قد يتبادر لذهن القارئ ماهي العلاقة بين خط نقل الموظفين من محل سكناهم الى مقر عملهم في الوزارة أو المؤسسة أو الدائرة التي يعلمون بها خدمةً لوطنهم والمواطنين ,وخط مستقبل العراق ومن أين تبدأ نقطة الشروع بينهما؟أن الخط هو حالة مصغرة لما يعانيه العراق من أزمات التردد في الأمزجة والأهواء في تحديد المواقف ,كل يوم هنالك مشكلة في خط نقل الموظفين حتى تحول لأزمة بين الشد والجذب ,الا يكفي ما نكابده من مشاكل ومحن فثماني أشخاص في خط لنقل الموظفين غير متفقين مع بعضهم يتشاجرون على الصعود يتساجلون يختلفون في الرؤى والأفكار …انه خط ليس ألا ,كل منهم يحتاج لحالة فهم ولون ومزاج خاص ومعين ,كيف سيتفقون على الثوابت؟كيف يثبتون على المواقف ؟متى يتسامون على جراحهم وينغمسون في التضحية من اجل البلد؟ متى يتركون التلِ وينزلون لساحة الميدان ؟جميعهم يرفعون شعار شعلية ومعلية ,الى أين ستقودنا هذه الشعارات ؟متى يتحول نقاشهم لفهم ما يجري على مستوى الجراح والتحديات التي نعيشها ؟أي محنةٍ تلك التي يبتلى بها المصلح في الوطن ,هنالك أزمة وعي تحولت لظاهرة في مجتمعنا ,أزمة في المنظومة القيمية ,أزمة في الثوابت ,أزمة في التصالح والتصارح مع الذات,أزمة في نصرة الحق والمظلومين,أزمة في الوقوف مع المستضعفين والضعفاء بوجه الطغاة والمستبدين,أزمة الرضوخ دون أن يكون مجبر المرء على فعل ذلك ,متى نقف مع المصلح في مشروعه الإصلاحي ونحن نتمرد على الذات ونختلق شيء من لاشيء ؟ كيف تدار الأمور من المسؤول عن هذا الجهل في الفكر والمعرفة؟هل هو المثقف الذي فضل الانطواء في زاوية العزلة لأن الاجواء غير أجوائه والظروف جاءت بما لا تشتهي السِفن ُ ؟هل لازال صوت المطرقة والرصاص والأواني يخيم على صوت الحكمة ؟أم بسبب رجال الدين الذين فسروا الدين بما تشتهيه أنفسهم بفتاوى القتل,باعوا واشتروا بالدين وزيفوا الحقائق وشوه الإسلام بعناوين عديدة,أم أن هناك بعض النخب التي يعول عليها لقيادة الأمة تعيش حالة العزلة والفوقية مما جعل بينها وبين الجماهير هوة كبيرة لا يمكن ردمها وجليد يعصب ذوبانه ,هل لازلنا نغوص في سبات النوم ونرفض أن نستفيق ونستيقظ منه؟لازالت آليات المصلح غير متوفرة ,يقول ميخائيل نعيمة (قبل أن
تفكروا في التخلص من حاكم مستبد, فكروا في العادات والتقاليد والشهوات السود التي تستبد بكم ) نعم علينا أن نتخلص من عقدنا ومن تراكمات الماضي المليء بالآهات والحسرات مع الاستفادة من التجارب فمن غير الممكن النظر للمستقبل دون فهم حوادث الماضي وأخذ العبر منها.