23 ديسمبر، 2024 11:58 ص

أردوغان والسيناريوالامريكي- الروسي

أردوغان والسيناريوالامريكي- الروسي

يبدو لي ان الرئيس الروسي فلادمير بوتين، ماض في مشروعه الذي يريد ان يفرض به سيطرته وهيمنته الكاملة على المنطقة وانطلاقا من سوريا، فبعد ان بنى قواعد جوية وبحرية ، وتواجد عسكري لامثيل له هناك ،بحجة الدفاع عن بشار الاسد ونظامه ،اخذ يوسع من حضوره وامتداده العسكري في سوريا ليحكم قبضته العسكرية على كل الاراضي السورية، وتنفيذ مشروعه هناك،باقامة عدة كيانات لتقسيم سوريا على المقاس الروسي،كما تريد امريكا ان تقسم العراق على المقاس الامريكي ، فبوتين يريد اقامة دويلة كردية بحكم ذاتي ،على الحدود مع تركيا عاصمتها مدينة (اعزاز) وتشمل الشريط الحدودي التركي –السوري،ويشمل مدن تل الابيض وعفرين وكلس واعزاز والقامشلي ونصيبين وغيرها ،ودويلة علوية في اللاذقية وما حولها، وهكذا يستطيع الهيمنة والسيطرة لقرون طويلة يضمن تواجده في المنطقة ،واوباما يريد تقسيم العراق الى دويلات ودكاكين طائفية لامراء الحرب وقادة الاحزاب التي جلبها الاحتلال الامريكي معه عندما غزا العراق ، وجلب معه ايضا مشروعا جاهزا للتنفيذ هو مشروع بايدن  الذي صمم على المقاس الامريكي بتقسيم العراق الة دويلة للسنة ودويلة للشيعة وديلة للاكراد ،هكذا تلتقي مشاريع الاستعمار ،لتتقاسم النفوذ وتحقيق مشاريعها واحلامها ومصالحها ، على حساب الام ومعاناة ومستقبل الشعوب وحريتها واستقلالها ،اليوم نشهد بعد احتلال العراق، تنفيذ الصفحة الثانية من السيناريو الامريكي-الروسي ، ففي العراق بات الامر واضحا ان ادارة اوباما تسعى مسرعة الى تنفيذ مشروعها ، والاعلان عنه ،بعد معركة استعادة الموصل وانتهائها من تحرير الانبار، وقد هيأت لمشروعها كل شيء ، فالاقاليم جاهزة على الخريطة، وجاهزون اناسها في واشنطن، وتحتاج فقط الى مزيد من الدعم الداخلي ، وهي جادة في ايصال الامور الى مديات يضطر ويجبر المواطن العراقي بالقبول بالاقليم رغما عنه،فوضعت شرطا لتحرير الانبار والموصل لسنة السلطة (اما داعش يحكمكم او اقليم ينجيكم منه)، وكلاهما مر بالنسبة للعراقي ن وهكذا فعلت مع شيعة السلطة الحاكمة فاشترطت ي(اما الميليشيات تحكمكم وايران او الاقليم يحميكم)، ونفس الشيء مع الاحزاب الكردية والازمة السياسية المفتعلة حول زعامة الاقليم واقصاء السيد مسعود البرازاني ،بتنفيذ ضغوطا على جلال وحزبه وكتلة التغيير للضغط على رئيس الاقليم كي يتنحى وتذهب الاوضاع هناك الى الفوضى كما تريد ادارة اوباما ، والدليل افشال المحادثات الكردية مع بغداد وامتناع بغداد عن دفع رواتب موظفي الاقليم بحجج واهية وهي ممارسات اجرامية تجويعية مع المواطن من قبل الحكومة وهكذا فعلت مع نينوى والانبار لتركيعهما واذلالهاما ، بحجة داعش، وهي ضغو امريكية لتئييس وتركيع الشعب وقبوله بما تملي عليه امريكا وادارتها من مشاريع تقسيمية ، ولكن ما يجري في سوريا هو الاسوأ والامر، فالمشروع الروسي هناك بدأ تدميريا بقصف عنيف جدا شمل كل مرافق الدولة والبنى التحتية ، كما يجري الان في الموصل وما تقوم به ائرات امريكا وتحالفها بتدمير البنى التحتية للموصل بحجة القضاء ومحاربة داعش، وهي تعرف تماما ان البنى التحتية لايسكنها داعش ولايضع امواله وممتلكاته فيها او يتحصن فيها لانه ليس بهذا الغباء فهو اذكى منها بكثير وافعاله الشيطانية تؤكد هذا، ولكن المشروع الروسي بدأ اكثر بشاعة واكثر وضوحا، بل اعلن عنه ، وماض بتنفيذه ، وهو تقسيم سوريا ، واقامة دويلة كردية بحكم ذاتي يرأسها زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستناني السوري صالح مسلم،وجناحه العسكري وحدات الشعب وحزب العمال الكردستاني الذي يعمل بوتيرة عالية مع وحدات الشعب السوري، ليحقق نفس الهدف باقامة دويلة اخرى في جنوب تركيا تتماهى مع دولة صالح مسلم ، بدعم روسي وايراني كبير جدا، فهل يتحقق الحلم الروسي-الايراني ، وما هو موقف اردوغان والحكومة التركية والشعب التركي ، وهل نشهد تدخلا تركيا في العمق السوري لافشال مشاريع روسيا وايران على الحدود التركية –السورية ،ولكي نجيب على تساؤلات الشارع التركي والعربي، لابد من تحليل ما يجري على الارض في المنطقة لكي نستطيع اقناع القاريء بما يجري على الحدود السوري خاصة وداخل العمق السورية خاصة ، واهمية مناورات رعد الشمال السعودية التي تضم اكثر من عشرين دولة عربية واسلامية وبواقع(300) الف مقاتل ومئات الائرات والاف الدبابات وتهيئة مطارات وقواعد جوية وبرية لانجاح هذه المناورة التي تعد الاكبر والاخطر في الشرق الاوسط، والتي لايمكن ان تكون مناورات عابرة وهامشية ولاغراض تدريبية ،كما يتوهم البعض، او رسالة تهديدية وتخويفية لدول الجوار وتحديدا ايران ، التي تشكل التهديد الاكبر للمنطقة، برعايتها للارهاب الدولي ،وهي السبب الرئيسي لما يجري من ارهاب دولي تقف وراءه وتدعمه وترعاه وتسلحه وتدربه وتموله ايران ، وما ظهور تنظيم داعش والميليشيات الا دليل واضح على ان المشروع الايراني في المنطقة تنفذه ايران بميليشياتها (حزب الله والحوثيين وميليشيات عراقية عددها اكثر من 53 زائدا تنظيم داعش)، لذلك ترى تركيا ان خطر المشروع الروسي اصبح يهدد امنها القومي ويحرض مواطنيها من القوميات الاخرى وخاصة الكردية ذات الغالبية في الجنوب التركي بالانفصال، فجاءت تصريحات اردوغان مباشرة وقوية وواثقة وتهديدية لامريكا( اما تركيا او الاكراد)، بعد اجتماع وفد امريكي بصالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني السوري في عين العرب(كوباني)، والذي اعتبرته تركيا واردوغان دعما مباشرا لمشروع روسيا وتناغما معه في قيام حكم ذاتي للاكراد السوريين على الحدود مع تركيا، وهكذا كثفت روسيا قصفها للتركمان في جبل التركمان ومدينة اعزازمن بنى تحتية ومستشفيات ومدارس وبيوت مواطنين ابرياء ، لافراغها من سكانها واجبارهم على النزوح لتركيا، الامر الذي اجاب عليه فورا اردوغان ورئيس وزراءه داوود اوغلو، ان تركيا لايمكنها استقبال مئات الالاف من نازحي سوريا وهددوا اوروبا بارسالهم اليها ،وهدد بعدها اردوغان باجتياح الاراضي السورية واقامة منطقة عازلة للنازحين، وتم تحشيد الجيش التركي الان على ول الحدود التركية السورية ، في وقت وصلت طائرات التحالف الاسلامي العسكري الى قاعدة انجرليك في تركيا، والانتظار بدخول الجيش السعودي والتركي الى العمق السوري لمحاربة تنظيم داعش ، هنا لابد من القول ، كيف نضمن التحالف الاسلامي العسكري من التوافق مع امريكا وروسيا وايران في محاربة تنظيم داعش، علما ان الجيش السوري للنظام قد تقدم باتجاه تطويق الرقة عاصمة تنظيم داعش،في حين طوقت امريكا بالجيش العراقي والبشمركة والحشد الوطني مدينة الموصل لاستعادتها وتحريرها، اقصد هل هناك توافق كل هذه الاطراف للقضاء على داعش بهذه القوة العسكرية العظمى، ثم ماذا بعد هزيمة داعش في العراق وسوريا، هل تنتهي الجيوش من واجباتها العسكرية وتعود الى ثكناتها، ام ان لها واجبات اخرى غير معلنة ، والى اين ستكون وجهتها بعد داعش، هل لمقاتلة الميليشيات التي تصنفها بالارهابية الدولية(واقصد بها حزب الله والميليشيات العراقية وحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني السوري وجبهة النصرة والحوثيين والجيش الحر واحرار الشام  وو….وكثير من التنظيمات الاسلاموية المتطرفة سوار كانت سنية او شيعية او قومية عنصرية وغيرها)، لااعتقد ان يجري هذا الا لهدف مشترك هو اعادة تقسيم المنطقة كلها على اسس جديدة ،متفق عليها دوليا وعربيا، وهي صنع خريطة جديدة على انقاض سايكس-بيكو،التي تنتهي صلاحيتها نهاية هذا العام ، بعد مرور مئة عام على انشائها،اردوغان وحكمته وقوته التي يستند عليها الان وهي قوة التحالف الاسلامي العسكري ومناورات رعد الشمال التي زلزلت عروش الطغاة العنصريين في ايران ،اضافة لقوة تركيا العسكرية وكونها عضوا مؤسسا في الناتو وتهديد رئيس الناتو رسالة واضحة لروسيا ،ان لاتلعب روسيا في النار التركية لانها ستحرقها ، اردوغان افشل بتحشيده العسكري ،والتهديد بالتدخل العسكري في عمق الاراضي السورية ، المشاريع الامريكية-الروسية -الايرانية في سوريا….