وأرسلت وعبأت وحوشها في الداخل والخارج ومدّتهم بالمال والسلاح والدعم اللوجستي وكل شيء ، في سبيل إسقاط البلد وتدمير شعبه وتركيعه والعودة به إلى الحقبة الديكتاتورية وتقويض تجربته الديمقراطية الفتية بكل الوسائل والأساليب الدموية والطائفية والإثنية الخبيثة .
ولكن اليوم تنقلب كل المعادلات المرسومة والخطط المدبرة والمؤامرات علينا ، بفضل أساطير عراقية عقائدية تقاتل في جانب وتقدم الخدمات والمساعدة لأهلنا المتضررين من إرهاب داعش ، في الجانب الآخر ، تغيرت الصورة اليوم فأصبح سكان مناطق نينوى والأنبار وصلاح الدين وجميع المناطق الغربية الوطنية الشريفة ، ينظرون للجيش والحشد نظرة فخر واعتزاز وأمان ، ويترقبون منهم النصر تلو النصر ليقضوا على آفة العصر داعش ومن معهم من جراثيم الإرهاب ، فما تحقق من مواقف مشرفة مع الأهالي والعوائل خلال المعارك وبعدها من مبادرات إنسانية ، رغم الصعوبات وظروف المعركة الشرسة ، أطاح بكل الإدعاءات المغرضة والسموم التي تبثها بعض وسائل الإعلام المدعومة من قبل بعض الدول والجهات الداعشية والتي أرادت أن تبث الفرقة بين الشعب الواحد فتصور للعالم الخارجي والداخلي أن المعركة التي تدور على أرض العراق هي معركة طائفية وليست معركة وطنية يشارك بها كل مكونات الشعب من كل المذاهب والطوائف والقوميات ، لأن الإرهاب لم يستثني أحدا ، وأنه يستهدف كل العراق لتأسيس دولة خاصة بمجموعة من الشواذ المجرمين والمأجورين والتكفيريين الظلاميين لكي يستعبدوا ويقسموا شعبا كريما متنورا يطمح بالحرية والديمقراطية والمدنية دون تفرقة وتقسيم أو استعباد .. لكن الأساطير العراقية الحقيقية من أفواج الجيش والحشد الشعبي التي تقاتل وتعمل وتضحي بالغالي والنفيس ،لم و لن تسمح لهم بتحقيق ما يصبون إليه بإذن الله ..
وهكذا .. بالأمس تحرر الجانب الأيسر من مدينة الموصل واليوم في جانبه الأيمن يندحر العدو الداعشي بسرعة تاركين فلولهم وأسلحتهم وتحصيناتهم هاربين ، ولم يبق لهم سوى أن يتحصنوا بالمدنيين العزل الأبرياء ، جبناً وهزيمة وسقوطاً يثبت أنهم مجرد فقاعة و سحابة كذبةٍ سوداء مرت على سماء البلاد وانقشعت بفعل الحضور الحقيقي المدوي للميامين من حشدنا ورجالنا الشجعان الذين اقتربوا كثيرا من خط الانتصار النهائي ، وختامها مسك بعون الله تعالى .