بدأ نقول أن أزمة التسريبات الصوتية التي فجرها الصحفي الأستقصائي ( علي فاضل) المقيم في أمريكا ضد دولة رئيس الوزراء الأسبق السيد المالكي منذ أكثر من أسبوع ، لم تشغل الشارع العراقي فحسب بل شغلت كل وسائل الأعلام المحلية والأقليمية والعربية والدولية ، وكل مواقع التواصل الأجتماعي! ، لكونها ليست كبقية الأزمات السياسية الكثيرة التي حدثت ومرت بالعراق من بعد الأحتلال الأمريكي الغاشم له ، فهذه الأزمة تخص شخصية سياسية وقيادية ليست عادية ، ولواحد من أهم الأحزاب السياسية الدينية العاملة على الساحة العراقية ألا وهو حزب الدعوة بتاريخه النضالي العريق ، والذي شكل أحد أقطاب المعارضة القوية والرئيسية للنظام السابق ، فالسيد المالكي الذي شغل منصب الأمين العام للحزب لفترة طويلة ، ثم قاد العراق لدورتين رئاسيتين ، هو شخصية ليس كبقية الشخصيات السياسية التي حكمت العراق مع كل الأحترام والتقدير للجميع ، فهو شخصية تمتلك كاريزما قيادية ويعرف كيف يؤثر على من حوله كما وله كاريزما في خطابه السياسي وعند التحدث في أي موضوع ، لما عرف عنه ولكل من شاهده وسمعه بأنه مفوه بالكلام ، كما أنه يمتلك الجرأة والشجاعة والأقدام بسبب تاريخه النضالي في حزب الدعوة وبالتالي فهو شخصية لها وقعها ووزنها وثقلها السياسي على عموم المشهد العراقي منذ 2006 ولحد الآن 0 هذا من جانب ومن جانب آخر أن الأزمات السياسية التي شهدتها الساحة السياسية في العراق منذ تشكيل أول حكومة في 2005 تم أحتوائها وحلها وقسم منها تم تمييعها والألتفاف حولها فعالم السياسة كبير وقابل لكل شيء! ، ألا هذه الأزمة فمن الصعوبة أحتوائها وأيجاد الحل لها! ، لأن زمام أمرها ليس بيد السيد المالكي ، وليس بيد قادة الأحزاب السياسية الشيعية والسنية والكوردية التي قادت البلاد منذ سقوط النظام السابق ولحد الان ، بل أمرها بيد من سربها وروج لها وهو الصحفي الأستقصائي (علي فاضل) المقيم خارج العراق كما ذكرت آنفا ، ومن الصعب الوصول أليه وحتى التفاهم معه!!0 كما أن هذا الصحفي عرف كيف يحًصن نفسه وكيف يروج للتسريبات الصوتية! ، حيث أنه لم يدفعها لوسائل الأعلام ومنصات التواصل الأجتماعي والفضائيات دفعة واحدة! ، بل جعلها على شكل مسلسل سياسي وأي مسلسل!!؟ 0حيث ذكر في لقاء له ببرنامج (( بكل جرأة الذي يقدمه الأعلامي مهدي جاسم على فضائية anb)) أن مدة التسريبات الصوتية هي أكثر من 48 دقيقة! ، تم تسريب وأعلان خمس حلقات فقط ، ومدة التسريب الصوتي الواحد قرابة الدقيقتين! ، فهذا يعني أن هناك وقت كثير وطويل لنهاية التسريب كاملا! 0 كما أن هذا الصحفي الأستقصائي جعل موضوع التسريب فيه شيء من التشويق! ، عندما ذكر في اللقاء بأن التسريبات القادمة فيها أمور أخرى كثيرة وخطيرة! 0 وعلى الرغم أن مثل هذه الأزمات السياسية غير العادية تسبب صداعا حادا ومزعجا على صاحبها ، ورغم حراجة موقف السيد المالكي ، الذي وضعته فيه تلك التسريبات مع كل القيادات الحزبية والسياسية في البلاد ، بل وأمام المجتمع العراقي بكل مكوناته وملله ونحله الطائفية والمذهبية والقبلية والعشائرية وهو موقف حقيقة لا يحسد عليه ، ألا أن السيد المالكي بدى قويا متماسكا رابط الجأش! عند ظهوره في الأخبار وكان واثقا من نفسه عندما قال أنها (تسريبات مفبركة)! 0 وهنا لابد من الأشارة والتوضيح بأن دولة الرئيس الأسبق السيد المالكي هو بريء من الناحية القانونية ، ما لم تثبت صحة هذه التسريبات الصوتية عليه من قبل الجهات المختصة، وعندها لكل حادث حديث وذلك شأن آخر0 أخيرا نقول : لا أحد يعرف كيف ستنتهي أزمة هذه التسسريبات ومتى؟ فهي ليست من الأزمات التي يمكن أن يطويها النسيان بأزمة جديدة هنا ، وقصف هناك! ، فالصحفي الأستقصائي ( علي فاضل) الذي سرب التسجيلات الصوتية يبدوا أنه ينقل قطعه على رقعة الشطرنج أمام خصمه السيد المالكي بشكل ذكي وبهدوء أعصاب ، وكأنه يريد أن يصل بالسيد المالكي الى النقلة الأخيرة ونهاية التسريب الصوتي ليقول له ( كش مات)!!0لا يسعنا أن نقول ، اللهم أظهر الحق وأزهق الباطل ، وأحفظ العراق وشعبه من أية فتنة0