23 ديسمبر، 2024 12:06 م

أراضي الفقراء إنتزاع للكرامة

أراضي الفقراء إنتزاع للكرامة

الإنتماء للوطن شعور حقيقي،إنك مواطن لك عائلة وجار ينتمي الى محلة ثم مدينة تعود الى وطن كبير، إنتماء مقرون برقعة الأرض والسيادة والكرامة والعدالة الإجتماعية. واقع لم يكن في أحد الأيام إدعاء، او مجرد مستمسكات أربعة تثبت الوجود، ولم يعرف المواطن على أساس اوراق في دائرة النفوس والتجارة ومختار المحلة، تطلب منه الواجبات ولا يعطى الحقوق.
سعادة الإنسان ان يكون له دار في وطن، تختلط دماءه بتربتة، يقدم له الغالي والنفيس، الجميع شراكاء لأنه حاضرهم ومستقبلهم.
يقدر في العراق إنه بحاجة الى ما يقارب 2- 4مليون وحدة سكنية، ومعدل 6 أفراد للعائلة الواحدة، أيّ ما يقارب12- 24 مليون مواطن، وهذا الرقم كبير بالنسبة لسكانه المخمن عددهم 36 مليون؛ الواقع يشهد دور التجاوز تأكل المدن، وتتجاوز على الأموال العامة والمشاريع الحكومية، في بغداد وحدها 130 حي عشوائي، كل حي لا يقل عن 50 بيت، ناهيك عن البيوت المتهالكة تجاوز عمر معظمها عشرات السنين.
من يقبل سكن التجاوز لم يأتي عنوة دون أن تجبره ظروف قاسية، ومن يسكن البيوت القديمة بشكل عدة عوائل من الأجداد الى الأحفاد، لايملك أموال بناء بيت جديد، ما دعى الى شيوع ظاهرة أخرى خطيرة تسمى إنشطار البيوت، 30 متر للعائلة الواحدة!! لم تستثني الأحياء الكبيرة من العاصمة ومراكز المدن.كل هذا وذاك يصنف من الفقراء او محدودي الدخل وبحاجة الى سكن.
ما يدور في الأوساط الحكومية تزامناً مع الإنتخابات، توزيع أراضي الفقراء، بمبلغ 7 ملايين دينار عراقي، ومن العيب ان يكون في العراق البلد الريعي وافر الخيرات فقراء!! وتحت خط الفقر نسبة 18% !! وفي البصرة وحدها 50% من سكانها بيوت تجاوز، بعد تجاوزت مشاريع النفط على أرضهم.
الفقر كأنه عاهة مستدامة، تتطور وتتأقلم مع الظروف تأخذ جرع المنشطات الحكومية يدعمها الفساد، تتعالي بيوت طبقة الأغنياء على أكثرية محرومة، ومردود سلبي على العائلة والمجتمع حينما يصنف فقراء وأغنياء؛ وعلى شاطيء دجلة بيوت وأراضي واسعة للمسؤولية ويدفن الفقراء في مناطق لا تصلح للعيش،يلصق بهم عار الفقر والتمايز والطبقية بغطاء حكومي.
البيت وطن صغير ليس مجرد سقف داخل وطن كبير، يدفع المواطن حياته فداء له.
توزريع الأراضي للفقراء بصورة علنية دون إيجاد تخطيط ستراتيجي للسكن، إعتراف مباشر، إن السياسات المتخبطة جعلت من البترول يتحول الى مصارف خارج البلد بأيادي المفسدين، يسيء الى سمعة الفرد العراقي خصوصاً الشباب، يحمل تبعات النظرة السلبية في حالات الزواج، وإنتزاع الإنتماء بالقوة من المواطن. صناع القرار من الواضح لا يهمهم كرامة الفرد العراقي، لذلك تعالت بيوتهم على حساب الفقراء، ونفط العراق دم المواطن يمتص حتى تعمّر دبي ولندن، فوق عمرانها الناتج من وطنية ساستها.