منذ ان احتلت الدولة العثمانية العراق ولغاية خروجها اثناء الحرب العالمية الاولى بعد ان استمر الحكم اربعة قرون لم نر اي اثر عمراني أومعلم مضيئ للعثمانيون اثناء مدة الاحتلال,بل اتشحت البلاد بالجهل والامراض وهذا ماكانت تخطط له ومنعت المجتمع من التعليم وبناء المدارس والمستشفيات والقت بضلال تلك الامورالمهمة الى الشعب كي يتعثر ولايدرك معنى الثقافة وطعم الحياة ,وجاء في بعض كتب المؤرخين ان الدولة العثمانية فقط انشأت شارع ناظم باشا الذي هو امتداد لشارع النهر عام 1910 وارصفته بالطابوق كانجاز تتفاخر به امام العراقيين بعد ان سرقت خيرات البلد لتعمر وتبني بها إسطنبول ,وضلت طيلت هذه السنين تضمر العداء ولاتقدم يد العون الى الشعب العراقي في جميع المجالات حتى وصلت الحالة الى قطع الحصص المائية من خلال انشاء مشاريع اروائية وخزانات على منابع نهري دجلة والفرات وهذا مخالف عن للاتفاقيات الدولية , واليوم لم يتفاجىء الشعب العراقي ما قام به اردوغان صاحب النزعة الشيفونية بعد ان فتح معابر وسمح بدخول وتدريب القيادات الداعشية الحدود التركية السورية وانشاء معسكرات لهذا الغرض , وما قامت به احدى الطائرات الروسية ودخولها الى الاجواء التركية كانت تراقب الأليات ومواقع تنظيم داعش ولم تخترق تلك الطائرات الاجواء الا بعد ان تأكدت بوجود معسكرات ومواقع لداعش وعلى اثرها تم أسقاط الطائرة وادعت تركيا بانها أنتهكت مجالها الجوي ,ان سياسة اردوغان وحزبه العدالة والتنمية يتعرض الى انتقادات شديدة في الداخل ومن الدول الاقليمية وكان يطمح ان يحول الحكم في تركيا الى رئاسي وسببت سياسته الى غلق الكثير من الشركات التركية وانخفاظ سعر صرف الليرة التركية وحدوث ازمات اقتصادية عصفت بالبلاد وعبر عنها الشعب بتظاهرات واسعة , اراد اردوغان بان يكون له موطىء قدم في شمال العراق وماقام به هو لعدة اعتبارات منها ان الحشد الشعبي المقدس استطاع ان يحقق انتصارات في مختلف قواطع العمليات وخصوصا بعد ان وصل على اطراف مدينة الموصل المحتله وتكامل وضع الخطط للهجوم على المدينة وتحريرها بمنهجية وعزيمة الحشد والمقاومة الاسلامية لذلك اراد ان يسرق تلك الانتصارات ويحول تفاعل الشعب وثقة المواطن العراقي بالانجازات الكبيرة للحشد بان يحول انظار الراي العام الى قضية ثانوية لدرء الخطر ودفعه عن مدينة الموصل , ومن ناحية اخرى ارادوا الاتراك ان لايكون للشيعة سيطرة وتحكم بالمدن السنية وايقاف زحفهم لتلك المدن في الوقت الذي يقاتل الارهاب ويحرر تلك المدن هم عراقيون وان كانوا من طوائف اخرى يجتمعون تحت خيمة وطن واحد للدفاع عن ترابه من شماله الى جنوبه ,كان الجانب الكردي ولازال شريك في عملية الخيانة الكبرى في السماح لدخول تلك القوات التركية الى شمال العراق متناسين بان الدولة التركية تحارب اي هدف ينشىء من اجل قيام دولة كردية ولاتسمح باعطاء مكانة لأكراد تركية للمشاركة بالحكم رغم اعدادهم بالملايين , وهي في حرب مستمرة مع حزب العمال التركي ولاتتحاور معه لانها لاتعترف بالقومية الكردية والمطالبه بالاستقلال , ولربما ستنعكس الازمة السياسية والعسكرية على الحكومة الكردية لتماديها وسيطرتها على قرى كانت تابعة الى الحكومة المركزية حينما اطلقت شعار ( الارض مقابل الدم) وضمت سنجار لها عنوة ,وهذا يشكل خطر على الجانب التركي باتساع اراضي كردستان , وهنالك امر مدبرومخطط له بان الاتراك ارادوا من دخولهم الاراضي العراقية هو قطع الطريق على ايران وان تمارس ( الضد النوعي ) بعد ان عجزت الدول العربية وانها غير مؤهلة للعب هذا الدور ولانشغالها بمشاكل اليمن والبحرين وسوريا فتكفلت تركيا بهذا الدور التخريبي , كما لاننسى ان تركيا تمر بأزمات اقتصادية بين الحين والاخر ومستمرة وارادت بذلك ان تشغل شعبها بمشاكل اقليمية لتحصل عل دعم من دول الخليج العربي ولاظهار تركيا امام الدولة الاوربية بانها دولة قوية ولها تأثير ستراتيجي في عملية استقرار السلام في المنطقة , وفي وقت سابق ضيفت لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب العراقي سفير انقرة في بغداد فاروق قايمقجي في جلسة استمرت اكثر من ساعة ونصف لتقديم ايضاحات حول توغل الجيش التركي الحدود العراقية وانتهاك السيادة وقد ساق السفير التركي مجموعة من المبررات منها على اساس ان هنالك اتفاق مع الحكومة ومع رئيس الوزراء وهذا مانفاه قطعيا رئيس الوزراء وقال لايوجد اي اتفاق ومن ادعى ذلك فهو افتراء ومحض , كما برر السفير التركي ذلك بانه جرى اتفاق بينه وبين محافظ الموصل السابق اثيل النجيفي لحماية معسكر الحشد الوطني من هجمات حزب العمال وعلى اثرها دخل مايقارب 1000 جندي وعشرات الدبابات وحاملات النقل وكاسحات الالغام الى معسكر بعشيقة , ببركة مسعود البرزاني الذي ستنعكس تلك الازمات مستقبلا في استقرار الاقليم ان شاء الله وموافقة مبطنة من السياسين السنة الذي غاب عنهم الحس والتصريح الوطني ناهيك عن بعضا منهم من يؤيد ذلك ويقول ان تواجد القوات التركية منذ سنين ولم يفكر بسيادة الوطن فوق كل اعتبار .