عقد في مدينة اسطنبول التركية مؤتمرا عراقيا برعاية تركية، لنصرة انتفاضة الشعب العراقي وثورته الباسلة ضد الاستبداد السياسي الطائفي، الذي تمارسه حكومة المالكي بحق طوائف شعب العراق الأبي،وقد ألقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ،كلمة في هذا المؤتمر ،أكد فيها على وحدة الشعب العراق وسيادته واستقلاله ، والوقوف الى جانبه في محنته ،مطالبا الى إقامة حكومة راشدة فيه ،بعيدة عن الاستبداد والدكتاتورية الطائفية وإقصاء وتهميش فئات الشعب ،لا تقمع شعبها المنتفض وتقتل متظاهريه،ولا تسوق أبناءه الى سجون سرية وعلنية بحجة الإرهاب وتدفع مئات الألوف الى السجون هذه بلا محاكمات وأوامر إلقاء قبض،ولا تهم سوى تهمة (4ارهاب )،والذي يسميها العراقيون (4سنة )،وتقصي ملايين البعثيين من وظائفهم ، وتقطع أرزاق عوائلهم منذ بدء الاحتلال الأمريكي الوحشي على العراق ،هل هذا الكلام الذي يقوله اردوغان هو ضد شعب العراق وتحريض على قتل أبنائه ،أم أن تصريحات قادة وملالي طهران التي تعلن صراحة التحريض على قتل أبناء العراق (آخر تصريح كان لوزير خارجية ايران الأسبق ممثل خامنئي علي اكبر ولاياتي الذي طالب حكومة المالكي باستخدام القوة للقضاء على المتظاهرين)،فمن أكثر عدوانية وصلفا ضد شعب العراق (اردوغان أم ولاياتي)،حتى يخرج علينا نائب دولة القانون ياسين مجيد ليطالب بقطع العلاقات الدبلوماسية مع تركيا وطرد السفير التركي من بغداد و قطع العلاقات كافة مع تركيا ،ويردف بالقول، (أن تركيا أصبحت العدو الأول للعراق ،وان هذا المشروع يعد بداية لتدمير العراق على الطريقة السورية) ،ونحن هنا نسأل نائب دولة القانون، من هو الذي غارق في الدماء العراقية الى أذنيه، من خلال قوة نفوذه السياسي والعسكري الميليشياوي والسطوة الدينية الخاضعة لولي الفقيه الإيراني، هل هو تركيا أم ايران؟؟؟ ،ومن هو العدو الأول للعراق، تركيا أم ايران؟؟ وباعتراف اغلب الكتل والأحزاب الحاكمة والمشاركة في العملية السياسية ،سؤال لا يحتاج الى إجابة لان شعب العراق والرأي العام يعرف الجواب وان ايران هي من توغل وتولغ في الدم العراقي منذ بدء الاحتلال الأمريكي الغاشم على العراق وباعتراف (محمد علي ابطحي مدير مكتب خاتمي سابقا واعتراف رفسنجاني )أن لولا ايران لما استطاعت أمريكا من احتلال العراق ،هل هناك ابلغ من هذا الاعتراف الصريح أن ايران هي من يحتل العراق بعد رحيل وهروب القوات الأمريكية الغازية بفعل المقاومة العراقية الباسلة،إن كلام النائب ياسين مجيد، هو تغول للرأي العام وتضليل للحقائق على الأرض ،الهدف منه تشويه ثورة العراقيين ضد الظلم والاستبداد الحكومي ،ولي ذراع المنطق وطمس الحقائق التاريخية ،وهو تسطيح لوعي العراقيين واستفزازهم وتحريضهم ضد التظاهرات السلمية ،التي تطالب بحقوقها الشرعية والإنسانية، في الوقت الذي لا ننكر فيه، أن تركيا لها مصالحها في العراق ،مصالح سياسية واقتصادية ،ولكن ليست على حساب الدم العراقي المراق منذ عشر سنوات ،وهذا شيء طبيعي حالها جميع الدول الأخرى ،أما تدخلاتها في الشأن العراقي فكانت دائما تدخلات من مصلحة شعب العراق والذي تؤكد فيه ألحفاظ على وحدة وسيادة واستقلال العراق أرضا وشعبا وحضارة،ولم نسمع أن عبوة (تركية) انفجرت على مواطن، ولا تفجير إرهابي في سوق شعبية أو في مؤسسة حكومية، أو أي اغتيال غادر لأي من رجال الدين وعلماء العراق ورموزه الوطنية وقادة جيشه السابق ورؤساء عشائره الوطنيين وغيرهم، وكانت وراءه( حكومة اردوغان) ،على عكس حكام طهران الذين يتباهون بقتل رموز العراق وقادته ،وهناك الآلاف من أبنائه أسرى منذ ثلاثين عاما في سجون طهران ،وان كل التفجيرات والعبوات والصواريخ والأسلحة الكاتمة للصوت هي إيرانية الصنع (حسب عرض الفضائيات وتصريحات محمد العسكري ناطق وزارة الدفاع العراقية)،إذن تصريحات نائب دولة القانون هي لذر الرماد في العيون وتأجيج الوضع العراقي الطائفي أكثر مما هو عليه الآن ،والقصد منه تحويل أنظار العالم مما يحدث من ثورة عراقية شعبية سلمية ،ولكي يرسل رسالة خاطئة الى العالم بان وراء هذه التظاهرات الجماهيرية (دولا أجنبية وعربية هي تركيا وقطر وإسرائيل وبتمويل هذه الدول )،وهي تهمة أبطلها المتظاهرون بإصرارهم على التظاهر السلمي منذ أكثر من شهر مضى ،وان هذا القول لا يصدقه عاقل على الإطلاق ، وهي محاولة يائسة لتصدير الأزمات الى دول الجوار الإقليمي ،وهي عملية مفضوحة ستثبتها الأيام القليلة القادمة ،ولا تنطلي على العراقيين وغيرهم،تركيا واردوغان معادلة صعبة في المنطقة وعلى الآخرين أن يدركوا دورها الإقليمي الحريص على سيادة الدول واستقلال شعوبها ،واعتقد أن نصب صواريخ الباتريوت على الحدود التركي- الإيرانية هي وراء هذه الحملة الشعواء على اردوغان التركي …….