17 نوفمبر، 2024 1:38 م
Search
Close this search box.

أردوغان يغيّرلعبةَ التحالفات في المنطقة

أردوغان يغيّرلعبةَ التحالفات في المنطقة

فاجأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،الاوساط السياسية،والدولية،بجملة من الإجراءات،والتحالفات ،التي من شأنها أن تعيد التوازنات الى الشرق الأوسط،،وأولى هذه المفاجآت هي إندماجه في التحالف العربي،ألذي تقوده المملكة العربية السعودية ، ضد جماعة الحوثيين الإنفصاليين في اليمن،وإرساله الطائرات المسيرة والطائرات والاسلحة، الى قوات التحالف العربي في السعودية، لتغيير صفحات المعركة ضد الحوثيين في الحديدة وتعزّ، وجبهات القتال الأخرى، التي تشهد قتالاً ضارياً،بين الشرعية والحوثيين، والتي أحدثت ترجيح كفة القال لصالح الشرعية اليمنية، وتراجع قوات الحوثيين وتكبدهم خسائر فادحة، مما سيغير نتيجة تسريع نهاية الحرب في اليمن، وهذا الترجيح الأقرب، بعد فشل هجوم الحوثيين في مأرب والحديدة وتعز، وهذا مؤشر كبير على أن المنطقة ، ستشهد تحولات دراماتيكية سريعة، وبروز تحالفات أخرى ،تقلب الأوضاع رأساً على عقب، وهكذا تسارعت وتيرة الاحداث، والأخبار، لتعلن وجود تقارب تركي – مصري، وهو تحوّل مهم جداً،في لحظة تأريخية حرجة، بعد فشل الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة، في عهد الرئيس ترمب،في تحجيم الخطر الإيراني على المنطقة،وتغوّل أذرعه، وفصائله وميليشاته، في العراق وسوريا ولبنان واليمن،وتحوّل الإستراتيجية الامريكية الجديدة، في عهد الرئيس جوبايدن،من إستراتيجية الحرب العسكرية،الى إستراتيجية الحرب الناعمة،أي الحرب الدبلوماسية،التقارب التركي –المصري،والتقارب التركي – السعودي ،يمثّلان تحوّلاً إستراتيجياً، قد يغيّرلعبة التحالفات في عموم المنطقة،إضافة الى بروز تفاهم تركي تحالف آخرمع روسيا،بخصوص التواجد التركي – الروسي في سوريا وتحجيم الدور الإيراني في وسوريا،وهكذا الأمر نفسه مع الإمارات،إن التقارب التركي مع دول الخليج، ومصر وروسيا، والتقارب الاسرائيلي مع دول عربية وقعت وثيقة تطبيع وسلام هو،إنعطافة كبيرة، لتشكيل تحالف دولي( أو ناتو عربي – تركي – إسرائيلي)، ضد الارهاب بكل اشكاله في المنطقة،بعد التخاذل الأمريكي،الذي ظهر بعد إستلام بايدن رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا التحالف أو الناتو الجديد،يمكن أن يضع حداً لتهوّر ايران،وإنفلات أذرعها في المنطقة،في وقت تسعى الولايات المتحدة الامريكية، ممارسة الحرب الناعمة، بتحالفها مع بريطانيا وفرنسا والمانيا واوروبا، تجاه ايران، لإجبارها على الجلوس على طاولة التفاوض، وإعادة الاتفاق النووي الإيراني ،ورفع جزئي من الحصار، الذي يعدّ ميتاً من الجانب الامريكي،إذن الاتفاق النووي هو الشغل الشاغل لادارة بايدن واوروبا ،وكيفية العودة لبنوده وتطبيقه من قبل ايران، رغم رفض ايران الجلوس على طاولة المفاوضات ،قبل رفع كلي للعقوبات الدولية،وطردها لوكالة الطاقة الذرية الدولية والمفتشين ، ورفع التخصيب الى 60 بالمائة،اما مايجري في العراق، فحكومة الكاظمي تقف عاجزة عن مواجهة السلاح المنفلت، وفصائل ولائية خارج عن القانون، وتابعة لأوامر الولي الفقيه، وتعاني الحكومة من أزمات قاتلة ومشاكل عويصة لا قدرة للكاظمي والبرلمان على حلّها، في تناحر الأحزاب التابعة لإيران، والكتل الضعيفة، فهناك وباء كورونا، ومظاهرات تشرين، وإنهيار اإتصادي قائم ،رغم إرتفاع أسعار النفط،، واإتخابات برلمانية مفصلية ب،غياب محكمة إتحادية ، تشرّعن الانتخابات، وأزمات أخرى مثل، الخلافات مع الإقليم بسبب الموازنة، وتأخرها، وأزمة سنجار وفشل الاتفاق التاريخي،ورفض حزب العمال الكردستاني، الخروج من سنجار، وتنفيذ الإتفاقية،لهذا يضع الرئيس أردوغان تحالفاته على طاولة واحدة، لرسم خريطة جديدة في المنطقة، وتوقيع تحالفات مع أطراف عربية مهمة ،وتشكّل عموداً فقرياً في المنطقة ،ولها ثقلها العسكري الكبيرمثل السعودية ومصر،إذن تقف المنطقة اليوم أمام مفترق طرق، مع إيران، يتمثّل في إنهاء ملفات أساسية في مواجهة التغوّل الايراني وميليشياته،بعد تنصل امريكا عن دورها الإستراتيجي في المنطقة،الملف الأسخن الآخر هو، الحرب الافتراضية الاسرائيلية – الإيرانية،حيث ومنذ أكثر من سنة واسرائيل تشنُّ حرباً غير معلنة على إيران ،وميليشياتها في سوريا والعراق، وتقصف مخازن أسلحتها ومعسكراتها وسفنها، وقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني ومحسن قطب زادة أبو القنبلة النووية الايرانية ،دون أي ردّ ايراني،واليوم أصبحت تهديدات إسرائيل علنية و جدية وبإصرار لايران، بعد أن أصبحت القنبلة النووية الايرانية ،قاب قوسين وأدنى من التحقق،إذن المنطقة مقبلة على تحالفات إستراتيجية، ترافقها حروب إفتراضية، قد تشنّها إسرائيل وأمريكا ضد إيران وميليشياتها في المنطقة، وهذا ليس مستبعداً أبداً، فما يجري في الخليج العربي من تحشيد عسكري غير مسبوق، من قبل أمريكا وإسرائيل، يَشي بحدوث كارثة في الخليج العربي،أو حماقة تقدم عليها إيران وأذرعها ،بعد فشل مشروعها التوسعي في المنطقة، كما جرى مؤخراً على (أرامكو الظهران) /ومدن سعودية من قبل الطائرات الايرانية المسيّرة،كل الإحتمالات واردة في ظل تصعيد ايراني/ حوثي/ بمساندة حزب الله والميليشيات الولائية العراقية،وقصف قاعدة عين الاسد ومطار أربيل،مثالاً، بعد تهديدات وزير الدفاع الامريكي لويد أوستن ،بضرورة الردّ على الميليشيات التي قصفت عين الأسد، بكل الأحوال المنطقة الآن في عين عاصفة أخرى، بعد عاصفة غزو العراق،والتغييرات الجيوسياسية قادمة وقائمة لامحال، لتغيير شكل المنطقة،لاسيما وأن قيام حرب محتملة ،هو الحدس الأقرب، لوجود مبررات الحرب، وهو إصرار إيران وأذرعها على خلط الاوراق، والذهاب الى تنفيذ وتطبيق المشروع الايراني التوسعي،نحن نرى أن معارك الحوثي في اليمن ستنهتي بهزيمتهم الحتمية، بعد التطورات الأخيرة في جبهات القتال ،وفشلهم في الدخول الى مأرب، وهزيمتهم في تعز والحديدة،كل ذلك ،كان بسبب عدم إستثمارهم فرصة التفاوض مع أمريكا في عمُان، ورفض المقترحات الأمريكية في فض النزاع ،والجلوس على طاولة التفاوض، مع الحكومة الشرعية، وفقاً لقرارات الامم المتحدة ومجلس الامن، وحصر إيران في زاوية حرجة في سوريا، بعد تفاهمات تركية روسية سورية، على إنهاء ملفات الحرب ،تبقى عملية ملاحقة تنظيم داعش المنهار، والمتخفي في اأفاق في الصحراء، مسألة مسيطّر عليها ، ولم تقم له قائمة في العراق، بسبب كسر ظهره ،من قبل الجيش العراقي وأجهزته الأمنية ،التي كشفت أنفاقه ومضافاته كلها ،وألقت ألقبض على أبرز قادته ، ولم يتبق الاّ ملاحقة فلوله وإستسلامها في المغاور والكهوف والأنفاق، وهي مسألة وقت لاأكثر، تنظيم الدولة اللاإسلامية، إنتهى الى الأبد في العراق، وبقي الخطر الأكبر ،الذي يهدّد المصالح الامريكية هي الميليشيات الولائية، حسب الإستراتيجية الأمريكية ، التي أعلن عنها وزير الخارجية الجديد، بلينكين بكل وضوح، قائلاً ((لايمكن مغادرة القوات الامريكية العراق، وتسليم العراق لايران وميليشياتها))، ومبادرة الرئيس أردوغان في العودة الى الحضن العربي،أمر بالغ الاهمية لإنشاء تحالف دولي عربي –تركي ، مضافاً اليه إسرائيل، لمواجهة الردع الايراني، وتحجيّم دورها المتصاعد في المنطقة، وتهديد المصالح الاستراتيجية الامريكية والاوروبية ، ونضيف لها اليوم المصالح التركية ،والنفوذ المتعاظم لها في المنطقة، فهل ينجح الرئيس أردوغان في خطوته هذه، ومن حقنا نسأل الرئيس أردوغان عن هذه الخطوة، هل هي خطوة تكتيكية أم إستراتيجية،ام للتخلّص من الضغوط الفرنسية والالمانية وغيرها ،أم من الهروب من المشاكل الداخلية التي تواجهه مع خصومه..!!!

أحدث المقالات