29 سبتمبر، 2024 1:19 م
Search
Close this search box.

أزمات ما بعد داعش

سقط داعش الإرهابي في الموصل وبهذا فقد رمزيته وقيمته التي تبجح بها زعيمه الإرهابي أبو بكر البغدادي أواخر عام 2014 عند إعلانه قيام دولة ألخلافه الإسلامية المزعومة بعد أن تمكنت تنظيماته الداعشية الإرهابية من السيطرة على أراض واسعة في العراق وسوريا ومناطق أخرى في اليمن وليبيا واليوم وبعد أن حلت الهزيمة النكراء بداعش في الموصل والمناطق ألغربيه والشمالية من العراق وهي هزائم وانكسارات ليست بالسهلة والبسيطة لما فقد داعش ما بحوزته من أراضي وموارد متنوعة كانت الأساس في ديمومته وبقائه ومساعدته في تدريباته وجميع نشاطاته وعلى الخصوص عملياته الإرهابية التي يقوم بتنفيذها ،وفي الحقيقة لم يأتي الانتصار ويتحقق على داعش بالتمنيات وبالشعارات والتصريحات بل جاء بالتضحيات الجسام بدماء الشهداء وتلاحم المقاتلين من الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيش مركه والتنسيق العالي فيما بينهم و بين جميع المؤسسات الأمنية والإعلامية التي شاركت في معارك التحرير بعد أن أراد الأعداء والقتلة من تكفرين وإرهابيين ومتطرفين ومن يدعمهم وضعنا في أتون حرب أهلية مدمرة تمزقنا بلا عودة إلى الأمن والسلام ولحياتنا الطبيعية لقد انتصر العراقيون بتميزهم البطولي في القدرة على سرعة التنفيذ والدقة في ضرب أهداف العدو في ميادين وساحات القتال بلا هوادة وبدون توقف ، ما جعل المتحقق من النتائج في معارك التحرير متميزة قصمت ظهر داعش ،وبسبب هذا التلاحم الذي خيب ضنون الأشرار وافشل مخططاتهم بعد أن تركت هذه الانتصارات الكبيرة أثرها على قدرات وإمكانيات داعش في كل المناطق التي يتواجد فيها فأضعفت ودمرت تنظيماته ومعنوياته و قدراته العسكرية وهي انتصارات عززت جميع جبهات القتال التي أعلنت الحرب على داعش الإرهابي في كل مكان في سوريا وليبيا واليمن بعد أن سدد النصر العراقي ضربته القوية الموجعة لكل التنظيمات الإرهابية ولتكفريه والتطرف إن المتحقق من هذه الانتصارات تلزم مؤسساتنا الأمنية على القيام بمهامها وواجباتها في عمليات التخطيط والتفكير والعمل بدقه وحذر في كيفية ملاحقة داعش وكل التنظيمات الإرهابية من اجل نضيق الخناق عليها وعدم فسح المجال إمامها وإعطائها الفرصة لتتحول الى تنظيمات إرهابية سرية وخلايا نائمة ومنعها من الحصول على ملاذان أمنه جديدة ليتحول التنظيم الداعشي إلى تنظيم شبيه بتنظيم القاعدة الإرهابي الذي لا يمتلك ارض خاص به يقاتل عليها كما هو عليه داعش ألان وهذا يلزم ألدوله وكل مؤسساتها الأمنية العمل بحذر وبانضباط والتزام العالي من اجل الحفاظ على النصر المتحقق مدركين إن كل هذه الانتصارات على داعش لا تعني نهاية التنظيم لما أصبح لديه من خبرة كبيرة في الحصول على الملاذات الآمنة له و البحث عن المزيد منها ليتستر بها وهنا سؤال يطرح نفسه أين ذهب إرهابيو داعش الفارين من الموصل وبقية مناطق العراق هذه مسالة مهمة من الضروري الإجابة عليها ومتابعتها بمهنيه وحرفيه أمنيه من قبل الأمن العسكري والاستخبارات وكل المؤسسات الأمنية المعنية بالأمن الوطني على الرغم من المعلومات المتوفر إن أكثر إفراد التنظيم الفارين من العراق والموصل بشكل خاص التحق بالتنظيمات الإرهابية المتطرفة ولتكفريه في سوريا وهناك تأكيد ان عناصر داعش الفارون من الموصل التحقوا بتنظيمات جبهة ألنصره الإرهابية المرتبطة بالقاعدة والتي غيرت اسمها من ألنصره إلى جبهة أو جيش فتح الشام بعد التحاقها أو اندماجها بالمجموعات التكفيرية والإرهابية والتنظيمات المتطرفة في سوريا وهذا يلزمنا القيام بوضع الخطط والبرامج التي تساعدنا وتمكننا من ملاحقة التنظيم والتصدي له ومحاصرته وتدميره وهذه العمليات هي الأخرى بأمس الحاجة للحصول على دعم وجهود الدول الإقليمية والعالمية المشاركة في الحرب على الإرهاب للتعاون مع العراق عمليا وميدانيا ولنأتي ألان على المهم وما خلفه لنا داعش الإرهابي من مشاكل سياسيه واجتماعيه واقتصاديه وإنسانية وعلى الرغم من كل هذه الانتصارات الباهرة طفحت لدينا على السطح و ظهرت مشاكل كثيرة منها سيطرت الإخوة الكرد على العديد من الأراضي في الموصل وهم يطالبون بالاستقلال وإعلان دولتهم الكردية وحسب تصريحاتهم ليس لديهم نية أو لا ينون الانسحاب من الأراضي التي سيطروا عليها إثناء عمليات تحرير الموصل وتسليمها للمؤسسات الأمنية العراقية كما هو مطلوب والمؤشرات و التلميحات وتصريحات القادة الكرد تقول المراد ضم الأراضي المحررة من داعش لكردستان التي يمهد الأكراد لاستقلالها عن العراق بعد إجراء الاستفتاء المراد القيام به في الخمس والعشرين من أيلول القادم أضف لذالك الأراضي التي تسمى بالمتنازع عليها و في مقدمتها محافظة كركوك ألمعروفه بتنوعها السكاني والمجتمعي والغنية بحقولها النفطية هذه الحقول التي احتلت من قبل البش مركه بعد ان تم رفع علم كردستان عليها وعلى جميع مؤسسات محافظة كرك في بداية عام 2017 تمهيدا لضمها إلى المناطق المشمولة بالاستفتاء على الاستقلال وهذا ينطبق على الكثير من الأراضي العربية في المناطق الشمالية والغربية التي سيطرت عليها قوات البشمركه إثناء المعارك والواقع هناك بعض المواقف الإقليمية والدولية من مسالة الاستقلال هذا وعلى سبيل المثال الموقف التركي المعارض بشده لاستقلال كردستان بل يناصبه العداء لما يسببه هذا الاستقلال من تشجيع أكراد تركية على المطالبة بالحكم الذاتي الذي سوف يعقبه ألمطالبه بالاستقلال ما دفع الأتراك بالتدخل في الشمال السوري وملاحقة حزب العمال الكردستاني وضرب معاقله في العراق متجاوزين على سيادة العراق وحرمة أراضيه الوطنية وبشكل مستمر وعلني ،، وفي نفس الوقت هناك معارضه إيرانيه وسوريه وحتى دوليه لاستقلال كردستان على الرغم من الموقف الأمريكي الداعم لقيام دولة كردستان بما تقدمه واشنطن من مال وسلاح في السر والعلن وبشكل رسمي أحيانا وكردستان تحضي بتأيد سياسي أمريكي ،، وهنا لابد من وقفه لمعرفة أسباب هذا الدعم الأمريكي للأكراد في العراق وسوريا والسؤال هل كل هذا الدعم هو من اجل مقاتلة داعش الإرهابي وتحرير الأراضي السورية والعراقية منه أم هناك نوايا وأهداف أخرى خاصتا في دعمهم لاستقلال كردستان العراق وأكراد سوريا وحتى إيران وبشكل ملفت للنظر في عهد الرئيس ترامب وتشير التحليلات السياسية إن هدف واشنطن ورغبتها ونوايها من هذا الدعم لا استقلال كردستان العراق هو من اجل إقامة كانتونات أو دويلات عرقية عنصرية طائفيه هدفها تفكيك الدول العربية والإسلامية وإضعافها على الرغم من حق تقرير المصير للاخوه الكرد أضف للموقف الأمريكي الداعم للاستقلال الموقف الإسرائيلي الذي يعمل وبحماسه لتحقيق هذه الأهداف بالذات وهنا لابد من التذكير بتصريح رئيس وزراء إسرائيل نتن ياهو عام 2014 و دعوته وتأيده لقيام دولة كرديه في شمال العراق هذه الدعوة التي اثنت عليها وأكدتها وزيرة العدل الاسرائيلي بقولها ان تحقيق دويلات يضعف أعداء إسرائيل ؟، ولنأتي ألان على صراع القادة والسياسيين على السلطة وما بعد الأوضاع التي أفرزتها حروب التحرير وبشكل خاص تحرير الموصل من داعش الإرهابي هذا الصراع الذي تشترك فيه جميع الكتل والأحزاب وبدون استثناء وبشكل خاص موقف الكتل والأحزاب السنية وقياداتها المتعددة بما فيها المشاركة في العملية السياسية و الحكومة والغير مشاركه منها والتي تتخذ موقف معارضه سلبية من العملية السياسية برمتها و تتخذ من بعض دول الجوار الإقليمي مقرا لها ومنها من يقيم في إقليم كردستان وكل هؤلاء يعملون على ترتيب أوراقهم ما بعد داعش وتحرير الموصل وبشكل جديد يعني ترتيب أوراقهم التي بعثرت ومزق قسم منها من قبل أبناء السنه أنفسهم بسبب ما تعرضوا له من دمار وعدم استقرار قبل وبعد داعشي الإرهابي وهم يوعزون كل ما هم عليه وما يواجهونه من دمار هو بسبب فشل قياداتهم السياسية وعدم حكمتهم في إدارة مناطقهم و أوضاعهم من خلال مشاركتهم في العملية السياسية ويتهمونهم بالتفرغ والاهتمام بمصالحهم الشخصية وترتيب أمورهم الخاصة و انشغالهم في الصراع على السلطة.

عملية سياسية

هذا بالنسبة للقيادات السنية المشاركة في العملية السياسية ، و على الطرف الأخر الذين يعتبرون أنفسهم قيادات سنية معارضة و غير مشاركين في العملية السياسية وهم يتخذون من الأردن وتركيا والخليج مقرات لهم و هؤلاء أيضا لهم أجنداتهم و برامجهم وخططهم ومطالبيهم وشروطهم للانخراط في العملية السياسية من خلال الحوارات مع قادة الكتل بعد سلسلة من المؤتمرات التي عقدوها في باريس وتركيا والرياض وجنيف شارك فيها عدد من ممثلي الدول السبع الكبرى وأجهزتها الأمنية والاستخباراتية أضف لذالك قيادات سنية كانت مشاركة في العملية السياسية والحكومة وأصبحت خارج أللعبه السياسية والسلطة بسبب صدور إحكام مختلفة بحقهم من قبل القضاء العراقي ولأسباب يعرفها الجميع المهم أن كل هذه المشاكل المعقدة والمركبة هي ليست بالبسيطة وألهينه إمام عمليه سياسيه ضعيفة وحكومة مستهلك بسبب ما تعانيه وتواجهه من أزمات وحروب على الإرهاب وفساد تحذر او يراد له ان يتجذر نهيك عن الانهيار الحاصل في الخدمات والتردي في الاقتصاد و ألزراعه والصناعة وما تواجهه وتعاني منه العملية السياسية من أزمات وعواصف ورياح قويه يتم الانحناء إمامها لتمر نهيك عن الهروب للإمام أكثر الأحيان لعدم قدرتها على مواجهة الإحداث والتحديات إذا ما بعد تحرير الموصل سنجد كلام غير هذا وكما يقال على العقلاء والحكماء إيجاد تصريف ومخارج وحلول لكل هذه الأزمات التي خنقت العراقيين حتى ضاقت بهم سبل عيش حياتهم بعز وكرامه وأمان واستقرار بعد كل ما قدموه وتزفوه من دماء زكيه طاهرة وهم يقاتلون الإرهاب والتكفير والتطرف وصولا لتحرير أراضيهم الوطنية من داعش فهم اليوم ينتظرون حلول لأزماتهم التي فاضت بهم نعم حلول لازمات وكوارث صنعها لهم ووضعهم فيها القادة والسياسيين أنفسهم واليوم يطالبون هؤلاء القادة والسياسيين بحلول ومخارج لا تمس أمنهم وسلامتهم وسيادتهم والحفاظ على ثرواتهم ومالهم العام المهدور والمسروق ليعيشوا ويتمتعوا بحياة حرة كريمه في وطنهم .

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات