بعد تقاطع المعلومات بانتهاء عصر المالكي وما خلفه من بؤس وحزن تمثل بنزيف مستمر لدماء العراقيين الأبرياء على امتداد مساحة العراق ، وفشل سياسي مخجل وضياع وهدر لأموال وكفاءات البلد وبناه التحتية ، وسرقة ممنهجة لثرواته وخيراته .. وبعد أن تواردت الأنباء بأن التحالف الوطني يعد العدة ضمن عدة خيارات لأختيار شخصية لرئاسة الحكومة ، ليس المالكي طرفا فيها .. بدأت عيون العراقيين الناعسة البريئة الجميلة تلمح عن بعد (خضار) ذلك الضوء الموجود في نهاية النفق الأسود الذي وضعنا فيه المحتل الأمريكي منذ عقد كامل بتقصد مشهود او غباء معهود .
وحتما فان اربيل او احد مصايفها ستكون المحفل الذي سيشع فيه ذلك الضوء الأخضر فوق رؤوس المجتمعين الذين أجبرتهم الظروف والوضع السياسي الجديد في العراق الى ايجاد مخرج مستعجل من المحنة العراقية الخطيرة وفق رؤى جديدة قد تحتم على الجميع تقديم التنازلات والضمانات التي تؤدي الى تصحيح أخطاء جهلة السياسة وايجاد البلسم الشافي لما تسببت فيه من امراض مزمنة في أس النسيج الأجتماعي العراقي .
لماذا أربيل ؟.. من المؤكد أن أربيل أصبحت بيت السلام ، بسبب وقوفها من الجميع على مسافة واحدة ، وبسبب سياسات الأعتدال والتسامح التي انتهجتها قيادات الأقليم منذ بداية احتلال العراق ، ولأنها ضمنت لكل من نزل برحابها السقف والأمن والغذاء والدواء .. دون تمييز بين الطوائف او القوميات ، او حتى التمييز بين اصحاب الأيديولوجيات وبين من كانت الوسطية والوطنية سمة واضحة له .
على أن اجتماع اربيل (العراقي الصرف) الذي ندعوا الله أن يتم خلال الأيام القادمة سيمكن لأطراف عراقية أصيلة وصفها الكثير بالثائرة من حضوره ، اضافة الى اطياف العملية السياسية على مختلف مشاربها ، وخصوصا تلك التي اجبرها الوضع الجيوسياسي الجديد على نزع رداء الراديكالية وربما التبعية والتوجه نحو وسطية مقبولة شاؤوا ام ابوا .. والجميع يدعوا الله أيضا أن تتمثل المرجعية الدينية في النجف على مستوى عالي في هذا الأجتماع ، وحتمية وجود مفتي الديار العراقية في اروقته .. لتتشكل حكومة وطنية جديدة بعد التدقيق باختيار اعضائها ومقبوليتهم لكل العراقيين ، وسيخرج علينا هذا الأجتماع بسياسات جديدة ايضا ، تضمد الجراح وتضع نصب عينيها العراق الواحد الموحد .. بعد اعطاء الحقوق وشجب التهميش والأقصاء وضمانات مؤكدة بتصحيح الدستور ومثالب الطائفية السياسية التي نخرت جذع العراق .. ساعتها ستكون داعش قصة سخيفة من الماضي ، بعد أن يتولاهم ابناء محافظات العراق (الست) خلال سويعات ويبيدوهم عن بكرة ابيهم ، متمنطقين بحقوقهم المشروعة التي عادت اليهم وبحبهم الأزلي لعراق المحبة والسلام .