22 نوفمبر، 2024 6:56 م
Search
Close this search box.

أزمة الموازنة الامريكية من زاوية أُخرى

أزمة الموازنة الامريكية من زاوية أُخرى

بشيء من الصبر والكثيرمن التمعن في قراءة أزمة الميزانية الامريكية الحالية والتي تهدد الاستقرار الداخلي للولايات المتحدة الامريكية وتعصف بثوابته الاجتماعية وتنذر بأمكانية ظهور طبقات إجتماعية وسياسية جديدة قد تنبثق عن الشارع الامريكي المثقل بالمشاكل الاقتصادية والحياتية اليومية ، فأننا نجد أن هنالك سخطاَ وغضباَ يحمله مفكرون ومنظرون أمريكيون ضد أوباما وحزبه وحكومته ، حيث يجد هؤلاء إن أوباما وفريق عمله في الحكومة الامريكية قد أحدثا خللاً كبيراَ بالهيبة الامريكية وسطوتها عالميا في فترة عالية الحساسية والأهمية تمر بها شعوب المعمورة حيث تعصف بالعالم تقلبات فكرية وسياسية وثورية شاملة ومتسارعة وغير منضبطة وهي تجري وفقا لمعايير غير واضحة او مفهومة بالنسبة للحكومة الامريكية الحالية والتي أظهرت فيها حكومة الرئيس الامريكي باراك أوباما تخبطها وعدم القدرة على تحليلها بشكل واقعي سليم .
فهنالك شريحة كبيرة من المجتمع النخبوي الامريكي يرون إنه ليس من اليسير على الأمة الامريكية تقبل أراء الرئيس الروسي بوتين إتجاه دولتهم بعد مواقفه المتكررة من الأزمة السورية ورفض الحلول الامريكية وما نُشر في الصحف الامريكية من مقال له ، يجدون فيه مساسا وتطاولاَ من ضابط سابق في المخابرات الروسية على الهيبة الامريكية .
وكذلك فشل الادارة الامريكية في إتخاذ موقف صلب وواضح مما قام به الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري الشجاع في ٢٠١٣/٦/٣٠ من إنحياز للإرادة الشعبية المصرية والإطاحة  بنظام حكم الاخوان المسلمين في مصر والذي هيأ له الأمريكان الظروف والمناخ السياسي لسنوات عدة ، بالرغم من ألاستخدام الامريكي لكل ما بجعبته من وسائل التهديد والضغط ،
وكذلك فشل أوباما وحكومته وحلفاؤهم في حسم أمرهم بشأن الأزمة السورية من خلال عمل عسكري موحد ربما يرمم جزء من العطب الواضح في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وايضاً تهاوي المكاسب الامريكية في العراق وأفغانستان لاسيما بعد صفقات الحكومة العراقية مع الروس لشراء الأسلحة ،
وبالنسبة لمشروع إيران النووي وتبني إيران ورئيسها الجديد روحاني مناورات سياسية جديدة وبمفاهيم عقلانية رصينة وذكية مما احدث إنجازا وتفوقاً في الموقف الإيراني على المستوى الدولي وأسهم بتغير موقف فرنسا كذلك من موضوع الحرب على سوريا ، وحتى الانقلاب الخفي المعالم في قطر شرب الأمريكان من مرارة بواعثه ، كونه جاء في مرحلة تفاقم الخسائر السياسية الامريكية على المستوى الدولي .
كل هذه المبررات تكفي بالنسبة لمفكري أمريكا ومخططي سياساتها الذين يعيشون في الغرف المظلمة وبعيدا عن الأضواء والكاميرات ، للارتياب والحذر من سياسات الادارة الامريكية الحالية ، لان المصالح الاستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة الامريكية يجب أن يكون لها أعتبارات موزونة ومدروسه بشكل اكثر عمقاً ودقة مما هو عليه الان وإن هذه المصالح تتغذى من منابعها وراء البحار لتغدق ثمارها على الداخل الامريكي وليس العكس .

أحدث المقالات