23 ديسمبر، 2024 4:53 م

لانذهب بعيداً ونأتي مثالٍ لدولٍ متقدمة من جميع النواحي على العراق, بل نذهب الى أقليم كردستان وهو جزء لايتجزء من العراق, حيث أستطاع وخلال سنتان أن يطور حقل غازي (خورمور) بأستثمار أجنبي مع مستثمر من داخل الأقليم, من أنشاء محطات لتوليد الكهرباء في أربيل والسليمانية بطاقة 2000 ميكاواط, وسترتفع قريباً من خلال محطة اخرى في دهوك بطاقة 3000 ميكاواط, ناهيك عن حقول الغاز التي أغنت الأقليم بالغاز وعدم حاجتهم للأستيراد من الخارج .
يمتلك العراق كم هائل من الخزين النفطي, أذ يعد  5 دولة في العالم من حيث الأحتياطي, وينتج يومياً 3.4 مليون برميل والصادرات 2.9 مليون برميل يومياً .
ونتفاجأ بخروج نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة, السيد حسين الشهرستاني وهو فخور بكون العراق في السنة القادمة سيصدر 12 مليون برميل نفط يومياً, دون معرفة أين تذهب واردات النفط وماهي الخدمات التي قدمتها الحكومة للمواطن, ولماذا هذا الأهتمام بالنفط فقط وأهمال باقي ثروات البلاد, لماذا نعمل بعكس دول العالم في كل شيء نهتم بجانب واحد ونهمل باقي الجوانب, حتى في زيادة أنتاجنا للنفط نتقدم للوراء يزيد فقرنا وتتصاعد الأسعار وتزيد البطالة ..
في ظل هذا التصدير الهائل للنفط والهدر المتعمد أو غير المتعمد للغاز, والأهمال في قطاع الزراعة والصناعة أصبحنا نستورد الغاز, ومشتقات النفط والطاقة الكهربائية وكل شيء من دول الجوار بينما نحرق كل يوم الغاز في الهواء بقيمة مليار دولار سنوياً, و القطاع الصناعي كان يشكل 14% من واردات العراق,  والشيء الذي يحز في نفوسنا أن الحكومة لم تبني أو تطور مصافينا ومصانعنا وتركت الفلاح دون دعم, وبدأت تستورد كل شيء من دول الجوار وأنعشت أقتصاد تلك الدول بعد أن كنا نحن من يصدر .
نحن نحرق الغاز في الهواء ونذهب للتعاقد مع وزارة النفط الأيرانية بقيمة 3.5 مليون ودلار لمد خط أنابيب لنقل الغاز من أيران الى العراق وتوليد الطاقة الكهربائية, وتجاوزت فاتورة الأستيراد حسب أرقام وزارة التخطيط منذ عام 2003 الى الأن 25 مليار دولار, وهي تكفي لبناء مصافي حديثة متطورة تصل طاقتها لأكثر من مليون برميل يومياً, وأن وزارة النفط ستتعاقد مع شركة عالمية للأستثمار الغاز, في بعض الحقول الجنوبية مقابل التنازل, عن نصف الغاز المستخرج لصالح الشركة المستثمرة.
وسيبلغ أنتاج النفط في عام 2017 حوالي 13 مليون برميل يومياً, وبأعتراف رئيس شركة نفط بريطانية (تعد الشريك الأول في العراق), بأنهم يتوقعون أن يتراجع أنتاج النفط العراقي في عام 2020 من 5 ــــ6  مليون برميل يومياً بسبب الأختناقات في البنى التحتية وغيرها .
ومن حقي كمواطن عراقي أن أتسائل, لماذا هذا الهدر في الغاز؟ لماذا لايوجد تخطيط في أنتاج النفط؟ أين تذهب واردات النفط الهائلة في ظل زيادة الأنتاج؟ لماذا لاتفكرون بالأجيال القادمة وما سيبقى لهم من ثروات؟ لماذا الأهمال المقصود بقطاعي الزراعة والصناعة؟ لماذا نستورد كل شيء ونحن باستطاعتنا الأنتاج في كل القطاعات أليس العراق بلاد السواد أليس فيه خير لا ينقطع!!
 نحن نعلم أن أستخراج النفط بهذه الكمية سيحقق نمو الأقتصادي بسرعة كبيرة, ويخرج الفرد العراقي من سلة الفقر, في ما لو أستخدمت هذه الثروة لصالح بناء الدولة .. الذي يرتكز على بناء الفرد والمجتمع .. وأن واردات النفط الضخمة أما يجب أن تستثمر بمشاريع تنموية, وبعائدات أموال التنمية سنصبح غير محتاجين الى تصدير النفط أصلاً .. ونهتم بالزراعة والصناعة لأنها أساس لنهوض البلد, هكذا تعمل الدول المتقدمة ياسيادة المستشار لا حاجة الى أن أخبرك فأنت عالم ذرة!! أما سبب زيادة أنتاج النفط أصبح معروف للعراقيين جميعاً وهو جمع المليارات و وضعها في جيوبكم .. أما الشعب والأجيال القادمة فـ(ط….) .