سنتان ( كاملة ) تمرُ علينا .. دخلت ازمة وحرب الانبار ( اليوم ) عامها الثالث بتاريخ ( 27 – 12 – 2015 ) ولم نتذوق فيها طعم النوم لليلةٍ واحدة .. إطلاقات .. طائرات .. دبابات .. راجمات .. هاونات .. مدافع .. براميل .. أسلحة متوسطة وخفيفة وثقيلة من كل الأنواع أجهزت على ما تبقى فينا من حياة .. بيوتنا دمرت بالكامل .. مكتباتنا .. كتبنا .. ذكرياتنا .. أوراقنا . أحلامنا .. أمهاتنا واخوتنا واصدقاؤنا نتواصل معهم بالهاتف فقط .. مستقبلٌ مجهول وخرابٌ تام عام .. شامل كامل .. لنا ولأولادنا ولمدننا وجامعاتنا ومدارسنا وشوارعنا وجوامعنا وأزقتنا .. تهجير ونزوح وتشريد و( هجمان بيوت ) ووووو!! وجوه وشخصيات كانت قبل أيام تهتف ضد الحكومة أصبحت بين ليلةٍ وضحاها تحمل السلاح دفاعاً عنها .. قادةٌ سياسيون إعتلوا منصات ساحات ( الإعتصام ) بدأوا مرحلةً جديد في حربهم وهي إعلان الحرب من فنادق عمان وبيروت ودبي وتركيا والبعض منهم سيصبح قائداً ( للإقليم ) القادم : واليوم ظهر البعض منهم في الامارات من اجل تشكيل ائتلاف جديد للحفاظ على اهل السنة والجماعة : ماذا يجري حقاً وأهل الأنبار تحت وطأة القصف والمنع والتهجير والدمار المبيت ضد بنيتها التحتية والقضاء على مستقبل أبنائها .. مع هذا يستغل الكثير من خونة الوطن هذا الأمر كي يحصدوا أصواتاً لهم في كل يوم نقترب فيه من الإنتخابات المقبلة .. تنديدات كاذبة وإحتجاجات في الخفاء وعجلة الحرب تحصد برقاب( الأنباريين كل دقيقة ) هل ستتمكن الدولة من القضاء على المسلحين في الأنبار !أقول ( نعم ) لكن بعد أن تتحول الأنبار إلى مقبرةٍ كبيرة لانَّ الّذين خططوا لهذه الحرب لم يخططوا لها جيداً ولم يضعوا في حسبانهم أنها ستكون داخل المدن وفي خارطة الوطن الواحد والمتضرر الأول والأخير منها هم المدنيون العزَّل .. أما كان من الأفضل النظر إلى الأمر من جانبٍ آخر بدل توريط الجيش في حربٍ بين الأخ وأخيه .. الكلُّ يتاجر بدمنا ومصيرنا ومستقبل الأنبار لكنه لا يعلم أنَّ خراب الأنبار ودمارها يعني خراباً أبدياً للعراق ونهجاً مبرمجاً لتقسيمه وتقطيع أوصاله .. كأن اهل ( الأنبار ) اليوم يعيشون في مجرة أخرى .. غير مجرة درب التبانة أو كوكب آخر !! والأنباريون ( اليوم ) هم أصحاب القرار في أن تضع هذه الحرب أوزارها