حين نطالع كتب السياسة والدبلوماسية، وطرق المفاوضين في إدارة الأزمات الداخلية، نجد جميعها تنصح في تجارب الأمم السابقة والنظريات.
لكن لم نجد ما يشير إلى التقليد والسرقة! حيث التقليد للمبادرات والسرقة لأفكار المشاريع السياسية، ليس من عمل السياسة، وإنما هي من عمل الدخلاء عليها، ومن الغباء جدا حين تتصرف في نظرية لا تفقه تطبيقها.
في وقت سابق أعلن السيد الحكيم مبادرته (أنبارنا الصامدة)، لحل الأزمة وقد رفضت من قبل الحكومة، وواجهت محاربه ملفتة للنظر، دون الحيلولة للقيام بمناقشتها. واليوم تعود الحكومة العراقية بهيجان هرمون الكرم والعطاء لديها، بمبادرة قد تخلق أزمة أخرى وهي لا تعلم.
الأنبار وبعد ثلاثة أشهر من القتال، ونزف الدماء والأموال، وإجهاد المؤسسة العسكرية في قتال غير مدروس، تنتهي بشروط أشبه بالهزيمة.
تسليح العشائر بدون سياقات عسكرية، يؤدي إلى ظهور ميليشيا مؤقتة، قد تنفجر في أي ساعة خلاف، وإطلاق سراح من كان مغرر بهم، أي العودة للانتقام.
الطبيعة الديموغرافية لمدينة الرمادي هي تركيبة عشائرية، مترابطة الأواصر الاجتماعية، لذا كان تسلم ملف الأمن بيد أبنائها، أفضل من التسليح العشوائي للشباب، وكذلك إعطاء مليار دينار عراقي لكل عام، تغذية تدريجية لميزانية المحافظة، بدلا عن الحل الوقتي للنازحين..
“نزرع ورد جوري واحنه رحاله”!
إما للشروط البقية حكاية أخرى، تضع في خاتمتها تسأول ما الذي حصل؟ هزيمة صامتة للحكومة؟ أم كبرياء فراغ، يدوس على أأمل الخلاص من الارهاب؟