16 سبتمبر، 2024 10:14 م
Search
Close this search box.

أزمة القيادة في الحركات الاسلاميةالعراق انموذجا

أزمة القيادة في الحركات الاسلاميةالعراق انموذجا

تعيش الحركات الاسلامية السنية والشيعية على حد سواء. أزمة قيادة. تتمثل دوما بسيطرة قيادات تاريخية على قيادة تلك الحركات. تكتسب صفة الرعاية والمراجعية اكثر منها صفة التنظيم والقيادة . مما رسخ انطباعا لدى كوادر تلك الحركات قبل عموم المجتمع. ان تلاشي تلك القيادات سيعني بالضرورة نهاية تلك الحركات. في متلازمات تخلو من المنطقية . الامر الذي يشير الى سر وسبب انغلاق وانعزال تلك التنظيمات عن بيئاتها الحاضنة والمحيطة. . وإذا كان هذا التوجه مقبولا في الأوساط الشيعية. بحكم التقليد لمرجعيات دينية محددة. فان المنطق يفرض سؤالا محددا عن سبب وجود هذه الظاهرة في الوسط السني. والمتتبع للحالة الشيعية يجد ان فيها. شذوذا عن القاعدة ان صح التعبير. لكن لا يخلو من منطق يفسره. فتجد ان حزب الدعوة. يتمسك بالمالكي. كونه يمثل شخصية قوية حكمت العراق لدورتين متتاليتين وبظروف عصيبة والشخص لازال مدعوما من جهة إقليمية مؤثرة – ايران – ويقود ائتلافا برلمانيا فيه -100- نائب ويعتبر مر شُحا وفرس رهان لازال يحتفظ ببريقه للمرحلة المقبلة. وقد أسندت اليه قيادة الحزب بعد فوزه برئاسة الحكومة الاولى خلفا للجعفري الذي أخذ بدوره ايضا الأمانة العامة لحزب الدعوة مع رئاسة الوزراء آنذاك . ما أعطاه زخما وقوة امام كل الأطراف السياسية الاخرى . والمجلس الأعلى ايضا. لازال يحتفظ بالحكيم كوريث لقيادة تاريخية مدعومة من ايران كذلك. وتحظى ايضا بقبول غربي وترحيب خليجي و عربي. بل ترجح معظم الأوساط المختصة ان الرجل وحزبه سيحكم العراق في الدورة المقبلة. وبتأييد دولي واسع. وان كان اليوم ايضا متربعا على مركز النفوذ الاول في الساحة العراقية. لكن كما أسلفنا فان وجودهم على راس تلك الحركات والأحزاب ينطلق من فلسفة واقعية. لها ما يبررها. اذ يشكل وجودهم على راس تلك التنظيمات نقطة قوة أساسية تدعم تلك الحركات وتلك القيادات على حد سواء. فلابد من اخذها بنظر الاعتبار. ولا يصح التغافل عنها اوالتجاهل لها. اما على الصعيد السني في العراق. فليس لدينا كثرة او وفرة في سوق الشواهد والأمثلة. فحركة الاخوان في العراق لازال يتربع على عرش قياداتها. وكذا الحزب الاسلامي الذراع السياسي لها. قيادات تاريخية تجاوزت أعمارهم الثمانين بنيف. ولايجد الباحث سببا وجيها لذلك. فهل خلت تلك الحركات من كفاءات قيادية اكثر تأثيرا. وحيوية. ؟؟ ام هل تمتلك تلك القيادات القديمة قوة سياسية؟؟ اوهل انها محل ترحيب ودعم دولي. ؟؟ او لعلها تتبوأ مناصب عليا. تشكل عامل قوة لها وللتنظيمات التي تقودها . . ؟؟ ام هي شخصيات معتبرة لها مكانها في الأوساط الجماهيرية ؟؟؟ او ان لها امال سياسية في قيادةالجمهور واكتساح الانتخابات. ؟؟؟ ام انها تعيش فعلا. أزمات في إطار القيادة كما في دول مثل مصر وتونس وغيرها. ان الحقيقة التي لا تريد ان تواجهها تلك القيادات انها رسخت عند الاتباع مفاهيم خاطئة تتمثل في الشعور بالضعف والخوف من التغيير والعيش تحت مظلة الرعاية. ان الأحزاب السياسية في كل العالم. تختار قياداتها على أساس من الفلسفة المعقولة والمقبولة. الا في عالمنا العربي والإسلامي اذ تتحول تلك الخيارات الى أشياء غير مفهومة الا في أوساط تلك الحركات. ومايعقلها. الا العالمون. وبتبريرات تنفع للاستهلاك الداخلي لتخدير عقول الاتباع. ولعل الامر الوحيد الذي يمكن الجزم به ان تلك الأحزاب والحركات اذا لم تتغير في اليات التعاطي مع من يكون في قيادتها من ابناءها على أساس من الرؤية المقبولة والمعقولة لدى الجميع داخل وخارج كوادرها وعناصرها. ستستمر بنزف القيادات والكفاءات التي تمتلكها. وستنكفئ على نفسها وتنكمش على اتباع معدودين. في المجتمع.

أحدث المقالات