تتصرف أحزاب وميليشيات وشخصيات عراقية تابعة أو خاضعة للنفوذ الايراني بصورة توحي وکأن النظام الايراني لايزال في کامل قوته وعافيته وليس هناك من أي خطر أو تهديد يحدق به، في حين إن الصورة والمشهد السياسي الايراني يبدو متجهما ومکفهرا ولايبعث على الطمأنينة والراحة، وأکبر وأهم خطر يهدد هذا النظام مابات يتم تداوله بشأن الدعوة لعزل المرشد الاعلى للنظام، آية الله خامنئي والذي کما نعرف جميعا يشکل الاساس الذي قد بني النظام برمته عليه.
بالامس، أيام کان هاشمي رفسنجاني على قيد الحياة، دعى بصورة ضمنية الى إقالة خامنئي وجعل منصب المرشد الاعلى في يد قيادة جماعية”وهو أمر يعتقد الکثيرون بأنه کان السر وراء موته المفاجئ”، کما إن رجلا مثل أحمدي نجاد، الرئيس السابق قد رمى بسهام النقد اللاذعة على المرشد الاعلى لأکثر من مرة، ولکن وعندما يکتب”أبو الفضل قادياني” من أعضاء مايعرف ب”مجاهدي الثورة الاسلامية”المعروفة بتطرفها، مقالا يقول فيه:” لا بد من أن تتحول المطالبة بإقالة خامنئي من السلطة إلى مطلب علني للناشطين السياسيين والمدنيين والثقافيين”، فإن الامر يختلف تماما إذ وبعد أن نجم عن إنتفاضة عام 2009، کسر هيبة خامنئي وعن إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، المطالبة بإسقاطه، فإن بروز مطالبة صريحة بعزل خامنئي يعني بأن النظام قد صار يواجه أزمة أکثر من خطيرة!
خامنئي الذي قام رفسنجاني بتمهيد الطريق والسبيل له کي يتولى منصب الولي الفقيه، شهد عصره أحداثا عاصفة هزت النظام بعنف وکادت أن تسقطه، ولايبدو إن خامنئي کان يمتلك ولو شيئا يسيرا من تلك الکاريزما التي کان خميني مٶسس النظام يمتلکها، وهو ماجعله هدفا للکثيرين بحيث ساهم ذلك في نهاية الامر کسر شوکته وضعضعة منصبه ونزع هالة الهيبة عنها.
النظام الايراني اليوم يواجه أزمة غير مسبوقة، أزمة عميقة تشمل الجوانب الفکرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وهذه الازمة من القوة بحيث لايمکن أبدا إخفائها وتجاهلها، ولاسيما إن موضوع سقوط النظام صار يتم ترديده بصورة غير عادية من جانب قادة ومسٶولي النظام ولأن الاوضاع تسير من سئ الى الاسوأ، فقد باتت الانظار کلها تتجه لخامنئي ذاته بإعتباره الآمر الناهي وأساس وقلب النظام وهذه الانظار ترکزت أکثر عليه مع مطالبة الانتفاضة الاخيرة بإسقاط النظام، وهو مايعني بأن الخطر صار کبيرا وإن النظام برمته صار هدفا ولذلك ليس من الغريب أن يکون هناك هکذا مطلب بعزل خامنئي الذي تتصرف ميليشيات وأحزاب وشخصيات عراقية”تابعة لإيران” وکأنه قاهر الزمان وفلتة العصر والاوان وهو کما يبدو يعيش فترة الهوان!
المطلوب عراقيا الانتباه لما يجري في إيران وليس اللهاث خلف الارهابي قاسم سليماني وتلميذه السفير الايراني في العراق، إذ کل الامور والمٶشرات تدل على إن النظام الايراني صار يمشي على سکة لاعودة فيها!