23 ديسمبر، 2024 3:42 م

أزمة ثقة بين الإعلام والموطن العراقي

أزمة ثقة بين الإعلام والموطن العراقي

أن دور وسائل الإعلام هو نشر الحقائق وإيصال المعلومات الدقيقة للمتلقي ونقل الأخبار والآراء والأفكار من أجل زيادة المعرفه لدى الفرد بكل مايدور حوله من أحداث سياسية واقتصادية و اجتماعية… حتى يكون على قرب من هذه التغيرات والتطورات المتسارعة.
فالإعلام الآن يلعب دوراَ كبيراً أكثر من السابق في تغيير المفاهيم والقيم … خصوصاً في بلد مثل العراق تحول من نظام دكتاتوري إلى نظام ديمقراطي مزقته المحاصصه الطائفية والإرهاب . بفضل هذه الديمقراطية ! تم إنشاء العشرات من القنوات الفضائية والاذاعات والصحف والمواقع الإلكترونية , كلها اسست على أساس حزبي تعمل من أجل تحقيق أجندات الجهات التي تتبع لها و بإبمكانك معرفة هذه القناة الفضائية تمثل أي حزب او أي إتجاه سياسي من خلال نشرةالأخبار الخاصة بها , ومعرفه هذا الموقع يمثل أي جهة من خلال العناوين الموجوده فيه وهكذا كل هذه المؤسسات الإعلامية الرسمية وغير الرسمية , قد أخفقت في الدفاع عن مصالح العراق , لأنها قدمة مصالح القائمين عليها فوق مصلحة الوطن والمواطن , وكان شغلها الشاغل هو تسويق الخلافات وزرع الفتن بين مكونات الشعب العراقي , واستخدمت لذلك كل أساليب التظليل والخداع لتحقيق أهداف الإرهاب بصوره مباشره او غير مباشره . وكان ولازال هذا الإعلام بكافة وسائله شريك أساسي مع الإرهاب في استباحة الدم العراقي من خلال تركيزه على جرائم معينة حيث يجعل منها قضية تطهير طائفي وحرب ضد مكون معين . وتغض الطرف عن مجازر الدواعش اليومية والتي راح ضحيتها الالاف من الأبرياء في سجن بادوش ومجزرة سبايكر و مأساة الإيزيديين في جبل سنجار وتهجير المسيحيين وقتل المئات من أبناء العشائر في محافظة الانبار وغيرها من الجرائم التي لاتعد ولاتحصى . بالمقابل كانت هناك الكثير من القنوات الفضائية والصحف اليومية والمراكزالإعلامية التي تحاول محارب الإرهاب الداعشي إعلامياَ والحد من تأثيره بالأغاني الفارغه والبرامج والتقاريرالإخبارية الغير واقعية والتحليلات الروتينيه الممله التي لا تنفع ولاتظر . مع تكرار نفس الوجوه البائسه كضيوف لتحليل الوضع الأمني بصوره سطحية خالية من أي حلول او أفكار جديه .

الإعلام الوطني ! الذي يدافع عن العراق وشعبه يتستغل سذاجة بعض القاده الأمنيين ويطلب منهم الإدلاء بتصريحات بحجة تطمين الجمهورعن الوضع الأمني , وهذه التصريحات تعتبرها أضعف دوله بالعالم معلومات مهمه لايمكن إفصاحها لوسائل الإعلام حتى لاتستغلها الجماعات الإرهابية . مثال على ذالك أن قائد أمني برتبة لواء في وزارة الداخلية يصرح لوسائل الإعلام قائلاَ ,غداً نقوم بإرسال لواء عسكري إلى المحافظة الفلانية من أجل قتال داعش ومسك الأرض وكأنه بهذا الفعل يطلب من الجماعات الإرهابية (داعش) أن يستعدوا لنصب الكمائن وتصفيتهم بالطريق . وقائد آخر في وزارة الدفاع يقول سوف تكون وجهتنا التالية هو تحرير المنطقة الفلانية ويصرح بكل تفاصيل الخطة العسكرية لوسائل الإعلام قبل يومين من الهجوم على هذه المنطقه المراد تحريرها .

هذاهوإعلامنا الحكومي والخاص يستمر بنقل الأخبار ويقوم بتوظفها لخدمة جهة معينة ويحللها بما يتناسب وتوجهات السيد المدير العام (البعثي او الطائفي او الحزبي او الإرهابي) فتضيف وتحذف وتظهر الماده الإعلامية في التوقيت المناسب وتحاول افناع المتلقي الذي فقد الثقه بهذا الإعلام الفاشل المتخبط الغير مهني .