22 ديسمبر، 2024 7:28 م

أربيل الوجه المشرق للعراق!

أربيل الوجه المشرق للعراق!

يوم بعد آخر يظهر رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني براعته في جمع الفرقاء السياسيين العراقيين وغير العراقيين على أرضية مشتركة من خلال تطوير نشاطاته الدبلوماسية والثقافية وزياراته المكوكية المستمرة لعواصم الدول الإقليمية والدولية لترسيخ السلام وتطوير العلاقات السياسية والتجارية مع العراق والدول الإقليمية والعالمية  وكذلك من خلال مشاركاته الفاعلة في المنتديات والمؤتمرات الموسعة التي تعقد بشكل دوري باشرافه وتحت رعايته بغية ترسيخ ركائز السلام والمحبة والعلاقة الإنسانية المتطورة بين الشعوب العراقية والإقليمية ، وفق هذا النهج الدبلوماسي المرتكز على الحوار والتواصل الحضاري وفكرة نبذ الخلافات الطائفية والعرقية التي ينتهجها رئيس الإقليم.

فقد باشرت مؤسسة “روداو”الاعلامية العملاقة تحت رعايتهبإقامة اكبر منتدى حواري في أربيل العاصمة وربما في الشرق الأوسط للسنة الثانية على التوالي لاستضافة واستقبال نخب متخصصة في العلوم والتربية والسياسية والثقافية من جميع انحاء العالم “أمريكا وروسيا وتركيا والأردن والامارات العربية و.. لوضع الأسس الصحيحة لعلاقة حضارية راقية بين مجتمعات وشعوب المنطقة ، ونشر السلام في ربوعها .

استمرت اعمال المنتدى على مدى يومين (1 ــ 2 مارس 2023) حافلة بالنشاطات السياسية والعلمية المكثفة.  تناولت سلسلة من البحوث السياسية القيمة تحت عنوان (نقاط التحول ومستقبل الشرق الأوسط) ، تضمنت الجلسات الأولى مواضيع علمية عن الطاقة”التغييرات في امن الطاقة ومنافسة الطاقة في الشرق الأوسط” لنائب وزير الطاقة الأمريكي السابق وروبن ميلز والرئيس التنفيذي لشركة قمر للطاقة ثم اعقبتها محاضرة ل “جيمس جيفري”رئيس برنامج الشرق الأوسط “بعنوان “ماهو توجه تركيا بعد 100 عام من تأسيسها ….ومواضيع أخرى مهمة تناولت حزمة من القضايا الشائكة التي يعاني منها العراق والعراقيل التي تواجه امنه واستقراره ، أسبابها ودوافعها؟ وكذلك بحث ودراسة “الاستمرارية والتغييرات في السياسة الإيرانية” للدكتور”حقي ايغور”و”ايروين فان فين” رئيس برنامج الشرق الأوسط في وحدة أبحاث النزاعات.

والحقيقة ان الإقليم شهد تطورا ثقافيا وسياسيا وعمرانيا ملحوظا منذ  2003 ، هذه النشاطات الثقافية  والمظاهر الحضارية التي تميزت بها العاصمة أربيل بشهادة ميدانية من قبل المراقبين والوفود العربية والاجنبية ، قابلتها مظاهر الجهل والتخلف والعودة الى حقبة القرون الوسطى في بغداد ؛ الوجه الاخر القبيح للعراق الجديد! ، لاشيء في مدينة الرشيد وابوجعفرالمنصور ينم عن الازدهار والتقدم  ومواكبة العصر ، الفساد والفوضى  ضاربة اطنابها في مؤسسات الدولة التي تتحكم فيها ميليشيات طائفية تشكل دولة قوية داخل الدولة الرسمية الهشة.

هذا البون الحضاري الشاسع بين مجتمعين مختلفين وقوميتين متباينتين داخل دولة واحدة ، شكل صراعا مريرا وداميا مستمرا في كثير من مراحل تأسيس الدولة العراقية. لم يكن سهلا على الحكام الطائفيين في بغداد وهم يرون أربيل تتقدم في ميادين الحياة وتنال اعجاب العالم  بينما عاصمتهم تغوص في الفوضى والفساد العارم وتعتبرها المنظمات الدولية اسوء مدينة في العالم لاتصلح للعيش الإنساني! وكان لابد لحكام بغداد ان يعملوا على إيقاف عجلةالنهضة الحضارية لأربيل ويضعوا حدا لتطورها المستمر بكافة الوسائل المادية والمعنوية  ومن خلال استهدافها عسكريا وسياسيا وخنقها اقتصاديا  وقطع الميزانية ورواتب الموظفين عنها ولم يتركوا طريقا شيطانيا الا وسلكوه لإزالة هذا الكيان المتطور الذي تحول الى”وصمة عار”على جبينهم  تذكرهم دائما بعجزهم وفشل سياساتهم في إدارة الدولة وتحقيق ابسط  متطلبات الحياة الكريمة للمواطنين ، وهم في محاولة دائمة لاسقاط المدينة او اجبارها على الاستسلام واعادتها صاغرة الى السلطة المركزية الحديدية الشبيهةبالنظام البعثي البائد او اكثر منه شراسة ووحشية.. عند ذلك وبذلك تكون اربيل وبغداد سواء بسواء كليهما يمثلان الوجه القبيح للعراق الجديد و.. “ما حدا احسن من حدا!” على قولة الاخوة اللبنانيين!