18 ديسمبر، 2024 9:57 م

أزمة الهوية الوطنية في العراق بين التمذهب والتحزب

أزمة الهوية الوطنية في العراق بين التمذهب والتحزب

سؤال يطرح نفسه اليوم , لماذا الهوية الوطنية العراقية غيبت بل تم قتلها ؟!والا ما معنى التصور السائد في الشارع العراقي بان العراقين لا يقاتلون الا بفتوى دينية كانما دفاعنا ضد شراذم الدواعش التكفيرية مجردة من الهوية الوطنية في حين ان فتوى المرجعية طابعها وطني قبل ان يكون دينيا فمن لبى نداء المرجعية للدفاع عن العراق وحملوا السلاح طوعاً وهم لايملكون شبراً فيه اهلهم في الجنوب ونفروا للقتال في غربه ليس لهم اهل ولا اقارب هناك الا بدافع وطني محض (فالحشد الشعبي دعت له المرجعية الدينية واستجاب لها العراقيون الشرفاء ….محمد رضا عباس) ولماذا ساسة فاسدون يعادون الحشد ويطالبون بحله مصورين الحال كانما الدفاع عن العراق هو صراع طائفي بين جند الخلافة الاسلامية السنية وبين جند المرجعية الدينية الشيعية,وطرف سياسي اخر غيب عن عمد تضحيات جهاز مكافحة الارهاب والفرقة الذهبية وخبراء المتفجرات وبعض فصائل الجيش العراقي , فاين وضعت وطنية العراقيين الذين قاتلوا في فلسطين وسوريا وخاضوا حربا ضروسه مع ايران ل8 سنوات ولم يلتفتوا للدعوات الطائفية لان ايران من نسخهم ؟ّ!اليس هذا التصور بغياب الهوية الوطنية مرده ساسة باشخاصهم واحزابهم وكتلهم ؟! ارتبطوا بدول الجوار الاقليمية باعوا وطنهم ووطنيتهم الى الدول الاقليمية المجاورة فحرصوا على مصالحها اكثر من مصلحة بلدهم فنتج التشظي والضياع والتمزق بين مكونات الشعب العراقي بحيث اصبحوا لا يجمعهم جامع ولا يوحد موحد …نعم انها هشاشة وفضفاضة وضع العراق الداخلي.
لقد تفاقمت ازمة الهوية الوطنية في ظل نظام المحاصصة الطائفية والعرقية وجعلونا لنكتشف فجأة بأننا نعيش بلا هوية وطنية في وطن مقسم بدون تقسيم ، تحكمنا الطائفية والمذهبية الدينية والعنصرية القبلية…فاصبحنا بدون مشروع وطني ونختم كل اعمالنا بخطاب الكراهية والحقد والتعصب، فاوصلتنا هذه الحالة الى يأس وإحباط وتأزيم ، وبقينا نتفرج على نهاية مصيرنا المحتوم بالصراع بين التمذهب والتحزّب ووصلنا مع كل ذلك إلى طريق مسدود …المصيبة ((الاسلامي والقومي يصرحون بالوطنية والمواطنة والوطن واديولوجياتهم لا تؤمن بالعراق دولة واتحدى من يقول ان بالعراق حزب او تنظيم يؤمن بالعراق كوطن بعيدا عن القومية والدينية.. فالمضحك ان نجد وطني يدعي انه ليس قوميا ولا اسلاميا وبنفس الوقت يقبل بان العراق جزء من مؤسسة قومية عنصرية فاشلة كالجامعة العربية.. وان الدين الرسمي للعراق الاسلام وان هوية العراق عربية (فنحن شعب يسير في الأتجاه المعاكس, استبدلنا الوطن بالطوائف والمذاهب, ودين الله بعقائد الفساد…سجاد تقي كاظم)) فاصبحنا ممزقين واصبح الفشل فينا مركب ومعقد .