18 ديسمبر، 2024 3:36 م

أربيل بين الاحتفالات والمفخخات !!

أربيل بين الاحتفالات والمفخخات !!

لم يمض يوما واحدا على اعلان نتائج انتخابات برلمان كردستان حتى دوت في مسامعنا أنباء سلسلة التفجيرات الارهابية التي هزت محافظة أربيل عاصمة الاقليم ، مما يعزز الشك بان الخلافات السياسية تقف وراء تصعيد المواقف الأمنية التي ربما يكون مبتغها ايصال رسائل لتحقيق الاتفاقات التي سبق وان ابرمت ، أو الحصول على مكاسب تضاف الى تلك الاتفاقات.
لايخالفنا الرأي أحدا عندما نقول ان اقليم كردستان كان مثالا للأمن المستتب على مستوى العراق منذ سقوط النظام العراقي السابق وحتى سلسلة التفجيرات التي شهدتها أربيل اليوم الأحد ، وربما تفسد هذه التفجيرات الاستقرار الذي شهدته محافظات الاقليم التي تعد مركزا لاستقطاب السياح والزائرين من بعض الدول وعموم المدن العراقية ، بالاضافة الى بلوغ درجة الخطر الى أعلى مستوياتها عندما تطول يد الارهاب عاصمة الاقليم التي شهدت الاستقرار لسنوات كما أسلفنا.
 وهنا يأتي السؤال الذي يطرح نفسه .. لماذا جاءت تلك التفجيرات بعد اعلان نتائج انتخابات برلمان الاقليم ؟! ، هل شغلت الفرحة والاحتفالات التي اجراها حزب بارزاني بمناسبة الفوز الأجهزة الأمنية مما أدى الى الانفلات الذي تسبب في سلسلة انفجارات ؟! ، ام وعود قطعها على نفسه ربما تنبأ الاشارة بعدم تنفيذها ؟! .. مهما تكن الأسباب والمبررات فالنتائج التي تترتب على تلك التداعيات خطيرة للغاية على الرغم من التطمينات التي ادلى بها محافظ أربيل “ان الوضع مسيطر عليه” الا ان استشهاد واصابة نحو (33) مدني وانفجار عدد من السيارات المفخخة واطلاق نار عشوائي بالتزامن يقلق اوضاع الاقليم ولا يستبعد ان يلتحق بالمحافظات الأخرى التي تشهد العمليات الارهابية.
الاقليم ذلك القوة المسيطرة على ضبط حدودها طيلة سنوات بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني ومشاركة نظيره الاتحاد الوطني الكردستاني اللذان لم يظهرا خلافا طيلة توليهما سدة الحكم ، الا انه في الفترة الأخيرة أخذت تطفوا على السطح بوادر خلاف بينهما مما يجعل من هذا الخلاف ان يكون مدخلا لتشجيع القوى التي لا يروق لها استقرار الاقليم لتنفيذ مآربها ، حيث يشوب القلق والترقب المحافظات العراقية قبل أربيل ذاتها لانه ربما تعد للكثير مقياس للاستقرار الأمني على مستوى البلاد ، فما بال الاستقرار ان دكت مقياسه العمليات الارهابية ؟!!.