19 ديسمبر، 2024 9:00 ص

أربعون يومآ في مدينة الطب

أربعون يومآ في مدينة الطب

امضيت في مدينة الطب 40 يوما بلياليها برفقة والدتي المريضة التي اعتقد جازما بانها ذهبت للقاء باريها نتيجة اهمال طبي اكده لي اكثر من طبيب في اكثر من مستشفى خاص عند نقلها. في مدينة الطب لم اشاهد شيئا اسمه الرقيب حتى رقيب الضمير غائب واتساءل هل فكر وزيرنا الكردي في زيارة تفقدية اوميدنيه او هل فكر المفتش العام للوزارة بذلك. ومن هنا نبداء القصة.
الكوادر الصحية في هذه المدينة الطبية التي يجب ان تكون نموذجا متقدما لبقية مؤسساتنا الصحية لم يكن بالمستوى المطلوب، فليس هناك مراعاة لمشاعر المواطنين او تعاون من اجل جعل الاجواء اكثر انسانية وايجابية فعند الاعلان عن وفاة داخل الصالة لايؤخذ بالحسبان وقع مثل هذا الخبر الذي ربما لم يكن متوقعا لذوي المريض فيتم الاعلان بصوت عال على حشود من المراجعين ليتقدم المعني الذي يتحتم عليه نقل المتوفى بنفسه الى ثلاجة الموتى في حين من المفترض ان يتم الابلاغ بنوع من الهدوء وابداء مشاعر المشاركة حتى ولو كانت بادناها لاكما هو معمول به .هذا جانب والجانب الاخر خلال هذه المدة التي امضيتها لم اجد نوعآ من الرقابة او المحاسبة للذين لا يعملون كما يجب عليهم ولا اعلم ما هو دور المفتش العام في هذه الناحية واذكر ان امرأة وضعت مولدا ذكرا لكنها وبعد فترة وجيزة وجدت مكانه انثى!!فجن جنونها وعولت بالصراخ ولم يتم استرداده الا بعد جهد جهيد ليتبين بان احداهن نقلته متخفية الى خارج المستشفى ولم يكتشف الامر الا بعد تعاون احدى الحوامل التي ذكرت اوصاف المرأة التي اقدمت على هذا الفعل واالتي اوقفتها عند باب الخروج وهذا مايدل على قلة الرقابة.
طبعا هناك باب (جنه باب جدتي من تريد تفتحه ثلاثة ساعات يالله تلكه المفتاح بس ما مرتبط على ارواح ناس بل بيه شويه شاي وسكر لكن في مدينة الطب ليس الامر كذلك بل.هناك باب يصل مابين ردهات المرضى وقسم الطواريء دائما ما اجده مقفلا بقفل ضخم ولايمكن الاتصال بالطواريء الا من خلال الصراخ طلبا للنجدة هذا ان سمع احدهم وهب للنجدة في حين ان مثل ذلك يتطلب الجاهزية والانسيابية في اعلى حدودها كون الامر يتعلق بالموت والحياة لا ان يقف قفلا في باب مانع من اسعاف مريض ولا تجد من لديه المفتاح ، انه امر غريب حقا ومما يؤسف له ايضا هو تعامل الموظفين الصحيين وخاصة المفتشين و الممرضين منهم الذي يذكرنا بتعامل العريف القاسي مع الجندي المغلوب على امره ايام النظام البائد اذ ياتي احدهم في منتصف الليل ويوقظ الراقدين ليطلب منهم التجمع في الممر او الوقوف ليلقي عليهم مايشاء من ملاحظات لا علاقة لها لا بمرضاهم ولا بحالتهم المزرية او يطلب منهم التجمع في الممر ويستغل الاخرون وجوده ليسالوه عن علاج مرضاهم الذي اوصى به الطبيب الزائر ودائما ما تكون الاجابة غير موجود او اذهب وابتاعه من خارج المستشفى .
مدينة الطب من يدخل فيها بعلة واحدة قد يخرج بعلل لا حصر لها نتيجة اختلاط المريض بالصحيح والمريض بالمريض وبطيعة الحال فأن الممرض ليس من السهولة الاستعانه به فهو دائما لايتواجد في الغرفة المخصصة وان كان هناك في الصدفة فلابد وانه يقف بين يدي ربه في فرض اداء الصلاة وباوقات حرجة يتنازع فيها مريضه مع الموت.ولكن اخر الامر وللاسف الشديد المغذيات باقية على أسلوب القرون القديمة (ماء +ملح) لاتوجد فيها التغذيه او شيْ اسمه مكمل للغذاء ولاتوجد تغذية فموية ولا وريدية وعندما كنت في خارج العراق وجدت (مدير عام في وزارة الصحة برفقة زوجته المريضة فسألته لماذ لم تتعالج زوجتك في بغداد فتبسم وأجابني (جاخويه أحنا منينا مستشفيات زينه ساعتين يالله يجيك الاخصائي وثلاثة ساعات يالله يجيك المعاون الطبي)ونحن بدورنا نقول يا مجلس النواب لاتقرو الموازنه لوزارة الصحة!!!
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات