8 سبتمبر، 2024 2:31 ص
Search
Close this search box.

أزمة مفوضية الانتخابات غير المستقلة: صراع السيطرة وطموح التغيير..

أزمة مفوضية الانتخابات غير المستقلة: صراع السيطرة وطموح التغيير..

ما فتئ العراق يخرج من أزمة حتى يدخل في أخرى، ولذا أصبح اليوم يتصدر دول العالم في الأزمات، سواء السياسية او الامنية او الاقتصادية وغيرها.. وهـا نحن اليوم نعيش في ظل أزمة مفوضية الانتخابات ونفاق السياسيين الطامحين للسيطرة على السلطة لخدمة مصالحهم الحزبية والشخصية، ولا يهمهم حال البلاد وما يعانيه الشعب من انعدام الأمن والاستقرار وتردي الأوضاع الاقتصادية وسوء الخدمات وغيرها من المشاكل وما أكثرها في بلادنا.

إن الازمة الحالية، التي باتت تترنّح بين خلافـات الكتل السياسية داخل مجلس النواب، ونقاشات الحكومة، الذي يكشف عن عمق المشكلة السياسية التي تعانيها جميع إطراف العملية السياسـية، وتمسك أعضاء المفوضية بمناصبهم، يعطي صورة حقيقية لما وصل اليه حال البلد!!.

ان ما يجري الان في العراق من صراع سياسي يدل على ان الأسس التي بنيت عليها العملية السياسية غير متينة، وأوصلت البلد لهذا الواقع الذي تسبب بمشاكل لا حصر لها. والجميع يعلم ان هذه المفوضية جاءت وفق محاصصة حزبية مقيتة، أدت الى النتائج الكارثية للانتخابات السابقة، وجعلت الأوضاع تنهار، كادت تأتي على الأخضر واليابس. فمجلس المفوضين عبارة عن مجموعة من ممثلي الأحزاب الحاكمة، وإدارتهم لهذه المفوضية كانت فاشلة وتلاعبهم بنتائج الانتخابات قادت الى ظهور شخصيات تتحكم بالوضع السياسي الراهن.

إن السبب الرئيس فى الأزمات السياسية والصراعات التي تعصف بالبلد هو الدور السلبي للإدارة الأمريكية التي جاءت بالديمقراطية المزيفة وأسست عملية سياسية “مشوهة” و”عرجاء”، أثرت على حاضر ومستقبل البلاد، ثـم يأتي الدستور، الطامة الكبرى، الذي ما زال مفخخاً وينبأ بمستقبل مليء بالأزمات، فالدستور قد أعطى صلاحيات كبيرة وخطيرة بيد أناس ليسوا أهلا للمسؤولية وحكموا مصير العباد والبلاد، وتشكيل هيئة وكيانات وفق المحاصصة الحزبية التي دمرت مستقبل العراق في بناء مؤسسات دولة حقيقية وغيرها من مشاكل التي عجز الدستور عن معالجتها وبقيت مبهمة ستؤدي حتما الى أزمات مستقبلية اخرى.

ان الأسس المنطقية لبناء اي دولة يبدأ من مفوضية انتخابات نزيهة، ومهنية، ومستقلة، وقانون انتخابات عادل يأتي بأناس أكفاء وشرفاء ووطنيين يعملون على تغيير الأوضاع المأساوية وبناء دولة وفق معايير صحيحة وعادلة.

ان بقاء هذه المفوضية بوضعها الحالي، يعطي دلالة غير قابلة للشك بأن الحال سيبقى على ما هو عليه ولن يكون هنالك أمل بالتغيير او تصحيح الواقع المؤلم الذي نعيشه.

عموماً، حتى وأن خرجنا من هذه الأزمة، فإن كوارث العملية السياسية كثيرة، ومسارها طويل ومليء بالمفاجآت، والمستقبل القريب شاهد حي عما سيجري بفضل القيادات المتصارعة على نهب خيرات هذا البلد الجريح…

وللحديث بقية…
نقلا عن العالم الجديد

أحدث المقالات