18 ديسمبر، 2024 5:52 م

أزمة السلطة وضياع حقوق الوطن

أزمة السلطة وضياع حقوق الوطن

يتمنى الناس ان تكون الاحاديث والتصريحات التي يطلقها المعنيين بادارة الدولة والعملية السياسية ونخبها ذات قيمة وفعل حقيقي وطني يهدف الى اصلاح قواعد ومنطلقات واسس العملية السياسية والنظام السياسية بالشكل الذي يسهم بفعل متحقق في التخفيف عن كاهل المواطنين ويحقق شيئ من رغباتهم ومطالبهم وامالهم وتطلعاتهم في بناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة يعم فيها الخير على الجميع وبدون تميز بعد ان سئمت الناس الوعود والاحاديث والتصريحات غير المجدية و الغير الصادقة التي يسمعونها من القادة والسياسيين سرعان ما تتبخر وتسقط في عالم النسيان لانشغالهم بمصالحهم السياسية التي تحقق لهم مصالحهم الشخصية بعيدا عن البناء الحقيقي للدولة بكل مؤسساتها خاصة المؤسسات العلمية والتربوية المراد تدميرها على الاخر بعد ان ضعف وحجم ونحسر دور المؤسسات الثقافية والادبية والفنية بسبب تجاهل هؤلاء القادة والسياسيين ومن يحكم احتياجات و مصالح ومعاناة المواطنيين بعد ان زاد فقرهم وكبرت وكثرت وتوسعت احتياجاتهم ومعاناتهم، بدل تقديم الخدمات وأتاحة فرص العمل لهم وتحسين أوضاعهم المعاشية والانسانية والامنية والكل من هؤلاء القادة والسياسيين يدركون ويعون وبشكل دقيق خطورة الاوضاع في العراق ، و نحن نتكلم عن الاوضاع الداخلية التي بات اكثر سوء من الاوضاع الخارجية، علما ان المواطن البسيط لاتهمه العلاقات الدبلوماسية ولا السياسية الخارجية لبلده اكثر من تأمين لقمة عيش اطفاله في وقت تعصف فيه الازمات الاقتصادية والاجتماعية والامنية ونحن نراقب كيف اصبح حال المواطن مع اول ازمه مالية او امنية او اقتصادية وشاهدنا كيف تهرول الحكومة وتقوم بالاستقطاعات من مرتبات الموظفين البسطاء والمتقاعدين بدل تحسينها و الذي أنعكس بالضرورة على مجريات حياتهم أليومية بكل تفاصيلها بعد ان تبخرت الميزانيات الانفجارية وكأن العراق بلد معدم فقير وليس من اغنى دول المنطقة ان لم نقل دول العالم، هذا البلد الذي اصبح سوق لتصريف البضائع الاقليمية والعالمية بل هناك دول جوار تعتمد على العراق في ميزانياتها المالية بعد أن كان طموح وأمل العراقيين من كل الشرائح والفيئات وفي القطاعين الخاص والعام والكسبة وجميع المواطنين أن تتحسن أوضاعهم المعشية وينعمون بخيرات بلدهم، لكنهم واجهوا العكس من ذلك بعد أن أجهز الفساد والفاسدين على قوت الناس.
البعض يتساءل، ماذا ينتظر الناس من أمثال بعض سياسيين المصالح الشخصية، هل ينتظر منهم ظهور مشروع وطني حقيقي من اجل البناء والأعمار والتغير على ارض الواقع العملي لنجدة العراقيين الذين أصبح سوادهم يسير جنبا إلى جنب مع خط الفقر أو تحته ؟ هكذا أصبح العراقيون يشعرون بظلم حكامهم وبعض قيادتهم السياسية الذين لم يتعاملون معهم و يخاطبونهم بايجابية ومصداقية واحترام مطالبهم وآلامهم بل دفعوا بأوضاعهم أي أوضاع مواطنيهم ووطنهم إلى السوء.
من هنا استحق على العراقيين ان يحموا أنفسهم ويغيروا أحوالهم ويصلحونها بإصلاح حكوماتهم ومؤسسات دولتهم وطرد الكثير من الوجوه لان بعض قياداتهم السياسية وحكوماتهم هي من تفتعل وتصنع لهم الأزمات وتثورها بوجههم وان استحقاقات التغير والإصلاح تقع اليوم وفي المقدمة على عاتق الشباب كونهم أصحاب القدرة الحقيقية على التغير والإصلاح رغم ما قدموه من الاف الشهداء والجرحى في انتفاضة تشرين الوطنية و التي ذبحت من الوريد الى الوريد بفعل الفاسدين.
نعم فقد العراقيين الأمل بقياداتهم السياسية وأحزابهم وقدراتهم ومصداقيتهم في التغير والإصلاح وهي رغبات الشعب ومن أولويات مطالبه التغير والإصلاح الحقيقي.. لقد طال تسكين الكرة في ملعب القادة والسياسيين ومن يحكم من اجل الإصلاح والتغير ولم يحدث لا الإصلاح ولا التغير بل تعمق الفساد بكل أنواعه وتجذر وبان الوهن والضعف على قدرات الدولة بسبب صراع قادتها وسياسيها وما نشهد اليوم من انفراط العقد بين سياسي الدولة وقادتها واحزابهم وبين اتباعهم لا يحتاج الى تعليق او تفسير لان الصراع على السلطة هو صراع حقيقته الاستحواذ على المال العام مما انعكس على الوطن وسيادته وقبل كل شيء انعكس على حياة المواطن البسيط سلبيا وما زالت مزايدات وصراعات وتآمر القادة والسياسيين على بعضهم البعض مستمرة وبدون توقف دون النظر الى مصير الوطن والمواطنيين.
وعلى الرغم من تردي كل الأوضاع وبرلماننا العتيد في غيبوبة إلا في صنع الأزمات والهاء الناس ببالونات صراعاتهم وخلافاتهم وبالاحداث المفتعلة، وبدلا عن أن يكون بعض النواب نوابا عن الشعب اصبحوا نواب عن أنفسهم ومكاسبهم ومصالحهم ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم وعوائلهم، فيما يطل علينا المعنيون بالحكم وإدارة العملية السياسية كل يوم بمقترحات وأراء ترقعية تحت مسلسلات الحوار الوطني الذي لم يتحقق منه شيئ يوقد مصباح واحد في عتمة الظلام، بل في كل جولة لقاء وحوارات مبهمة نستمع الى اشعارات وبيانات وتصريحت تزيد الطين بله.
اليوم أصبح العراقيون يشعرون أنهم معاقبون من قبل سياسيهم وحكوماتهم لانهم من الوهلة الأولى التي حكموا فيها منشغلون ولحد الآن بإصلاح توافقاتهم وأوضاعهم وتجاذباتهم السياسية وحروبهم البينية على تقاسم المال والســــــلطة كما يسميها البعض منهم وبالفم المليان تقاسم الكعكة لكن الحذر كل الحذر من انفجار الشــــعب عندها تكسر السدود ويحدث الطوفان.