18 ديسمبر، 2024 11:53 م

أسئلة المأساة ، كربلاء في الأدب العربي الحديث

أسئلة المأساة ، كربلاء في الأدب العربي الحديث

استضافت جامعة القادسية(كلية التربية) الشاعر والناقد الدكتور “علي الشلاه” في محاضرة ، عنوانها (أسئلة المأساة …كربلاء في الشعر العربي) بحضور الأستاذ الدكتور ” إحسان كاظم شريف القرشي” رئيس جامعة القادسية، ونخبة من أساتذة الجامعة .وذلك إحياءً لذكرى عاشوراء .

ندخل كربلاء من بوابة الإبداع الإنساني
تحدث (الشلاه) قائلاً: ” إننا لا ندخل كربلاء من بوابة مذهب ، وإنما ندخل كربلاء من بوابة الإبداع الإنساني الذي احتفل به الشعراء في المدارس كلها ، وأننا نؤمن إيمانا جلياً إن ما تركه الحسين (عليه السلام)  في الأثر الإنساني ، وما تركه في الأدب يستحق أكثر من دراسة ماجستير ودكتوراه ، وما يطرح اليوم من رؤية هي احتفالية مأساوية حقيقية بغض النظر عن النقد الديني والمقدس في تناولنا الحسين (عليه السلام)، وأشار(الشلاه) إلى إننا نمتلك اليوم في بوابة القصيدة العمودية مئات الشعراء الذين كتبوا عن كربلاء ، ولكن هل ينبغي أن تحصى هذه الدراسات بوصفها كماً فقط ؟ هل ينبغي أن نشير إلى قصائد كتبت وهي مجرد شرحاً وتفسيراً للواقعة ، أم إن كثرة الكتابة عن الحدث الكربلائي يجعل عملية الدراسة تتجه باتجاه أولئك الذين يكتبون نماذج ونصوص استثنائية تستحق أن تدرس ويشار إليها .كذلك يعتقد (الشلاه) ان أولئك الذين كتبوا عن كربلاء جاءوا  بصور فنية جديدة هم أكثر بقاءاً من أولئك الذين كتبوا عن كربلاء وجاءوا بالحادثة التاريخية معتبرا إياه ان الحادثة التاريخية تتكرر عند كثيرين،
هناك من يريد ان يحاكم الأدب على وفق الرواية التاريخية
وأكد (الشلاه) ان من يريد ان يحاكم الأدب على وفق الرواية التاريخية هي محاكمة غير منصفة لأننا في الدراسات الأدبية نعتمد أسسا أخرى لمفهوم النصوص وقراءتها ،ومن ضمن الأسئلة التي أثارها (الشلاه)هي : كيف تناول الشعراء كربلاء؟ مؤكدا في ذلك “ان غالبية الشعراء تناولت كربلاء بوصفها جزءا من العقيدة ، وان استشهاد الحسين (علية السلام) كان جزءا من تتمة الرسالة الإسلامية ، وهؤلاء هم الشعراء الذين تعرفون وتعيشون قصائدهم كل يوم ، هناك شعراء درسوا الحسين بوصفه ثائراً ، وهنا نتحدث عن البعد ربما الواقعي في الثورة وكل شاعر درس كربلاء او نظر إلى كربلاء من موقعه هو، وأحيانا يتحول الحسين (علية السلام) لدى هؤلاء تبعاً لرؤيتهم الأيديولوجية ربما إلى رمز من رموز تلك الأيديولوجية ، وربما قصائد “مظفر النواب” واضحة الدلالة على انه ينظر إلى الحسين (علية السلام) من بوابة اليسار لا من بوابة الديانة ،
ماذا نريد من كربلاء ؟
ومن جانبه ذكر ايضا ” انه لم يجد نصا واحدا يتحدث عن كربلاء ، وعن الحسين (علية السلام) سلبياً حتى أولئك الذين يختلفون معنا ربما في الإشارات التاريخية والمدارس المتشددة نجد هكذا إشارات ، وقد يقع فيها مفكرون كبار كما حصل لأبن خلدون في المقدمة .لكن في النص الأدبي كان الشعر منحازاً تماماً للحسين (علية السلام)، ولا نجد لأي شاعر حديث او تقليدي أي انحيازاً للقتلة حتى أولئك الذين وظفوا القتلة بوصفهم موضوعة شعرية كما فعل “ادونيس” في “المسرح والمرايا” ، وتطرق (الشلاه) إلى النصوص التي زاوجت بين كربلاء وفلسطين ، وربما بين العراق والشام اعتماداً على مؤثرات سياسية كأنه أراد ان يقول “ان الشام هي الشام ، والعراق هو العراق” ، وهذا في حد ذاته تماهي سياسي مفتعل غير حقيقي لأن الحسين(علية السلام)لا يمكن ان يكون منتمياً إلى الأيديولوجية التي كانت تحكم العراق سنوات السبعينيات والثمانينات عندما اشتدت الخصومة بين حزب البعث في سوريا والعراق ،ولن يستثني بذلك (الشلاه) الشعراء الذين تماهوا بموقف شخصي ذاكراً الشاعر”عبد الرزاق عبد الواحد” في مسرحيته الشعرية “الحر الرياحي” وهو يعتذر اثر مواقفه المتقلبة ، و”عبد الرحمن الشرقاوي” ،و”قاسم حداد”و”محمد علي الخفاجي” واستثنى من ذلك المسرحية الشعرية ” الحسين ثائراً…الحسين شهيداً” وما عداها كانت قراءات ذاتية شعرية مضافة ، وفي الختام عاد َ بنا (الشلاه)إلى بداية الحديث حيث السؤال الأول: ماذا نريد من كربلاء، وماذا نريد من دراسة هذه الموضوعة ،ولماذا تهمل؟ .