ليس من الغريب أبدا أن يصبح الدور المشبوه الذي تضطلع به الميليشيات المسلحة التابعة للنظام الايراني في العراق، ملفتا للانظار وتحت المجهر بسبب من إنه ليس بدور عادي أو عرضي يمکن المرور عليه مرور الکرام، خصوصا وإن النظام الايراني يقوم بإعداد الميليشيات التابعة له في المنطقة للقيام بنشاطات وأمور خارج حدود بلدانها، کما رأينا ونرى في ميليشيا حزب الله اللبناني الذي قام ويقوم بأعمال ونشاطات إرهابية بالوکالة عن هذا النظام.
الميليشيات المسلحة التابعة للنظام الايراني في العراق، والتي يزداد الشعب العراقي نفورا منها عاما بعد عام وتتزايد مطالبه بخصوص حلها خصوصا وإن نشاطاتها المشبوهة تدفع الشعب العراقي ليس لعدم الاقتناع بها فقط وإنما الرفض الکامل لها، والذي يثير السخرية والقلق معا هو إن النظام الايراني وعن طريق ممارسته لضغط غير عادي على الحکومة والبرلمان العراقي، يسعى لتقنين دور هذه الميليشيات وجعلها أمرا واقعا، وهو أمر لايخدم سوى مصلحة النظام الايراني فقط.
تمرير مجلس النواب لمشروع قانون يهدف إلى التصدي لمحاولات النظام الإيراني زعزعة الاستقرار في العراق. ويطالب مشروع القانون وعنوانه “منع إيران من زعزعة الاستقرار في العراق” (H.R.4591) الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى فرض عقوبات على الأشخاص الذين يهددون الأمن ويعرقلون عملية الإصلاح السياسي في العراق. وأشار مشروع القانون إلى أن حكومة إيران تدعم المليشيات و أحزاب سياسية عراقية، سواء بالأسلحة وبالتمويل وغير ذلك من أشكال الدعم المادي. هذا القانون الذي يسلط الاضواء مجددا على الدور المشبوه لهذه الميليشيات ويطالب بالحد منها، يٶکد مرة أخرى ضرورة التصدي لهذا الدور المريب والذي يتجاوز الحدود.
هذا القانون الذي يفرض عقوبات على مليشيات “عصائب أهل الحق”، و”حركة النجباء”، التي ترتبط بصلة وطيدة بمليشيا “حزب الله” اللبناني الإرهابية؛ فضلا عن سبعة أشخاص محددين. يمکن إعتباره خطوة أخرى على طريق المتابعة الدولية لدورها المشبوه في زعزعة أمن وإستقرار العراق والمنطقة، ومن دون أدنى شك ستتبعه خطوات مٶثرة أخرى فيما لو إستمر الدور السلبي المعهود لهذه الميليشيات ولم تتوقف عن حدها، وقطعا لاتتوقف لأنها في الاساس مسيرة وموجهة من طهران وتبعا لمقتضيات المصالح المختلفة للنظام الايراني، ولذلك فإن هذه الميليشيات ستبقى مبعث خوف وقلق ولابد من التصدي لها ومواجهتها على مختلف الاصعدة، وإن الاشهر القادمة ستکون حافلة بهذا الصدد.