28 ديسمبر، 2024 11:18 م

أرهاب الردى ” داعش ” وأرهاب الهوى ” فاحش “

أرهاب الردى ” داعش ” وأرهاب الهوى ” فاحش “

أن لآنفسكم ثمنا هو الجنة فلا تبيعوها بأرخص من ذلك – ألآمام علي –
بين ” داعش ” وبين ” فاحش ” قواسم مشتركة لعل من أبرزها مايسمى بنكاح الجهاد وهو زنا , والزنا فاحشة وساء سبيلا , وكلاهما يؤدي بصاحبه الى الردى , على أن ردى داعش فيه الكفر والظلم والفسق + ردى فاحش حيث أنهم أغتصبوا وسبوا النساء

الردى هو الموت وله في اللغة العربية أسماء كثيرة : منها الردى , والفناء , والحمام , والمنية , وألآجل , وداعش التي ذاع صيتها بالباطل وعرف أسمها بالرعب قد أمتهنت الموت لآنها لاتعرف الحياة وفيها الذي تسمى عالما وليس به كما يقول ألآمام علي بن أبي طالب حيث يصف هؤلاء ومنهم ” أبو بكر البغدادي ” الذي نسب الخلافة لنفسه و يدعي فيهم العلم وهو الذي أقتبس جهائل من جهال وأضاليل من ضلال , ونصب للناس أشراكا من حبائل غرور , وقول زور , قد حمل الكتاب على أرائه , وعطف الحق على أهوائه , يؤمن الناس من العظائم , ويهون كبير الجرائم , يقول أقف عند الشبهات وفيها وقع , وأعتزل البدع وبينها أضطجع , فالصورة صورة أنسان والقلب قلب حيوان , لايعرف باب الهدى فيتبعه ولا باب العمى فيصد عنه , فذلك ميت الآحياء – نهج البلاغة – ص 136- فأذن نحن أمام عصابات قلوبها قلوب حيوانات  ولهم صورة ألانسان فقط , وهم ميتو ألاحياء , فلا عجب عندما نراهم يقتلون المصلين في المساجد كما حدث أخيرا في مسجد مصعب بن عمير في ديالى والتي عندما كتبنا عنها طالبين توخي الحيطة والحذر في أطلاق ألآتهامات طالعتنا تعليقات بعض الذين لايعرفون ألآ الحقد من الذين هم قلوبهم قلوب حيوانات مما يجعلهم من أتباع داعش ومن مروجي أرهاب داعش التي تمتهن الموت بسايكولوجية الجنون الذي يمارس ألآنتحار نتيجة ألآحباط والياس , وقد سبق لنا وأن فرقنا بين الموت بسبب الجهاد ورد ألآعتداء لحماية حياة الناس ومصالحهم , فالموت نتيجة الجهاد والمقاومة هو أختيار منطقي عقلائي يأتي عند الضرورة تقدرها السماء وتوحي بها الى ألآنبياء والرسل وأوصيائهم حتى تمنع الفوضى ولا تعطي حقا في أزهاق ألآرواح وألآنفس ألآ بالحق , والحق مفهوم معرفي له عند العقول جلال وأحترام منعها من مغادرته حتى لاتقع في الباطل .

ومن ألآمثلة التاريخية لممارسة أرهاب الردى ماكان يقوم به فرعون مصر أيام موسى عليه السلام قال تعالى ” وأذ نجيناكم من أل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ” – 49- البقرة- ومثلما كان أهل مصر القديمة يعيشون البلاء مع فرعون وعذابه للناس المتمثل بذبح ألآبناء وأستحياء النساء , فأننا اليوم في العراق وسورية خاصة , وبعض مناطق العالم العربي وألآسلامي عامة نعيش حالة أبتلاء عظيم كما وصفها القرأن , فذبح الرجال والقتل على الهوية وأغتصاب النساء وسبيهن وتخريب الممتلكات والمزارع وكل أسباب الحياة أنماهو بلاء بكل المعاني والمواصفات , فأرهاب الردى اليوم هو أختصاص عصابات داعش الذين لايعرفون غيره , فهم بدلا من العمل على أكتشاف ماينفع الناس من أختراعات وتجارب نافعة في الزراعة والصناعة والطب والفضاء , نراهم يجمعون البارود لعمل المتفجرات والمفخخات والعبوات وألآحزمة الناسفة وهذه جميعها مستحضرات غربية نقلت لهم أمعانا في بث الرعب والحقد والكراهية وتوقيف عجلة الحياة من خلال الفوضى والعبث بموارد وثروات ألامة , فهم يسرقون النفط ويبيعونه للشركات ألآجنبية بأسعار متدنية لاتتجاوز ” 25″ دولارا في حين أن سعر النفط عالميا يزيد على ” 100 ” دولار ؟ في المناطق التي تنتشر فيها عصابات داعش تموت المزارع نتيجة أنقطاع الماء عنها لعدم تمكن الفلاحين من الوصول الى مزارعهم ففي العظيم مثلا ماتت مزارع الرقي والبطيخ والخيار والطماطة وفي ذلك ضرر كبير للعوائل التي تعيش من تلك المزارع , وما حدث للعظيم حدث لناحية العلم ومناطق سامراء وذراع دجلة الشمالي وبيجي والشرقاط وسهل نينوى , أن أرهاب الردى الداعشي متعدد الجوانب فقد طال ألآنسان رجالا ونساء وأطفالا , وكذلك طال الحيوان فقد نفقت الكثير من الطيور وألآسماك نتيجة تلوث مياه دجلة والفرات بالنفط والمازوت الذي تعمدت عصابات داعش على تسريبه للآنهار  , وهلكت كثيرا من ألآغنام وألآبقار نتيجة الفيضانات التي غمرت مساحات واسعة من المزارع وألاراضي  نتيجة التلاعب بسد الفلوجة

هذه صورة مختصرة لآرهاب الردى الذي مارسته عصابات داعش , وهناك ردى أخر ينتظر الناس في العراق والمنطقة والعالم ذلك هو ردى ” الهوى ” وقد سميته ” الفاحش ” من الفاحشة وهو كل عمل أباحي جنسي , وهو تعبير عن ألآنحلال ألآخلاقي الذي يتخذ من الجنس منطلقا له , وكنت أقول في محاضراتي منذ العام 2004 , أذا توقف ألآرهاب التكفيري الدموي فسيظهر لنا أرهاب من نوع أخر لايقل خطورة عن ألآرهاب التكفيري ذلك هو أرهاب الجنس وألآنحلال ألآخلاقي الذي أتخذ صورا متعددة عبر التاريخ فمن لواطة قوم لوط والذين يسمونهم اليوم ” المثلية ” كما يسمون ” المومس ” بالفنانة ” والراقصة المبتذلة ” المبدعة ” وأرباب الهوى وألآبتذال ” النجوم ” وأنعدام التوازن والميوعة والصخب في مهرجانات التدليك العاطفي ” المتعة ” وأذا كانت نائلة وأساف الذين سولت لهم أنفسهم أن يمارسوا الزنا في بيت الله الحرام فأنقلبوا الى حجارة , ونتيجة تداعي ألآهواء وغلبة الشهوات وضياع بوصلة الحق عند كثير من الناس تحولت أساف ونائلة الى أصنام تعبد بدلا من أن تصبح أحجارا ترجم .

أرهاب الهوى سجل حضورا سلبيا في المجتمع البشري , أختطف كثيرا من الشعراء فكانوا فكانوا مطبلين لكل مايجعل فقدان التوازن النفسي والجسدي دليلا على بلوغ ألآفلاس الروحي لصرعى الهوى , قال أمرء القيس :-

تركت الهوى خوفا من الردى … من غير مقلي ولا قال

وقال شاعر أخر :-

غيضن من عبراتهن وقلن لي … ماذا جنيت من الهوى وجنينا ؟

وقال أحدهم عن ضياع الرأي وغلبة الهوى :-

دعاني اليها القلب أني لآمره .. مطيع فما أدري أرشد طلابها

بينما يعبر مسكين الدارمي عن نوع أخر ممن لايقعون صرعى للهوى :-

 أعمى أذا ماجارتي خرجت .. حتى يواري جارتي الخدر

ويقول صاحب هوى ضال وهو أمروء القيس :-

خليلي مرا بي على أم جندب .. لنقضي حاجات الفؤاد المعذب

ويقول أحدهم عن اللهو وهو مذموم :-

فقالوا ماتشاء فقلت ألهو.. الى ألآصباح أثر ذي أثير

ومن المبتذلين الذين يعاقرون كأس الخمر حيث يقول :-

صددت الكأس عنا أم عمرو .. وكان الكاس مجراها اليمينا

ويقول أحدهم مبالغا بما يغري أهل الهوى :-

لو أسندت ميتا الى نحرها .. عاش ولم ينقل الى قابر

حتى يقول الناس مما رأوا .. ياعجبا للميت الناشر

ويعبر أحدهم عن الردى الحقيقي للهوى حيث يقول :-

أريد لآنسى ذكرها فكأنما .. تمثل لي ليلى بكل سبيل

ويقول شاعر أخر وهو يصف خيبة أهل الحب :-

مساكين أهل الحب حتى قبورهم … عليها غبار الذل بين المقابر

بينما يقول شاعر أخر عن حتمية مواجهة ألآجل :-

أليس ورائي أن تراخت منيتي .. لزوم العصا تحنو عليها ألآصابع

فردى الهوى منهي عنه لما فيه من أشاعة الفاحشة بين الناس , والفاحشة كل قول بذيئ وكل عمل مناف للقيم وألآخلاق , وبعض الشعراء الذين في كل واد يهيمون , وكثير من المغنين , والممثلين , وكل الراقصات أنما يدغدغون هوى وعواطف النفوس بما يحرك الشهوات عبر التأثير على هرمونات الدم التي يخلق بعضها أختلال توازن الجسد حيث يقع فاقد التوازن في المحضور الذي لاينفع معه الندم مالم يكن صادرا عن توبة حقيقية .

أن دراسة ظاهرة الردى التي تقوم بها داعش وظاهرة الردى التي يقوم بها أهل الهوى هي من مسؤولية الجميع وفي مقدمتهم النخب الثقافية والفكرية والحوزوية الذين يشكلون قاعدة التنمية البشرية , فألآعلام والمراكز الثقافية عليها يقع عبئ المبادرة عبر ندوات ومحاضرات بهذا ألآتجاه حتى نعيد للآعلام والثقافة العراقية ألقها ودورها القيادي في المجتمع