هذا الشعار الذي يبدوا بسيطاً بكلماته ولكنه كبيراً بمعانيه, فهو يعكس حجم الفساد والمحسوبية التي وصل لها بلدي بعدما تمّت استباحته من قبل الجميع فتكالبت عليه الأمم من الخارج, وتكالبت عليه الكتل والأحزاب السياسية من الداخل فسيطرت على كل شيء, حتى أصبح المواطن العراقي مهمّشاً وغريباً في وطنه, وما أريد أن أتحدث عنه في هذه الأسطر القليلة هو أهم شريحة في المجتمع ألا وهي شريحة الشباب الذين هم عماد المستقبل وخاصة الخريجين منهم, ألذين أكملوا دراساتهم الجامعية ألأولية أو العليا رغم كل الظروف القاهرة ألتي تمر على البلاد, والتي لو مرّ بها أي طالب في أي دولة من دول العالم لما تمكن من النجاح ولا التفوق, ولكن شبابنا تعلمّوا على الصعاب ورضعوا التحدي والإصرار مع حليب أمّهاتهم ودرسوا ونجحوا وتفوقوا ويحدوهم الأمل بمستقبل مشرق ربما يكون أفضل من ماضٍ قريبٍ قاسوا فيه الأمرّين, ولكنهم اصطدموا بواقع مرير لم يكن بحسبانهم فبعد التخرج بدأت المعاناة الحقيقية بالبحث عن فرصة التعيين فوجدوا حقيقة مرّة وهي أنهم غرباء في وطنهم وانه لاحق لهم بالحصول على هذا المطلب مالم يكونوا هم أو أهلهم جزءً من أحد الأحزاب المتنفذة في هذا البلد, وكلّما كان هذا الحزب قوياً كلما كبرت فرصة الحصول على التعيين, أو اللجوء الى خيار آخر غير مضمون وهو دفع مبالغ طائلة لأشخاص باعوا ضمائرهم للشيطان وهذا الخيار صعب وغير مضمون.
في ظل هذه الحالة البائسة استمر أولادنا وفلذات أكبادنا يدورون في حلقة مفرغة حتى أصابهم اليأس, حتى انبرت ثلّة خيّرة منهم لتأسيس رابطة على مواقع التواصل الإجتماعي تحمل إسم (الحملة المستقلة للمطالبة بحقوق الخريجين) والتي تحمل شعار كبير وعريض وهو( أريد أتعيّن ماعندي واسطة) وأعتقد ان هذا الشعار لوحده يرسل رسالة قوية المفروض أن تستفز أي مسؤول في الحكومة لأنه يُجسّد إدانة واضحة لنظام حكومي بأكمله.
ألمهم ان هذه الرابطة كان الهدف منها إيصال أصوات الخريجين العاطلين عن العمل والمطالبة بحقوقهم ألتي كفلها لهم الدستور العراقي بالحصول على فرصة عمل شريفة تؤمّن لهم لقمة حلال لهم ولذويهم, فتابعت بإهتمام نشاط هذه الرابطة الفتيّة التي تجاوز عدد أعضائها الأربعين ألفاً وهو في إزدياد, والذين جمعهم هدف نبيل ومشروع وهو الحصول على فرصة عمل, فكانت لهم نشاطات متنوعة إضافة لما يتم مناقشته الكترونياً على صفحة الرابطة على موقع الفيس بوك فقاموا بطرق أبواب عديدة وشكلوا لجان واجبها زيارة بعض المسؤولين الذين يتمكنوا من الحصول على فرصة اللقاء معهم لنقل معاناتهم وايصال أصواتهم, وطرقوا أبواب وسائل الإعلام المختلفة وتحدثوا وحاولوا إطلاق صرختهم مدوية لكل مسؤول في هذا البلد بأننا عراقيون ونطالب بحق الحصول على فرصة العمل لنساهم في بناء بلدنا ولتأمين رزقٍ حلال لنا ولأهلنا, ونحن لاننتمي لأي حزب من أحزابكم ألتي سيطرت على مقدرات البلد وخيراته فهل مطلبنا هذا حرام؟
ونحن إذ نحيّي هذه الرابطة الشبابية المستقلة وأعضائها الطيبين من أبنائنا وبناتنا نضمّ صوتنا لهم ونطلقها صرخة مدوية الى السادة في الرئاسات الثلاثة ولأعضاء مجلس النواب وأعضاء مجلس الوزراء والى كل مسؤول في هذا البلد بالاستجابة لمطالبهم المشروعة ووضع الدراسات الكفيلة باستيعاب هذه الطاقات الشبابية في مؤسسات الدولة وتوفير الحماية لهم من الوقوع في براثن وإغراءات الإرهاب الذي يتحيّن الفرص للتغرير بهم واستغلال العوز المادي والوضع الإقتصادي المتردي وكلنا أمل في أن تلقى هذه الصرخة المشروعة الآذان الصاغية لدى أولي الأمر.