8 أبريل، 2024 5:36 ص
Search
Close this search box.

أزمة رجال أم أزمة سياسة …؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

تعاني بعض الدول أزمة سياسة , وتعاني دول أخرى أزمة رجال ؟
وأشد الدول محنة وأبتلاء هي من تعاني من ألاثنين ؟
والدولة التي تعاني من أزمة رجال لابد لها من أن تعاني من أزمة سياسة لآن السياسة أنتاج عقلي , وعقول الرجال والنساء هي أدوات أدارة ألازمة ؟
ولقد كانت بلقيس ملكة سبأ من أحسن ألامثلة التاريخية التي تمتلك عقلا لآدارة ألازمة قال تعالى عن سبأ :” لقد كان لسبأ في مساكنهم أية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم وأشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ” – سبأ – 15- وعن بلقيس قال تعالى :” أني وجدت أمرأة تملكهم وأتيت من كل شيئ ولها عرش عظيم ” – النمل – 23- وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لايهتدون ” – 24- ثم يقول تعالى :” قالت يا أيها الملؤا أني ألقي الي كتاب كريم ” -29- أنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم – 30- ألآ تعلوا علي وأتوني مسلمين – 31- قالت يا أيها الملؤا أفتوني في أمري ماكنت قاطعة أمرا حتى تشهدون -32- وهنا يتضح العقل الشوروي في مواجهة ألازمات ومعرفة كيفية حلها من خلال أشراك أهل الحل والعقد وعدم التفرد بالقرارات المصيرية , نحن اليوم في العراق عندنا برلمان ومجلس وزراء ومجلس قضاء , ولكننا لانمتلك أدارة أزمة , لآننا لم نعتمد أختيار العقول في تلك المواقع الثلاثة ولا في غيرها من المؤسسات الساندة في الدولة , ولذلك تركنا ألازمات تتكاثر كتكاثر غيوم الشتاء بلا مطر رغم رعدها وبرقها الذي يصم ألاذان ويخطف ألابصار ؟
أنني أخترت مثال بلقيس ملكة سبأ لآنها كانت مثال المرأة الحاكمة صاحبة العقل التي لم تكن تعمل برأيها دون أستشارة ألاخرين من أهل الحل والعقد وهم موجودون في كل أمة وكل شعب , وشعبنا العراقي عنده وافر العقول ولكنها مهمشة لم تجد طريقها الى مواقع الحكم والمسؤولية بسبب مراهقة أحزاب السلطة التي تقوقعت على نفسها وطغت عليها أنانيتها فحرمت الدولة والحكومة من نعمة العقول , ومن يحرم من نعمة العقول يصبح فريسة لآطماع الدول وتصبح دولته مقبلة على ألافول ؟
أننا في العراق اليوم نشهد تكاثر ألازمات وهي أزمات حكم وسياسة , ما نخرج من أزمة ألا ونقع في أخرى , حتى أصبح الحكم عندنا مدمنا على أختلاق وأفتعال ألازمات , وألازمة أنواع:-
1-  منها أزمات سياسية ؟
2-  ومنها أزمات أقتصادية ؟
3-  ومنها أزمات أمنية ؟
4-  ومنها ألازمات الصحية ؟
5-  ومنها أزمات أجتماعية , وألازمات ألاجتماعية تنقسم الى :-
أ‌-     أزمة أخلاقية ؟
ب‌-                      أزمة عشائرية ؟
ت‌-                       أزمة ألايتام ؟
ث‌-                       أزمة ألارامل ؟
ج‌- أزمة العنوسة ؟
وكل هذه ألازمات اليوم متوفرة في العراق بنسب متفاوتة مما يتوجب على من هم في الحكم أن يركزوا جل أهتمامهم على معالجة هذه ألازمات , فالحكم الصالح يعرف بقدرته على معالجة ألازمات لا على رفع الشعارات ؟
أن ألاختلاف الداخلي كان دائما هو المسؤول عن تدخل ألاخرين وما ألاحتلال ألا مثلا عمليا صارخا لايحتاج الى دليل على وهن الحكم نتيجة عدم التلاحم الداخلي ؟
واليوم عندما نعيد الكرة في أظهار خلافاتنا الداخلية على حساب ما ينتظرنا من مواقف في المحيط ألاقليمي والدولي فأننا نكتب على أنفسنا فشلا غير مبرر في أدارة الدولة , والفشل في أدارة الدولة يعني الفشل في أدارة ألاجتماع والسياسة وألاقتصاد وألامن وفي كل شيئ , وهذا يعني بدون مبالغة الذهاب الى التفتت والتبعثر والضمور , وضمور أي دولة يعني دعوة الدول ألاخرى للسيطرة عليها وأبتلاعها وتضييع هويتها وقتل طموح أهلها وأستلاب كرامتهم , ونتائج من هذا النوع وهذا المستوى تحرك ألانفعال وألانفلات وتقود الى المجهول , والمجهول دائما لاتحمد عقباه ؟
وأهل العراق اليوم ليسوا أهل العراق في الثمانينات ولا التسعينات من القرن الماضي , وهم أكثر قوة وشكيمة ولن يسمحوا لبلدهم أن يظل لعبة بيد من لايعرف السياسة ولا يعرف ألاجتماع , ومن ينشغل بهمومه الخاصة ومصالحه الحزبية والشخصية عليه أن يكون خارج أطار اللعبة السياسية وحواضنها من برلمان وحكومة ومؤسسات دولة مدنية وعسكرية , وهذا ألامر تمليه أحقية الشعب في تقرير مصيره وألانتصار لمستقبله والحفاظ على هويته الوطنية التي تعلو على كل الهويات الفرعية وألاثنية من حزبية وطائفية وعنصرية ؟
أننا في مهب رياح دولية عاتية , ومن لايثبت أركان بيته وأعمدة داره وأركان مجتمعه وثوابت سياساته لايكون له دورا معترفا به وتصادره ألاطماع الكبيرة والخطط بعيدة ألامد في الموائد المستديرة التي يعلن أصحابها ألانتصار بعد كل جولة ؟
أن من حولنا همسا له أصداء في أمارات صغيرة وممالك عجوزة وسلطانيات تحن الى أرث طوته ألايام , ومن بيننا من ينتهز الفرصة لتحقيق أحلام مكبوتة ونعرات محبوسة وأماني ليس لها في خريطة الدول موضع أعتراف فهو يستجدي الحصانة من غيره ويبيع الوطن بأرخص ألاثمان ويصاحب الشيطان لتحقيق ذلك ؟
ومن يعرف كل هذه المواقف لايحق له أن يسعى لعنوان غير عنوان الوطن ولا لهوية غير هوية ألاجتماع العراقي الموحد ؟
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب