من الصعوبة جدا ان تتكًيف الجماهير على منهجية سياسية ذات خطاب منطقي موضوعي بعد مرور 22 عاما على التجربة السياسية في العراق ومن الخطابات التي تعزف على العواطف والشعارات المذهبية وشعارات القوة والس.ـلاح والمؤامرة ، ومن خلال هذه الشعارات استطاعت الانظمة السياسية صناعة عدو يُهدِّد تلك الجماهير وقت الازمات المُفتعلة وترسيخ الخوف ويدفعها الى قبول قرارات وسياسات وممارسات تلك الرموز مهما كانت ظالمة ومجحفة بحق الشعب وبحق البلاد ، ويُمارس رجال السلطــة عادة الاستبداد السياسي بكل اشكـــاله وبالآليات المتاحة التي وفَّرتها الديمقراطية والتي تم الاستيلاء عليها ووضعها في خانة (خدمة السلطة) منها :
* الحق الانتخابي
* حرية الاعلام
*القوانين والتشريعات
*السلطة القضائية
*المال السياسي
*الدين والمذهبية
لذلك تأتي المُقاطعة كأستراتيجية واضحة المَعالم والاهداف ضد هذا الاستبداد، فالمتغيرات السياسية العراقية تأتي اولا وفق متغيرات المنطقة الأقليمية وازماتها على وجه الخصوص ثم تأتي بالدرجة الثانية مع معطيات النتائج الانتخابية ، وبما إن كل قوة سياسية تؤثر وتتأثر بحيث لا توجد قوى سياسية معزولة عن الاخرى ، فالقوة السياسية هي كل طاقة اجتماعية موجهة نحو السلطة ، ما فعله السيد الصدر شئنا ام أبينا تحريك البوصلة السياسية باتجاه ما يريده هو – المقاطعة والتهدئة- لا ما يردونه من استخدام التيار كأزمة اجتماعية سياسية كونه خط فاعل على المستوى السياسي والشعبي ، وعلى الجمهور السياسي ان يتفهّم الوضع العراقي بكل جوانبه السياسية والاجتماعية والجانب الدولي والاقليمي ، فمعادلة النجف الاشرف جاءت كموقف اخلاقي من العملية السياسية ومسك العصا من المنتصف لرفض الواقع السياسي المُميت ، من خلال استراتيجية المقاطعة وتأثيرها الاجتماعي والسياسي وانتزاع بقايا الشرعية من هذه القوى المتحكمة التي انهكها الفساد والصراع والمصالح الضيقة واستلاب القرار فعندما تم إختراع الراديو قبل 100 عام واكثر إنبهر العالم وقالوا وصل التطور الفكري إلى نقطة النهاية وتوقعوا أنه لن يتفوق أي إختراع على الراديو وكتبت أشهر صحيفة بريطانية خبرا ((رجل يتكلم في موناكو ويسمعه رجل في لندن إنها النهاية )) لكنها ليست النهاية للاختراع واصبح الراديو حاجة غير ضرورية في حياة الناس بمرور الوقت ، وهذا يذكرنا بما يسوّقه رجال السلطة وكأن العراق نهايته وبقاءه مرهون ببقاءهم في الحكم دون اصلاح او تغيير في الواقع السياسي .