يتباهى قادة الكتل السياسية بفوزهم ( الكبير ) و ( المدوي ) في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة ، ويتناسون احجام الناخبين عن الذهاب للادلاء باصواتهم في صناديق الاقتراع . وكأن تراجع نسبة المصوتين الى ادنى مستوياتها أمر عادياً لا يثير الاهتمام.مع ان زعماء الاحزاب في الدول الغربية يستقيلون من مراكزهم الحزبية في حال لم تحصل احزابهم على اقل من 50 % من مجموع اصوات الناخبين . اما في اليابان وكوريا الجنوبية فان زعيم الحزب يقدم على الانتحار في حال لم يحصل حزبه على نسبة الخمسين بالمئة !
ويتناسى قادة الكتل عندنا ، ان حصتهم التي فازوا بها لا تصل في احسن الاحوال من عشرة بالمئة من مجموع عديد الناخبين ، بينما يصدعون رؤوس العراقيين بفوزهم الساحق !
من فقد حصلت احدى أكبر الكتل على ثمانية بالمئة فقط من اصوات الناخبين الذين بلغ عديدهم في بغداد ( 4748926 ) !! بينما جاءت بالمرتبة الثانية كتلة اخرى قد حصلت على نسبة اثنين ونصف بالمئة من مجموع اصوات الناخبين البغداديين ! فهل هذه مكاسب ( عظيمة ) كما تدعي تلك الكتل ؟!
ان سبب احجام الناخبين عن المشاركة في الانتخابات يعود الى ان المواطن -الناخب – لا يرى اي من مجموع الكتل والاحزاب المتنافسة من يستحق ثقته ! ولهذا نراه قد قبع في بيته يوم السبت ( 20/ نيسان ) وكأن الامر لا يعنيه !
وسأقدم لكم هنا تفاصيل أوسع عن هبوط غير مألوف لنسبة المصوتيينفي انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة:
في بغداد كان عدد الناخبين ( 4.748.926 ) ، امتنع عن المشاركة (3.620.926 ) منهم ، وصوت (1.128.000 ) اي ان نسبة المشاركة لا تزيد على 23 بالمئة بعد ابطال حوالي ( 400 الف ) بطاقة ، لان بعض الناخبين استهزءوا بها من المرشحين فقد انتخبوا ( نادي برشلونة .. وشذى حسون ورغد عاتي وغيرهم )!
وفي النجف كان عدد الناخبين ( 733470 ) صوت منهم فعلاً ( 363989 ) .وأمتنع عن التصويت ( 339360 ) اي نسبة 51بالمئة ! وفي محافظة القادسية صوت ( 628230 ) من مجموع الناخبين البالغ عديدهم ( 643663) اي بنسبة 97 بالمئة ، وفي واسط لم تصل نسبة المصوتين الى مجموع الناخبين الى 38 بالمئة . بينما بلغت نسبة المصوتين في ديالى 28 بالمئة . وقد ارتفعت نسبة المصوتين في المثنى الى 54 بالمئة من مجموع الناخبين . في حين وصلت نسبة المصوتين في البصرة الى 37 بالمئة ، وكذلك فان المصوتين في ذي قار لم تتجاوز الـ(خمسة واربعين بالمئة ) وثمانية وثلاثون ونسبتهم في بابل . واربعة وخمسون في كربلاء .. واربعون بالمئة من صوتوا في ميسان .أما في صلاح الدين فقد بلغ عدد الناخبيين( 737768 (بينما قاطع التصويت( 710168( اي ان نسبة المصوتين لم تصل الى 4 بالمئة !!
هذه الارقام المتواضعة كان المفروض ان يخجل منها اصحاب الشأن لا أن يتباهوا بها ! ولكن هذا هو العراق (الجديد) الذي يصح فيه غير الصحيح !!
واخيرا .. اعتقد بان امتناع العراقيين عن التصويت في الانتخابات النيابية المقبلة ( بعد اقل من عام ) سيكون مدوياً . واكثر قسوة على الكتل المتنافسة لاسباب هي ان المرشحين يومذاك سيستظلون بالعباءات المهلهلة نفسها التي استظل بها النواب في الدورتين الماضيتين وأعضاء مجالس المحافظات أيضا !!