منذ قديم الأزل ومنذ العصور الغابرة يكون سيد القوم مَنْ ينذر روحه وعقله لخدمة رعيته ليس من المفروض ان يكون لشئ بالمقابل بل لانه راعٍ لقومه وفطرته تقوده لحمايتهم.
هنا لنسترجع معاً سلسلة حلقات التأريخ ونجعلها ظاهرة امام أعيننا ونحن نرى دروساً يسطرها ‘عليّة’ قوم بلاد الرافدين وكيف هم ينذرون روحهم فقط لتنعم أعين الرعية بالسكينة وهم بلا شك تحت رعاية يد أمينة حمت أجسادهم من البرد والفزع حينما اهتزت الأرض مزلزلة فرأينا اخواننا يفترشون الأرض العراء في أنحاء العراق خوفاً من ان تفترش اجسادهم أسقف بيوتهم من الزلازل! أنعِم وأكرِم بتلك اليد الكريمة في حمايتها للرعية التي فقدت السكينة.
اهذا قدرنا؟ ولمن نعطي صوتنا؟ هل نصفق لمن يجول العراق طولاً وعرضاً مشمراً عن ساعديه ومستعرضاً سيقانه لشفط مياه المطر والبشر؟ أم ذاك الذي ارتضت له آدميته ان يتقرب الى الدابة ويقبل يد الكلب لينتخبه سيد ذلك الكلب كائناً من يكون؟؟
بحق العراق جبالاً وسهولاً وانهاراً واهواراً وبحق بابل وآشور وأكد وصرخة بغداد ودمعة الحدباء والفيحاء لن تُهان كرامة البشر في أرض العراق التي صدر منها اول قانون في تأريخ البشر.
انضحوا ما شئتم من مياه الأمطار وقبلوا ما استهويتم من أيادي وأرجل الدواب… ان كان هذا قدركم فكونوا عنده دوماً قدر ما حببتم لكن كرامة أبن الرافدين لن تُهان ليسود السيد المُهان.