18 ديسمبر، 2024 9:53 م

أربعة أهداف تهم المنطقة کثيرا

أربعة أهداف تهم المنطقة کثيرا

منذ إبتلاء بلدان المنطقة و خصوصا العراق بوباء التدخلات الايرانية السافرة التي نتجت عنها تداعيات ضارة و بالغة السلبية، حيث غذت النعرات الطائفية و الاحقاد الدينية و الميول الانفصالية بطرق و وتائر مختلفة، خصوصا بعد أن بدأت بتجنيد طائفة ضد أخرى و تحريك مجموعة أو مجاميع ضد الاخرى، ومنذ عام 2003، حيث بدأت التدخلات السافرة هذه، کان ولايزال نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية هو المستفيد الوحيد منها، ولم تکن دول المنطقة سوى بيادق شطرنج أو أدوات تلعب بها و تستخدمها لأغراضها.
هذا النظام الذي إستخدم کافة أنواع الوسائل و الاساليب و الطرق من أجل إحکام قبضة نفوذه على بلدان المنطقة و لم يتورع حتى من التعاون و التنسيق مع المنظمات الارهابية، سعى أيضا للإستفادة من إتجاهات و سياقات السياسة الدولية و الثغرات المتاوجدة فيها، ناهيك عن إنه بادر حتى الى تقديم خدماته لدولة مثل أمريکا التي کان ولايزال يزعم إنها عدوته اللدود، وکان بمثابة سمسار في حربها على أفغانستان و العراق، ولذلك فإن مواجهة نفوذ هذا النظام يتطلب من دول المنطقة تبني استراتيجية خاصة لکنها مع ذلك لايجب عن تتضارب مع الاستراتيجية الدولية التي تسير بخطى سريعة ضد هذا النظام.
في الوقت الذي يخوض فيه التحالف العربي مواجهة ضد التدخل الايراني في اليمن و تنزف سوريا دما لنفس السبب و يتحمل الشعب العراقي وطأة و تبعات التبعية و الخضوع للنفوذ الايراني، فإن استراتيجية الرئيس الامريکي دونالد ترامب التي أعلنها حيال إيران، من الممکن جدا أن تکون قاعدة و أرضية مناسبة بعد مزاوجتها بأهداف و متطلبات دول المنطقة ازاء التدخلات الايرانية، خصوصا وإن قيام وزارة الخزانة الامريکية بتحديد 4 أهداف استراتيجية من ختاب ترامب و التي تلتقي جميعها مع المطالب و الاهداف العربية و الاسلامية، قد جعل الصورة على أوضح ماتکون، ولايجب أبدا الالتفات الى الزعيق و الصخب بل وحتى النباح المتعالي من جانب معممي طهران بإتهام دول المنطقة بالعمالة لواشنطن في حين إنها تعتبر کل شئ مباح لها وکما أسلفنا أعلاه.
هذه الاهداف الاربعة التي تتشکل من:
أولا.. تحييد نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار ومواجهة عملياتها في المنطقة ودعمها للميليشيات العسكرية مثل نشاطاتها في سوريا ودعمها لحزب‌ الله اللبناني وحماس في غزة والحشد الشعبي في العراق.
ثانيا.. منع وصول الأموال إلى إيران لاسيما للحرس الثوري الذي يقوم بتوظيفها في نشاطات خبيثة في المنطقة، بما في ذلك تمويلها للإرهابيين والميليشيات المسلحة.
ثالثا.. مواجهة قدرات إيران التي تهدد الولايات المتحدة وحلفائنا باستخدام الصواريخ الباليستية والأسلحة غير التقليدية الأخرى.
والرابع.. ما جاء في خطاب الرئيس يوم الجمعة الماضي لمنع إيران من الوصول إلى القنبلة النووية.
وکما نرى فإن ماتطرحه هذه الاهداف الاستراتيجية يتعلق اساسا بکبح جماح النشاطات و الدور المشبوه لهذا النظام، وإن دول المنطقة مدعوة من جانبها لتفعيل تحرکاتها و نشاطاتها وعدم الانتظار خصوصا فيما يرتبط بدعم و تإييد أي نشاط أو تحرك يقود للتأثير على هذا النظام، وإن مجزرة صيف 1988، الخاصة بإعدام أکثر من 30 ألف سجين سياسي إيراني من جانب النظام الايراني و التي تعتبر و بکل المقاييس جريمة ضد الانسانية، ومن المزمع أن توضع أمام الاجتماع القادم للجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر2017، لابد لدول المنطقة أن تبادر الى دعم و تإييد إصدار قرار يدين هذه الجريمة و يطالب بتشکيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق فيها، فذلك ماسيضع النظام الايراني في بداية النفق المظلم الذي لن يخرج منه أبدا!